واشنطن – قالت دراسة وطنية أميركية اعتمدت على مقابلات مع آلاف المراهقين الأميركيين إن واحدا تقريبا من بين كل 25 مراهقا حاول الانتحار، وإن واحدا من بين كل ثمانية فكروا في التخلص من حياتهم، في حين كشف تقرير آخر ارتفاع معدل انتحار الجنود في الجيش الأميركي، ليصل في العام المنصرم، إلى أرقام قياسية غير مسبوقة. حيث ذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن عدد الجنود الأميركيين الذين انتحروا العام الماضي، بلغ 349 جنديا، بينما كان عدد المنتحرين في صفوف الجيش الأميركي 301 جنديا في العام 2011.
وفيما يخص الإنتحار بين المدنيين قال بحث نشر في دورية الطب النفسي للجمعية الطبية الأميركية أن الأرقام المرتفعة في نسبة المراهقين الذين حاولوا الإنتحار مماثلة لانتشار التفكير الانتحاري ومحاولاته المسجلة من جانب البالغين. واعتمدت نتائج البحث على مقابلات شخصية مع قرابة 6500 مراهق في الولايات المتحدة واستبيانات أجاب عليها آباؤهم. وأظهرت الدارسة أن أكثر من 12 بالمئة من المراهقين فكروا في الانتحار، وأن 4 بالمئة خططوا للانتحار، في حين حاول 4 بالمئة التخلص فعلا من حياتهم.
ووجد ماثيو نوك أستاذ الطب النفسي الذي شارك في الدارسة في جامعة هارفارد وزملاؤه أن جميع المراهقين تقريبا الذين فكروا في الانتحار أو حاولوا يعانون من اضطراب نفسي. وخضع أكثر من نصف هؤلاء المراهقين بالفعل للعلاج عندما سجلوا سلوكهم الانتحاري، وهو ما وصفه نوك بالأمر المشجع والمقلق معا.
وتقول المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الانتحار هو ثالث مسبب للوفاة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام إلى 24 عاما، حيث يتسبب في قرابة 46 ألف حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة.
انتحار الجنود الأميركيين
وقد أظهر تقرير نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن عدد حالات انتحار الضباط المنخرطين في الخدمة العسكرية ازدادت بشكل ملحوظ عن العام الماضي. ووجد التقرير أن عدد حالات الانتحار المؤكدة بلغت 239 حالة، بالإضافة إلى 110 حالة قيد التحقيق فيما لو كانت انتحاراً أم لا، مشكلة بذلك أعلى نسبة لحالات الانتحار في صفوف الخدمة العسكرية، منذ بدء «البنتاغون» في إحصاء الحالات عام 2001.
وبلغ عدد الحالات المسجلة لدى البنتاغون عام 2011، 301 حالة انتحار، مقابل 298 في 2010، ولوحظ ازدياد حالات الانتحار في كل القطاعات العسكرية المختلفة، إذ شهد الجيش 182 حالة انتحار في 2012، مقارنة مع 166 ضابطاً عسكرياً عام 2011، والبحرية من 52 حالة في 2011 إلى 60 حالة العام الماضي، تلاها سلاح الطيران بـ59 حالة انتحار العام الماضي مقارنة بـ51 عام 2011، وهذا بالرغم من الجهود المستمرة «للبنتاغون»، في محاولة لتقديم الدعم والإستشارة للجنود الأكثر عرضة للإقدام على الإنتحار.
Leave a Reply