ديترويت – اجتاحت الإنفلونزا ولاية ميشيغن وعموم الولايات المتحدة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مسببة إغلاق العديد من المدارس ودور رعاية المسنين والمرافق الصحية.
وقال مسؤولون فدراليون إن الإنفلونزا ما زالت منتشرة على نطاق واسع في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة وإن هذا الموسم يتجه ليصبح الأكثر حدة منذ جائحة «إنفلونزا الخنازير» عام 2009.
وخلال معظم مواسم الإنفلونزا كان كبار السن الأكثر تضرراً يليهم الأطفال الصغار. لكن في الموسم الحالي فإن من تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً هم الأكثر إصابة بالمرض بعد المسنين، في حين توفي ٣٧ طفلاً في أنحاء البلاد جراء الإصابة بسلالة الإنفلونزا H3N2 خلال الموسم الحالي، بينهم طفل في ميشيغن.
في ميشيغن
وبحسب بيان أصدرته وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، تم توثيق ٥٣٥ إصابة بالإنفلونزا في الولاية منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بينهم ٣٠ طفلاً و٥٠٥ بالغين.
ومن أصل ٣١٨ إصابة تم تحليلها في مختبرات الوزارة تبين أن ٢٤٥ شخصاً أصيبوا بسلالة الإنفلونزا H3N2 التي تعرف أيضاً باسم «النوع أي»، علماً بأن معظم المرضى لا يخضعون لفحوصات مخبرية، ما يشي بأن عدد إصابات الإنفلونزا يفوق بكثير، الأرقام المعلن عنها، بحسب الوزارة.
وفي ١١ كانون الثاني (يناير) المنصرم، توفي طفل في منطقة بورت هيورون متأثراً بالمرض، رغم تلقيه اللقاح في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فيما توفي ٣٧ طفلاً في أنحاء الولايات المتحدة بحسب «سي دي سي».
ورغم ذلك، يظل الوباء دون المستويات التي سجلت في الولاية جراء جائحة «إنفلونزا الخنازير» عام 2009.
وانتشر وباء «إنفلونزا الخنازير» عام 2009 بشكل استثنائي؛ نظراً لأنه كان فيروساً جديداً، ومع ذلك يعد فيروس H3N2، الذي اجتاح البلاد هذا العام، أسوأ موجة من موجات «الأمراض الموسمية».
وأشار تقرير الوزارة أيضاً إلى أن عدة منشآت للعناية بالأطفال والمسنين في ميشيغن شهدت انتشار وباء الإنفلونزا، كما لجأت بعض المستشفيات إلى حظر دخول الأطفال والمسنين إليها إلا في حال حاجتهم إلى العلاج، بغية منع تفشي الوباء. كذلك قامت الجامعات والكليات بإطلاق حملات توعية حول ضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا وسبل الوقاية من الإصابة، وقد تم إنشاء عيادات متنقلة لهذا الغرض.
وترتبط سلالة الإنفلونزا H3N2 بأعراض شديدة وقد سببت العديد من الوفيات بين الأطفال وكبار السن في أنحاء الولايات المتحدة، مظهرةً مقاومة عالية للقاح الإنفلونزا الخاص بالموسم الحالي، وفقاً للمراكز الفدرالية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
وظهرت هذه السلالة، المعروفة كذلك باسم «الإنفلونزا الأسترالية»، منذ نحو 50 عاماً، وسُميت أول مرة باسم «إنفلونزا هونغ كونغ» في عام 1968. وتسبَّبت بوباء واسع خلال موسمي 1997–1998 و2003–2004.
وباء وطني
وقد أعلن مسؤولون في قطاع الصحة في الولايات المتحدة انتشار مرض الإنفلونزا في جميع الأراضي الأميركية، باستثناء هاواي. وأشاروا إلى أن واحداً من كل 15 مريضاً في العيادات أو المستشفيات في أنحاء البلاد يتعالجون من المرض، وهو أعلى معدل يسجل منذ تفشي «إنفلونزا الخنازير» قبل عشر سنوات.
ودعا الدكتور دان جيرنيغان، رئيس قسم الإنفلونزا في مراكز «سي دي سي»، إلى تلقي التطعيم اللازم، حتى في هذه المرحلة المتقدمة من موسم المرض «لايزال التطعيم متوفراً لمن لم يأخذه». ونصح باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقاية من انتشار المرض مثل «تغطية الفم عند السعال وغسل اليدين بانتظام والبقاء في المنزل في حالة المرض».
وشدد جيرنيغان على ضرورة التحلي باليقظة، ولاسيما أن الولايات الأميركية جميعها، باستثناء هاواي، سجلت انتشاراً واسعاً للمرض.
وقالت «سي دي سي»، إن حصيلة المرضى هذا الموسم تتجاوز تفشي المرض خلال عامي 2014–2015، عندما أُصيب به 34 مليون أميركي، وتلقى 710 آلاف شخص العلاج في المستشفيات.
Leave a Reply