ديترويت
بعد تحقيق مطول استمر لعدة أشهر، رفض مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين، الأربعاء الماضي، توجيه أية تهم جنائية لعناصر الشرطة المتورطين في قتل شاب أسود من سكان ديترويت في تموز (يوليو) الماضي، باعتبار ما أقدموا عليه دفاعاً مبرراً عن النفس.
وقالت المدعي العام كيم وورذي إن عناصر الشرطة في هذه القضية تصرفوا بشكل قانوني دفاعاً عن النفس، وبالتالي لن تكون هناك اتهامات بحقهم.
وكان عناصر من شرطة ديترويت قد أطلقوا النار على ليتلتون (20 عاماً) وأردوه قتيلاً بعد أن سحب مسدساً من جيبه وصوبه على رأس أحد الضباط بالقرب من تقاطع شارعي ماكنيكلز وسان خوان في غرب المدينة يوم 10 تموز (يوليو) 2020، حسبما أظهرت لقطات فيديو صورت بواسطة كاميرات الشرطة وتم نشرها بعد ساعات قليلة على الحادثة لاحتواء غضب الأهالي.
ووفقاً لقائد شرطة ديترويت، جيمس كريغ، وقعت الحادثة أثناء محاولة عناصر الدائرة اعتقال رجل آخر مشتبه به في حادثة إطلاق نار استهدفت حفلاً بالحي نفسه في وقت سابق.
وأثار مقتل ليتلتون حينها غضباً واسعاً بين السكان، لاسيما أنه جاء في خضم الاحتجاجات التي نظمتها حركة «حياة السود مهمة» خلال الصيف الماضي، وهو ما دفع نحو 100 شخص إلى التظاهر أمام قسم الشرطة المحلي الذي تمت حمايته من قبل قوات مكافحة الشغب.
لكن التحقيقات استنتجت أن ليتلتون لم يكن ضحية لعنف الشرطة ضد السود، بحسب وورذي التي عرضت خلال مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء الماضي، مقاطع فيديو وشهادات لشهود عيان على الحادثة، مؤكدة أنه «كان هناك قدر هائل من المعلومات المضللة التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي حول الحقائق الفعلية لهذه القضية».
وأكدت وورذي أن ليتلتون صوب مسدسه نحو رأس شرطي وأطلق رصاصتين باتجاهه أثناء قيامه بتقييد المشتبه به الذي لم يقاوم الاعتقال، فهدد ليتلتون بذلك حياة جميع عناصر الدورية، ما يبرر، بحسب وورذي، قيام أحدهم بفتح النار على ليتلتون الذي واصل إطلاق النار من مسدسه رغم وقوعه أرضاً قبل أن يلقى مصرعه متأثراً بإصابته بعدة عيارات نارية.
وقالت وورذي إنها تتفهم انزعاج الناس وحزنهم بشأن مثل هذه الحوادث، لكنها شددت على أن مكتبها يبني قراراته الاتهامية على الحقائق والأدلة فقط، «حتى لو لم تكن تحظى بشعبية».
من جانبهم، أعرب أفراد عائلة ليتلتون عن غضبهم من قرار وورذي الذي نال ثناء قائد الشرطة، حيث قال أسار أمينرا إن ابن أخيه تعرض «للاغتيال».
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد مع أقارب آخرين بالقرب من موقع إطلاق النار: «لقد سئمنا وتعبنا من معاناة السود في جميع أنحاء الولايات المتحدة»، متسائلاً «لماذا في كل مرة تريد فيها إلقاء القبض على شخص أسود، يجب أن يكون هناك دائماً نوع من الوحشية، سواء كان ذلك عنفاً باستخدام السلاح أو بوضع الركبة الملعونة على رقبتك؟» في إشارة إلى مقتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) 2020، الذي أثار موجة احتجاجات وطنية وأعمال شغب واسعة طالت عدة مدن أميركية على مدى أشهر.
Leave a Reply