تل أبيب – سجلت العديد من المفاجآت في الانتخابات الإسرائيلية لعل أبرزها كان اقتحام الحزب الناشئ «يوجد مستقبل» المشهد السياسي بقوة، حاصداً ثاني أكبر كتلة نيابية (19 مقعداً) وسط نسبة إقبال مرتفعة بلغت 66,6 بالمئة، فيما أجمعت التقارير والتحليلات العبرية، على أن الناخب الإسرائيلي وجّه صفعة مدوّية للكتل والأحزاب اليمينية عامة، ولرئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، على وجه الخصوص. فقد أظهرت النتائج شبه النهائية غير الرسمية، تراجعاً حاداً لكتلة «الليكود- بيتنا»، من 42 مقعداً في الكنيست الماضي، الى 31 مقعداً في الكنيست الحالي، ومن دون أن تحظى أحزاب اليمين بأغلبية كانت متوقعة.
نتنياهو عند حائط البراق في القدس المحتلة بعد إدلائه بصوته. (رويترز) |
وحل حزب العمل ثالثاً (17 مقعداً)، فيما تشارك كل من «شاس» الأصولي و«البيت اليهودي» اليميني المتطرف المرتبة الرابعة بـ12 مقعداً لكل منهما، وهي حال «الحركة» الوسطي و«ميريتس» اليساري اللذين تشاركا المرتبة الخامسة بـ7 مقاعد لكل منهما، يليهما «يهدوة هاتوراة» الأصولي بـ6 مقاعد، بينما بقيت الأحزاب العربية الثلاثة مع كتلة مؤلفة من نحو 10 مقاعد.
ومع انتهاء الانتخابات الإسرائيلية بدأت معضلة تشكيل الحكومة، ولو كان تحالف «الليكود-بيتنا» قد حقق فوزاً كبيراً لهان الوضع، لكن النتائج أفرزت توازنات جديدة، وستدفع باتجاه حكومة هجينة.
ومهما تكن تركيبة الائتلاف الحكومي المقبل، فإن المحصلة الأكيدة هي أن حزب «يوجد مستقبل» سيكون حجر الزاوية فيه. وبرغم أن السيناريوهات الأكثر ترجيحاً لهذا الائتلاف تميل إلى أن يكون برئاسة نتنياهو، إلا أنه من الناحية النظرية ثمة إمكانية لفرضيات أخرى تقوم على خيار انضمام الأحزاب الأصولية إلى معسكر الوسط.
وفي خطاب احتوائي، أعلن نتنياهو عن شروعه في مشاورات ائتلافية لتشكيل «حكومة واسعة قدر الإمكان». ومد نتنياهو يده لزعيم الوسط الجديد يائير لابيد ووعد باعطاء الأولوية للشأن الاجتماعي كما قد يضطر إلى تقديم تنازلات في المسألة الفلسطينية، حسب المراقبين.
فلسطينياً، أعلن أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه أن القيادة الفلسطينية مستعدة لحوار مع الأحزاب الإسرائيلية لاطلاق مفاوضات حقيقية خاصة في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية. وقال عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده بمقر منظمة التحرير في رام الله إن «القيادة الفلسطينية راقبت باهتمام شديد الانتخابات الإسرائيلية، ونحن نعتقد أن الانتخابات وفرت فرصة جديدة للإسرائيليين عبرت عنها نتائج التصويت، ونحن مستعدون لأن نلتقي معهم في بداية الطريق».
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض دعا في وقت سابق الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى استئناف المفاوضات المباشرة بينهما لبحث جميع قضايا «الوضع الدائم» التي تؤدي إلى حل الدولتين. ورفض التعليق على نتائج الانتخابات في إسرائيل، مكتفياً بالقول إن الرئيس باراك أوباما سيجري اتصالاً في موعد لاحق مع نتنياهو لتهنئته بفوزه في الانتخابات.
Leave a Reply