ديترويت – كشف الادعاء العام الفدرالي المزيد من التفاصيل حول قضية رجل يمني أميركي من ديربورن، متهم بالانضمام إلى «تنظيم» داعش الإرهابي والقتال في صفوفه قبل إلقاء القبض عليه في سوريا وإعادته إلى الولايات المتحدة لمحاكمته.
وتم أسر إبراهيم مصيبلي (29 عاماً) بإحدى ساحات القتال من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا في تموز (يوليو) 2018، ليصبح أحد أوائل المواطنين الأميركيين الذين تجري محاكمتهم أمام القضاء الفدرالي بتهمة الانخراط بتنظيم إرهابي في الخارج، خلال عهد الرئيس دونالد ترامب.
وفي إطار مساعي الادعاء العام الفدرالي لإقناع القاضي بعدم السماح لمحاميي المصيبلي بالاطلاع على الأدلة السرية ضد موكلهم –بحجة الضرر الذي قد يلحقه ذلك بالأمن القومي– نشر ممثلو الادعاء، الاثنين الماضي، تفاصيل جديدة حول رحلة مصيبلي «الجهادية» التي استمرت ما يقرب من ثلاث سنوات قضاها في اليمن والعراق وسوريا.
وطلب الادعاء العام من القاضي مراجعة الأدلة السرية بنفسه، ليقرر ما إذا كانت هنالك ضرورة لاطلاع المحامين عليها للدفاع عن موكلهم المتهم بتقديم دعم مادي لتنظيم إرهابي، ويواجه في حال إدانته بالسجن من 40 سنة إلى المؤبد.
وكتب ممثلو الادعاء أن المعلومات السرية «ليست مفيدة أو ذات صلة ولا تحتوي على مواد تبرئ أو تدين المتهم».
ووفقاً للتفاصيل الجديدة التي كشف عنها الادعاء العام، بدأت التحقيقات بشأن مصيبلي في يوليو 2016 إثر تلقي وزارة الخارجية لمعلومات عبر البريد الإلكتروني، تفيد بأنه ضالع بأعمال «جهادية» في العراق، مرفقة بصورة له وهو يحمل بندقية.
وعلى الفور اكتشف مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أن مصيبلي غادر الولايات المتحدة أوائل العام 2015 متوجهاً إلى اليمن، حيث عاش لمدة ستة أشهر قبل أن يتوجه إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش».
وبحلول خريف 2015، كان مصيبلي قد انضم إلى «داعش» في الرقة، «عاصمة الخلافة في ذلك الوقت». وأثناء وجوده هناك، قضى الشاب اليمني عشرة أيام في معسكر ديني تابع للتنظيم الإرهابي ثم سافر مع أعضاء آخرين في «داعش» إلى مدينة الموصل العراقية، حيث خضع هناك لتدريبات عسكرية شملت استخدام المدافع الرشاشة ونصب الكمائن.
وبعد تخرجه من المعسكر، أقسم المصيبلي بالولاء لتنظيم «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي، ليتم فرزه بعد ذلك إلى أحد الألوية العسكرية التابعة للتنظيم مع تزويده ببندقية هجومية من طراز «كلاشينكوف» إضافة إلى سترة واقية وذخائر وقنابل يدوية.
وفي إحدى المهمات، توجه مصيبلي مع عناصر لوائه، مسلحين ببنادق ومدافع رشاشة وقنابل وقذائف صاروخية، إلى منطقة هيت في العراق، للمشاركة في معارك «داعش» الجارية هناك، لكن مصيبلي أخبر المحققين أنه لم يؤد حينها سوى واجب الحراسة.
وتشير الوثائق إلى أن المتهم حافظ خلال تلك الفترة على نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي كان يعتمدها التنظيم على نطاق واسع لحشد الدعم وتعزيز صفوفه بعناصر جدد.
وقد وجد محققو «أف بي آي» لدى تفتيش حساب مصيبلي على «فيسبوك»، منشورات ومراسلات تؤكد دوره كمقاتل في تنظيم «داعش»، وفقاً لما قاله بنفسه للعديد من الأشخاص، بأنه يؤدي واجب «الجهاد»، بحسب المحققين.
وفي شباط (فبراير) 2017، استعادت القوات العراقية السيطرة على الموصل حيث تم العثور على لوائح بأسماء عناصر التنظيم مكتوبة باللغة العربية، وقد احتوت على تاريخ ميلاد مصيبلي وكنيته في التنظيم (أبو عبد الرحمن اليمني)، غير أن مصيبلي حينها كان قد عاد إلى سوريا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
كذلك أشار الادعاء العام الفدرالي إلى وجود تسجيل صوتي لمصيبلي يعود تاريخه إلى آذار (مارس) 2017، يقر فيه بانضمامه إلى «داعش» بكامل مشيئته، وهو ما يتناقض مع إفادات أدلى بها أقارب المتهم الذين أخبروا وسائل الإعلام بأنه تم خداع مصيبلي من قبل أصدقائه المتشددين الذين استدرجوه للسفر إلى سوريا ليجد نفسه مضطراً إلى الالتحاق بصفوف «داعش».
وكتب ممثلو الادعاء أن المتهم اعترف للمحققين بتأدية مهام الحراسة المسلحة والقتال في صفوف داعش ضد الجيش السوري، لكنه زعم بأنه لا يذكر أنه أطلق النار سوى مرتين على مواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية السورية.
ومنذ القبض عليه وإعادته إلى الولايات المتحدة، لازال مصيبلي قيد الاحتجاز من دون كفالة، ومن المقرر أن يمثل مجدداً أمام القضاء في جلسة تعقد يوم 6 آب (أغسطس) الحالي في محكمة ديترويت.
ويذكر أن مصيبلي يمني الأصل من مواليد الولايات المتحدة، وهو متزوج وله أربعة أولاد وكان مقيماً مع أسرته في ديربورن قبل سفره إلى اليمن عام 2015. كما تجدر الإشارة إلى أنه ترك التعليم مبكراً في المرحلة الثانوية حيث توقف عن الدراسة في ثانوية «أدسل فورد» لمساعدة والده في متجر صغير يملكه بمدينة ديترويت.
وقبل مغادرته للولايات المتحدة، لم يسبق لمصيبلي أن احتك بالشرطة إلا عبر مخالفات مرورية بسيطة.
وبحسب «برنامج التطرف» في «جامعة جورج واشنطن»، سافر 71 أميركياً إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش»، وقد قتل منهم ما لايقل عن 24، فيما لا تزال حالات 29 شخصاً غير معروفة، أما البقية فهم إما نقلوا إلى أميركا أو أنهم قيد الاعتقال في الخارج.
Leave a Reply