تخصيب اليورانيوم يعرقل المفاوضات الإيرانية الأميركية .. وترامب يطهّر إدارته من مسؤولين موالين لإسرائيل
التقرير العربي الأسبوعي
لم يحمل الأسبوع الماضي أية انفراجات مرجوة في مختلف ساحات الشرق الأوسط الملتهبة، إذ تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة، بالتوازي مع تصعيد اعتداءاتها على لبنان وسوريا. ورغم ازدياد المؤشرات على توسّع الشرخ بين واشنطن وتل أبيب حيال ملفات المنطقة، لم تحقق المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أي تقدّم يُذكر، مع تمسّك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم.
أبواب الجحيم
في غزة، لم يشفع عيد الأضحى المبارك للفلسطينيين، حيث واصلت آلة القتل الإسرائيلي، الفتك بأبناء القطاع المحاصر تحت عنوان «فتح أبواب الجحيم»، ردَّاً على رفض حركة «حماس» لمقترح المبعوث الأميركي ومطالبتها بإدخال تعديلات جوهرية على بنوده الرئيسة.
وقال رئيس «حماس» في غزة، خليل الحية، إن الحركة لم ترفض المقترح الأخير الذي قدمه الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف، مؤكداً أنهم قدموا عليه تعديلات لضمان وقف دائم للحرب ومنع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف الحية -في كلمة متلفزة الخميس الماضي- أن حماس جاهزة لتسليم الحكومة في غزة فوراً إلى أي جهة فلسطينية وطنية مهنية يتم التوافق عليها، متهماً حكومة الاحتلال برفض جميع المقترحات التي قدمت منذ آذار (مارس) الماضي، بما فيها عرض تبادل جزئي وخطة صفقة شاملة لإطلاق جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب، مرجعاً هذا الرفض إلى دوافع شخصية وأيديولوجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح أن المقترح الأخير الذي طرحه ويتكوف نص على إطلاق 10 من الأسرى الأحياء و18 جثماناً خلال أسبوع، دون ضمانات لوقف دائم للقتال، مشيراً إلى أن تصريحات نتنياهو المتكررة بشأن استئناف القتال بعد استعادة الأسرى تعكس غياب النوايا الحقيقية لوقف العدوان.
ولفت الحية إلى أن «حماس» وافقت قبل أسبوعين على مقترح أميركي آخر، لكن الاحتلال رفضه وتراجع الوسيط عن موقفه، وهو ما يعكس -بحسب الحية- أن إسرائيل هي من تعرقل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق دائم وفعال.
وقدم ويتكوف في أواخر الشهر الماضي، مقترحاً إلى إسرائيل و«حماس» لوقف الحرب، إلا أنه انتقد لاحقاً رد الحركة على الاقتراح.
وكانت «حماس» أرسلت ردّها إلى الجانب الأميركي، متضمّناً تحفّظات وطلبات تعديل على بنود مقترح ويتكوف؛ وهي، وإنْ لم ترفضه بالكامل، لكنّها قرّرت استخدامه نقطةَ انطلاق لبدء مفاوضات حقيقيّة. وهكذا، اختارت، بدلاً من «القبول أو الرفض»، التعامل مع الورقة باعتبارها فرصةً لتصحيح مسار التفاوض، فجاء ردّها ليؤكّد أنّه ثمّة شروطاً أساسية يجب تحقيقها في إطار المفاوضات نفسها، ومنها: وقف لإطلاق النار يستمرّ لسنوات؛ انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة؛ دخول المساعدات الإنسانية من دون رقابة وتحكّم إسرائيليَّين، والأهمّ إعادة فتح معبر رفح، والذي يختزل كل الشروط الفلسطينية الأخرى. وليست البنود المتقدّمة مجرّد مطالب سياسية، بل إنها تمثّل، بالنسبة إلى «حماس»، ضمانات أساسية لأيّ تسوية محتملة؛ علماً أن أيّ اتّفاق لا يتضمّن النقاط المشار إليها، لن يكون سوى هدنة مؤقّتة، تتبعها جولة تصعيد جديدة.
وفي كلمته أيضاً وجّه رئيس «حماس» في غزة، رسائل دعم إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل، داعياً إلى تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان ومشاريع التهويد، ومؤكدا أن المعركة هي معركة وجود لا مجرد خلاف سياسي أو حدودي.
وشدد على أن ما يجري في غزة اليوم هو بداية لمخطط تطهير عرقي أوسع يشمل الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948 ويمتد حتى مخيمات الشتات، وهو ما يستدعي موقفاً وطنياً وعربياً موحدا لإفشال هذا المشروع.
