القدس المحتلة، غزة – شهد الأسبوع الماضي نذر حملة عسكرية إسرائيلية واسعة على قطاع غزة الذي شيّع 8 من شهدائه (بينهم أطفال) سقطوا في غارات جوية، فيما قتلت إسرائيلية وأصيب 30 في أول تفجير من نوعه تشهده القدس المحتلة منذ العام 2004 قرب موقف للحافلات، في هجوم يثير قلق إسرائيل من احتمال أن يكون بداية لسلسلة من الهجمات ضد الاحتلال، رغم تبني العملية بشكل رسمي من الفصائل الفلسطينية. وأشادت “سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في غزة بالعملية من دون ان تتبناها.
أما القاهرة فحذّرت اسرائيل من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة، بينما نقلت صحيفة اسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقته على سلسلة عمليات ضد القطاع.
من جهته، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “نتنياهو أقر سلسلة من العمليات في قطاع غزة قبل مغادرته مطار بن غوريون”. ونقلت عنه قوله للصحافيين “سنعمل بكل قوة وقسوة وعقل للحفاظ على استقرار مناطقنا وسنعلّم أعداءنا درسا لن ينسوه”، فيما اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي حالة الاستنفار القصوى وأغلق مداخل الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أُبلغ بالهجوم عندما كان يجتمع مع سبعة وزراء رئيسيين لمناقشة الإجراءات التي ستتخذ ضد قطاع غزة بعد تزايد الهجمات بالصواريخ. وقال نتنياهو قبيل سفره الى موسكو “انها (المجموعات الفلسطينية المسلحة) تحاول اختبار عزيمتنا وتصميمنا، وستكتشف ان لدى هذه الحكومة والجيش والشعب الاسرائيلي عزيمة من حديد للدفاع عن بلادهم”.
أما المتحدث باسم حكومة “حماس” طاهر النونو فقال في بيان صحافي “نؤكد أن موقفنا في الحكومة ثابت من حماية الاستقرار والعمل على استعادة الاوضاع الميدانية التي كانت سائدة خلال الأسابيع الماضية”.
وفي إطار ردود الفعل، أدان الرئيس الاميركي باراك اوباما التفجير مؤكدا انه “ليس من تبرير على الاطلاق للارهاب”. وشدد أوباما على حق اسرائيل “في الدفاع عن النفس”، كما قدم “تعازيه لمقتل مدنيين فلسطينيين في غزة”. ونددت روسيا بالتفجير ووصفته بأنه “عمل إرهابي وحشي”. واعتبرت وزارة الخارجية الورســـية في بيان انه ينبغي فعل كل ما هو مـــمكن “لتــفادي تدهور الوضع في الشرق الاوسـط”.
كما ندد الامين العام للامـــم المتحدة بان كي مون بتفجير القدس الذي اعتبره “غير مقبول” وطالب “بالوقف الفوري لاعمال الارهاب والعنف بحق المـــدنيين وتـجنب التصعيد والخسائر في ارواح الناس”.
“الكنيست” تقر قانونين عنصريين ضد العرب
من جهة أخرى، أقرت الكنيست الإسرائيلية الأسبوع الماضي قانونين عنصريين ضد العرب بعد نقاش صاخب: “قانون النكبة” وقانون تصنيف القبول في التجمعات السكنية. وكان العديد من المفكرين وأنصار حقوق الإنسان في إسرائيل قد صنفوا “قانون النكبة” وأشباهه في خانة القوانين المعادية للديموقراطية.
ويخول “قانون النكبة” وزير المالية بأن يحرم أية سلطة محلية (المقصود هنا السلطات المحلية العربية) من ميزانيات تقدمها الحكومة إذا سمعت فيها دعوات مناهضة لإسرائيل.
وأقرت الكنيست أيضاً قانون لجان القبول في التجمعات السكنية. وكان هذا القانون أول قانون يوضع على طاولة الكنيست بعد انتخابها وقد أثار ردود فعل غاضبة نظراً لعنصريته. وقد بادر لسن هذا القانون عضوان من “كديما” وعضو من “إسرائيل بيتنا” بعدما سبق وأقرت المحكمة العليا الإسرائيلية حق العرب في شراء بيوت في أحياء وتجمعات أنشأتها الدولة. ويمنح القانون الجديد الحق للجان القبول في هذه التجمعات برفض سكن العرب فيها بحجة أنهم لا ينسجمون مع الطابع اليهودي للتجمع.
Leave a Reply