ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شكل الاحتفال السنوي الخيري الأول لـ”جمعية المبرات الخيرية” بعد رحيل مؤسسها المرجع الإسلامي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، استفتاء على استمرار المؤمنين بنهجه ومقلديه على بقائهم على تقليده مترجمين هذا البقاء بحضور حاشد غصت به القاعات الكبرى للمركز الإسلامي في أميركا وردهاته وساحاته الخارجية وقدر عدد الحضور بأكثر من 1500 شخص.
اقيم الاحتفال غروب يوم السبت 4 أيلول (الجاري) واستهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم رحب عريف الحفل الحاج محمد بيضون بالحضور شاكرا كل المساهمين والمتبرعين.
وألقى الحاج فؤاد بيضون الكلمة الرئيسة باسم “جمعية المبرات الخيرية” استهلها بمقدمة وجدانية خاطب فيها روح المرجع الراحل السيد فضل الله ومما قال “ايها السيد الغائب عن العين، الحاضر في القلب، يا مرسوما فوق شغاف قلوبنا، زرعت في قلوبنا حب الله، ففاض هذا القلب على مساحات الزمن والمكان انسانية وحنانا ومحبة لكل الناس وشوقا ووجدانا واستغراقا في الله.. عهدنا لك سيبقى عهدا مقرونا بعين الله، بالحفاظ على الأمانة التي أودعتها فينا”.
ثم خاطب الحاج بيضون الحضور الحاشد: أيها الأحبة إن نفقات مؤسسات رعاية الأيتام والمعوقين والمسنين ونفقات مدارس المبرات في المناطق المحرومة، وصندوق دعم الطالب المحتاج والمساعدات التي يقدمها مكتب الخدمات لعوائل الفقراء والمحتاجين.. هذه التكاليف والمصارفات تؤمن من خلال:
– مشروع كفالة اليتيم.
– التبرعات المالية والعينية.
– الحقوق الشرعية من خمس وزكاة
– عائدات المؤسسات الانتاجية التي مازال بعضها في طور التأسيس.
– مساهمات وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان.
أضاف بيضون “ألفت عنايتكم أيها الأحبة إلى أنه وكما تعلمون إن سماحة السيد فضل الله رحمه الله، أفتى قبل وفاته، وهو رأي مراجع آخرين، بجواز البقاء على تقليد المرجع المتوفى، إذ أن علمه لا يموت معه، بل إن بعض المراجع ذهب الى وجوب البقاء على تقليد المرجع المتوفى إذا اطمأن المكلف الى ذلك وكثير من مراجعنا العظام كتبوا رسائل تشمل تواقيعهم الى المكتب الشرعي لسماحة السيد فضل الله في لبنان، وهذه الرسائل موجودة، تقول بأن من كان يعتقد بأعلمية السيد فضل الله يجوز له البقاء على تقليده ابتداء، أي للمبتدئين (بالتقليد). وهذا هو الدور الفعلي للمكتب الشرعي لسماحة السيد بكل فريقه وعلمائه الأفذاذ الذين اصطنعهم السيد على عينه، مستمرين في الإجابة على كل استفتاءات المؤمنين في لبنان والخارج طبقا لآرائه وفقهه ونهجه، وقد أصدر المكتب الشرعي لسماحته بيانا أكد فيه أن يوم الخميس الواقع في 9 أيلول (سبتمبر) هو الأول من شهر شوال وهو عيد الفطر مشيرا الى امكانية رؤية الهلال بواسطة الآلات المكبرة غروب يوم الأربعاء في عدة مواقع غربا ولاسيما في جنوب أميركا الجنوبية، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات”.
ولفت الحاج بيضون عناية الحضور الى أنه يمكنهم الاستمرار في الاستفسار في جميع القضايا الشرعية ولتسديد المتوجبات الشرعية من خمس وزكاة إما بالاتصال بالمكتب الشرعي في لبنان على الرقم: 275075 (01)
أو الاتصال بمكتب المبرات –فرع أميركا الواقع على تقاطع شارعي وورن وشايفر في مدينة ديربورن، رقم الهاتف 313.582.5553
أو بالموقع الإلكتروني: www.bayynat.org
وفي الختام شكر الحاج بيضون باسم جمعية المبرات في لبنان كل الذين ساهموا ويساهمون في بناء ورفد مسيرة جمعية المبرات من كافلي الأيتام والباذلين من عطاء مادي ومعنوي وخاصة من يتابعون بناء وتجهيز المؤسسات.
وسألت “صدى الوطن” الحاج فؤاد بيضون عن انطباعه حول الاحتفال وهل لايزال ذلك الزخم المعهود قائما، بعد رحيل المؤسس المرجع الراحل السيد فضل الله، فأجاب: بل أكثر زخما. وصدقا أقول ودون أية مبالغة والناس تشهد على ذلك، بأن الاحتفال شكل تظاهرة تأكيد على استمرارية مرجعية سماحة السيد فضل الله (ق.س) الذي يرى محبوه ومقلدوه أنه وان غاب جسدا لكن علمه وفقهه ونهجه باقون لأجيال طويلة قادمة. وسيقوم علماء أفذاذ ممن تتلمذوا على يدي سماحته بحمل الأمانة وهم أصحاب علم وكفاءة ومؤهلون لتأدية المهمة والاستمرار بها على أكمل وجه. وأكد الحاج بيضون نقلا عن المكتب الشرعي للسيد فضل الله، لجميع المتسائلين جوازالبقاء على تقليد سماحة المرجع الراحل السيد فضل الله في كل الأمور الشرعية، حتى في المستحدثات منها. وعن مسألة المتوجبات الشرعية من خمس وزكاة وخلافه أكد أيضا أنها تقع في صلب التأكيد على جواز تقليد المرجع المتوفى لأن المرجع يموت ولكن علمه يبقى. وهذا في صلب عقيدتنا فنحن لانزال على تقليد نهج نبينا الأكرم وأئمتنا الأطهار، وليس المقصود بالتأكيد عقد مقارنة أو مماثلة هنا، والعياذ بالله، إنما التأكيد على مبدأ علمي وفقهي ومنطقي يشرعه مراجع عظام من المذهب الشيعي الاثني عشري وهو جواز البقاء على تقليد المرجع المتوفى انطلاقا من القاعدة التي ذكرناها آنفا وهي أن المرجع يموت لكن علمه لا يموت.
وأكد بيضون نقلا عن المسؤولين في المكتب الشرعي لسماحة السيد فضل الله بأن الاستفتاءات الشرعية التي ترد إليه قد تضاعفت حتى بعد رحيل السيد وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استمرار اطمئنان مئات الألوف من مقلديه في لبنان والخارج الى مرجعيته التي لا يمكن أن تموت.
Leave a Reply