وأمام تواطؤ وخذلان الدول العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني، حيّا الحية «إخوان الصدق» في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ ضد الاحتلال رغم ما يتعرضون له، معتبرا أن غزة قدمت نفسها فداءً للأمة ومقدساتها، داعياً إلى نصرة سياسية وشعبية وعسكرية تتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها أهل القطاع.
المساعدات الإنسانية
أشار الحية إلى أن الاحتلال يصر على السيطرة الكاملة على المساعدات الإنسانية، وفرض آلية وصفها بـ«العسكرية» ترفضها جميع المؤسسات الدولية، كونها تخالف القانون الدولي الإنساني وتعيق وصول الإغاثة بشكل كريم وآمن.
وفي السياق، قالت الأمانة العامة للأمم المتحدة، إن السلطات الإسرائيلية تمنع تنسيق العمل الإنساني لنقل مساعدات إلى غزة، داعيه إلى فتح كل المعابر لإيصال المساعدات «بلا عوائق».
إلى ذلك، أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» الخاصة، المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، أنها استأنفت، الخميس الماضي، توزيع المساعدات الغذائية في القطاع بعدما علقته ليوم واحد إثر استشهاد نحو ثلاثين شخصاً، بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب أحد مراكزها.
وقال الجهاز الإعلامي في المؤسسة، لوكالة «فرانس برس»، إنه تم توزيع «1,4 مليون وجبة خلال النهار في مركزين مختلفين، و8,4 ملايين وجبة منذ 27 أيار».
في المقابل، نظّم مئات من موظفي منظمة «أطباء بلا حدود» تحركاً احتجاجياً في جنيف السويسرية،، إدانة لـ«عسكرة المساعدات الإنسانية» في قطاع غزة من جانب إسرائيل.
وحمل المحتجّون لافتة كبيرة كُتب عليها «غزة: كل الخطوط الحمراء تمّ تجاوزها»، مطالبين بإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل والسماح بوصول المساعدات الكافية التي يعتمد عليها سكان القطاع.
وعلى غرار وكالات «الأمم المتحدة» ومنظمات غير حكومية أخرى، ترفض منظمة «أطباء بلا حدود» التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة.
وواصلت إسرائيل -على مدار الأسبوع المنصرم- قتل عشرات الفلسطينيين في غزة يومياً، ما رفع حصيلة العدوان المؤكدة إلى 54,677 شهيداً و125,530 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وفق وزارة الصحة في غزة.
دعم أميركي .. ولكن
رغم تعدد المؤشرات على التباين بين ترامب ونتنياهو، والتي كان آخرها فصل موظفين موالين لإسرائيل من البيت الأبيض، لم تتردد واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة.
وقالت الخارجية الإيرانية «إن رفض واشنطن حليفة اسرائيل لمشروع القرار، على رغم تأييده من باقي الأعضاء الـ14 في مجلس الأمن، يظهر تواطأها في جرائم النظام الصهيوني».
وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم سياسي وعسكري لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. ووفقاًً للمنظمة الدولية للدفاع الجوي IMOD، فقد تم تسليم أكثر من 90 ألف طن من المعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل عبر 800 رحلة جوية، وحوالي 140 شحنة بحرية خلال العملية. وتشمل المعدات المشتراة والمنقولة، ذخائر وآليات مدرعة ومعدات حماية شخصية ومستلزمات طبية وغيرها.
ورغم إجماع المراقبين على أن ترامب لا يمكنه قطع العلاقة مع إسرائيل والانقلاب عليها، قرر الرئيس الأميركي بشكل مفاجئ، إقالة ثلاثة مسؤولين، يعتبرون «مؤيدين جداً» لإسرائيل، من بينهم المبعوثة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إلى أن إقالة المسؤولين الثلاثة جاءت على خلفية الخلافات بين ترامب ونتنياهو الذي يلوح بشن هجوم «منفرد» على إيران حتى لو كان ذلك من دون موافقة واشنطن، وكذلك استمرار الحرب في قطاع غزة.
والمسؤولون الثلاثة المقالون من مناصبهم، هم ميراف سارن الأميركية الإسرائيلية التي عينت مؤخراً رئيسة قسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك تريغر منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس ذاته، ومورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في لبنان.
وبحسب الصحيفة من غير المستبعد إقالة المزيد من «المؤيدين لإسرائيل» في إدارة ترامب من مناصبهم. كما خسرت إسرائيل، حليفاً آخر في إدارة ترامب، وهو الملياردير إيلون ماسك الذي لعب دوراً أساسياً في رأب العلاقة بين ترامب ونتنياهو بعد جفاء دام أكثر من ثلاث سنوات عقب انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي أول المباركين بفوز جوزيف بايدن، رغم مزاعم ترامب بتزوير الانتخابات آنذاك. واعتبرت «يديعوت أحرونوت» أن إقالة حلفاء إسرائيل «لم تأت من فراغ»، بل هي «جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب».
النووي الإيراني
وفي أبرز تطورات الأسبوع الماضي، كان للتقارب الدبلوماسي المصري-الإيراني وقعاً ملفتاً على المشهد العام في الشرق الأوسط الذي يعيش مخاضاً معقداً لإعادة تشكيل خرائطه الجيوسياسية. فبعدما وجدت مصر نفسها مهمّشةً أميركياً وخليجياً خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة للمنطقة، قررت القاهرة استئناف علاقاتها مع طهران بقوة، حيث أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان -في اتصال هاتفي- على أهمية منع الانزلاق نحو مواجهات عسكرية قد تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة ولقائه بالسيسي.
وجاء التقارب المصري الإيراني بعد تعثر مفاوضات الملف النووي الإيراني في سلطنة عمان، حيث أفادت شبكة «سي أن أن» بأن الجولة السادسة من المحادثات، لم تُحدد بعد، بسبب الخلاف بين واشنطن وطهران بشأن التخصيب.
وأجرت إيران والولايات المتحدة -حتى الآن- خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة عُمانية، وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أعقابها عن آليات مقترحة من عُمان قد تساعد في تذليل العقبات أمام تحقيق تقدم في المفاوضات، مشيراً إلى إمكانية تحقيق هذا التقدم بعد جولة أو جولتين إضافيتين.
وتطالب واشنطن، طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وهو ما يرفضه الجانب الإيراني الذي يؤكد أن التوصل لاتفاق لن يكون ممكناً إذا أصرت الولايات المتحدة على تخلي طهران عن تكنولوجيا التخصيب. غير أن المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أكدت أن طهران لا تعتزم ترك طاولة المفاوضات، مضيفة أن المشكلة الأساسية تتمثل في التصريحات المتناقضة للأميركيين.
في المقابل، أعرب ترامب عن أمله في أن تقبل إيران مقترحه محذراً من عواقب وخيمة بالنسبة لطهران.
وإلى جانب تأكيده على عدم جواز امتلاك إيران للسلاح النووي، أعلن ترامب أن المقترح الأميركي بشأن الصفقة لا يتضمن إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم، خلافاً لما ورد في تسريبات صحفية سابقة أشارت إلى وجود إمكانية لتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود.
ومع تعثر المفاوضات النووية، أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب اتصاله مع ترامب، الأربعاء الماضي، أن الأخير يرغب في مساعدة روسية في مفاوضات واشنطن مع إيران.
وقال أوشاكوف للصحفيين في أعقاب المكالمة الهاتفية بين الرئيسين: «يعتقد ترامب أن مساعدة روسيا ضرورية في هذا الشأن. وسيكون ممتناً في حال تمكنت روسيا من تليين الموقف الإيراني بشكل مناسب».
ضرب سوريا ولبنان
لم تقتصر الجرائم الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي على غزة والضفة الغربية، بل ذهبت حكومة نتنياهو المتشددة إلى تصعيد اعتدءاتها على سوريا ولبنان، بذريعة إزالة المخاطر التي قد تهدد أمن الكيان.
وبينما يستعد لبنان للتعرف على المبعوث الأميركي الجديد إليه، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، عشية عيد الأضحى، أعنف ليلة غارات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024. وشنت إسرائيل 13 غارة من مسيّرات ومقاتلات بعد وقت قصير من إصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء مبانٍ في الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، تمهيداً لقصف مواقع قال، إن «حزب الله» يستخدمها لتصنيع مسيرات.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الضربة على الضاحية هي الأكبر منذ وقف إطلاق النار، وإن الجيش وضع منظومات الدفاع الصاروخية في شمال إسرائيل على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ. وأضافت المصادر ذاتها، أن مسيرات إسرائيلية تحلّق بكثافة الآن في أجواء بيروت، وأن سكان الشمال مطالبون بالاستماع إلى تعليمات ما تسمى الجبهة الداخلية بإسرائيل، وهي قيادة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي تعنى بكيفية التعامل مع حالات الطوارئ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «لن نسمح لأي جهة أن تشكل خطراً على سكان الشمال وعموم إسرائيل، وسنستمر في فرض شروط اتفاق وقف إطلاق النار دون تساهل»، معتبراً أن «الحكومة اللبنانية مسؤولة بشكل مباشر عن منع أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وكل عمل إرهابي ضدنا».
وقال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» يعمل على تعزيز صناعة إنتاج المسيرات استعداداً للحرب المقبلة مع إسرائيل، وأن الوحدة الجوية التابعة للحزب تعمل على إنتاج آلاف المسيرات بتوجيه وتمويل من عناصر إيرانية.
في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الخميس المنصرم، أن الجيش فكّك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني، منذ انتهاء الحرب، فيما لا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس نقاط إستراتيجية في أقصى جنوب لبنان.
أما في سوريا، حيث وافقت واشنطن على انضمام المقاتلين الأجانب للجيش السوري الجديد، قامت إسرائيل بشن غارات على أنحاء متفرقة من البلاد عقب إطلاق صاروخين من داخل الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل، وهو ما اعتبرته تل أبيب ذريعةً لمواصلة قصف العمق السوري، رغم الانفتاح الغربي على النظام الجديد في دمشق، والذي لا يتوانى عن تأكيد رغبته بالصلح مع إسرائيل.
وحمّل كاتس، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المسؤولية عن سقوط الصاروخين، فيما أدانت وزارة الخارجية السورية القصف الإسرائيلي وقالت إن العديد من الجماعات تسعى إلى زعزعة استقرارِ المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة.
وأعلنت مجموعة أطلقت على نفسها اسم «كتائب محمد الضيف» مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين من درعا، وهي مجموعة تأسست حديثاً وأعلنت عن نفسها في نهاية مايو الماضي.
ورداً على سؤال من وكالة «رويترز» في دمشق عما إذا كانت واشنطن وافقت على دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس باراك -الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي لدى تركيا– «أعتقد أن هناك تفاهماً وشفافية»، حيال خطة حكومة أحمد الشرع لضم نحو 3,500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة تم تشكيلها حديثاً في الجيش السوري.
ويعتبر مصير الأجانب الذين انضموا إلى المنظمات الإرهابية بما فيها «هيئة تحرير الشام»، بقيادة الشرع -أبو محمد الجولاني سابقاً- من أكثر الملفات الشائكة التي تعيق التقارب مع الغرب منذ توليها السلطة.
المقاومة خيارنا الوحيد
أكد قائد «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، التمسّك بدعم الشعب الفلسطيني في وجه المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة.
وقال الحوثي، في رسالة عيد الأضحى، إنّ «أنصار الله سيظلون أوفياء للقضية الفلسطينية، ولنصرة الشعب الفلسطيني، ولن يتخلوا عن واجبهم، وسيتقدمون بكل ما يستطيعون، وسيبقون مع المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني، حتى يتحقق النصر ويزول الكيان الصهيوني الغاصب من الوجود».
وشدّد على أنّ «استمرار هذا العدوان، والدعم الأميركي البريطاني له، والمواقف الأوروبية المتواطئة، والانحياز الأممي، والانكشاف العربي، والخذلان والتآمر من أنظمة التطبيع، يضع الأمة كلها أمام مسؤولية تاريخية كبرى».
واعتبر قائد «أنصار الله» أنّ «دعم الشعب الفلسطيني، والوقوف معه، هو الموقف الديني، والأخلاقي، والإنساني، وهو فريضة إيمانية لا يمكن التهرّب منها، وأنّ خيار التحرّر لا يمكن أن يتحقق إلاّ بالمقاومة، ولا خيار غيره».
من جهةٍ أخرى، أشار الحوثي إلى أنّ «النشاط التآمري للتطبيع في أوساط الأنظمة هو خيانة بكل المقاييس، كما هو تمكين للعدو، وغطاء لجرائمه، ومشاركة فعلية فيها».
وتساءل: «كيف سيكون حال الأمة التي تهرول للتطبيع، بينما العدو يواصل عدوانه في أبشع صوره، ويرتكب المجازر بحق الأطفال والنساء، ويقصف الأبراج السكنية، ويرتكب أفظع الجرائم؟ أليس هذا دليلاً على سقوط هذه الأنظمة، وخيانتها، وفسادها، وبعدها التام عن القيم الإنسانية والدينية»؟.
من جهته، أكد رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في اليمن، مهدي المشّاط، أن «الأطماع المعلنة للكيان الصهيوني المجرم، لا تستهدف فلسطين وحدها، ولا لبنان أو إيران أو اليمن، بل تستهدف الأمة كلها وهذا ما نحذر منه».
وحذر الدول العربية والإسلامية «من خطورة استمرار مواقفهم الضعيفة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني وما سيترتب على ذلك من خطر مباشر عليهم».
وتواصل «القوات المسلحة اليمنية» استهداف مطار «بن غوريون» في تل أبيب، انتصاراً لـ«مظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضاً لجريمة الإبادة الجماعية». وندد البيان باستمرار «نزيف دم» أهل غزة، رغم «قدرة ومقدرة» الدول العربية والإسلامية على إيقاف «هذه المجزرة».
Leave a Reply