ديترويت
وجه الادعاء العام الفدرالي في ديترويت، الأربعاء الماضي، قائمة اتهامات جديدة لعربي أميركي من سكان ديربورن، شملت تلقيه تدريبات عسكرية من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي والقتال في صفوف التنظيم في سوريا.
وكان إبراهيم مسيبلي (28 عاماً) قد نقل إلى الولايات المتحدة بعد إلقاء القبض عليه من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» خلال معركة مع «داعش» في تموز (يوليو) الماضي، وقد وُجّهت له تهمة تقديم دعم مادي لتنظيم إرهابي وذلك أمام محكمة ديترويت الفدرالية، ليصبح بذلك أول «مقاتل داعشي عائد» تجري محاكمته أمام القضاء الأميركي في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن مسيبلي –وهو يمني الأصل من مواليد الولايات المتحدة– قدم دعماً مادياً للتنظيم منذ نيسان (أبريل) عام 2015 إلى حين إلقاء القبض عليه. وهو محتجز حالياً لدى السلطات الفدرالية من دون كفالة، خشية فراره خارج البلاد أو تشكيل خطر على المجتمع.
وفي الشكوى الفدرالية الجديدة، قال الادعاء العام إن مسيبلي قاتل في صفوف التنظيم الإرهابي ضد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا، وقد ألقي القبض عليه أثناء محاولته الفرار من منطقة وادي نهر الفرات الأوسط في شمال سوريا.
ونصت الشكوى أيضاً على أن مسيبلي –الذي اتخذ أسماءً حركية مثل «أبو شفاء المسيبلي» و«أبو عبد الرحمن اليمني»– خضع لتدريبات عسكرية في معسكرات «داعش»، كما تآمر لامتلاك واستخدام أسلحة رشاشة دعماً للتنظيم الإرهابي.
وفي حال إدانته، يواجه المسيبلي عقوبة السجن المؤبد.
وقال مساعد الادعاء العام للأمن القومي جون ديمرز في بيان، يوم الأربعاء الماضي «إن الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة مواطنيها الذين يغادرون هذا البلد لدعم داعش».
وكانت عائلة مسيبلي قد قدمت رواية مختلفة عن رواية وزارة العدل الأميركية، حيث قال الشقيق الأصغر للمتهم إن ابراهيم تم استدراجه وإجباره على الانضمام إلى تنظيم داعش، مؤكداً أن شقيقه ليس إرهابياً.
وأوضح عبدالله مسيبلي في تصريحات لصحيفة «ديترويت نيوز» الصيف الماضي أن أخاه سافر عام 2015 من الولايات المتحدة إلى اليمن (عدن) ثم العراق، قبل وصوله إلى سوريا، لافتاً إلى أنه تعرض للخداع من قبل مسلمين يثق بهم ليجد نفسه مجبراً على الانضمام إلى تنظيم «داعش» في سوريا.
وأضاف «أخي هو أفضل شخص في العالم، لكنه يثق في المسلمين الآخرين مثله… ولهذا السبب هو في هذا الموقف الآن».
وترك إبراهيم مسيبلي، التعليم في المرحلة الثانوية بمدرسة «أدسل فورد» لمساعدة والده في محل للعطور بمدينة ديترويت، وقبل سفره إلى اليمن لم يسبق له أن احتك بالشرطة إلا عبر مخالفات مرورية بسيطة.
وفي اليمن –بحسب عبد الله– بدأ ابراهيم بالتواصل مع مسلمين آخرين «خدعوه واستدرجوه للذهاب إلى سوريا»، مشيراً إلى أن أخاه سافر أولاً من اليمن إلى العراق لمساعدة النازحين وعائلاتهم، وبينما كان هناك، شجعه بعض المتشددين الذين وثق بهم على الذهاب إلى سوريا، وأضاف «لقد رفض أخي ذلك لعلمه بمدى اضطراب الأوضاع هناك».
وتابع قائلاً: «تبين أن هؤلاء «الأصدقاء» كانوا أعضاء في داعش وقد اختطفوه وأجبروه للانضمام إلى المنظمة الإرهابية». مؤكداً أن أخاه رفض ذلك و«لكنهم أخذوا جواز سفره واستجروه إلى جحيم الحرب.. وعندما رفض دعمهم سجنوه وتركوه يتضور جوعاً ويصارع للبقاء على قيد الحياة في سجون داعش».
ووفقاً للصحيفة قال عبدالله: «بطريقة ما اكتسب ثقتهم وحصل على هاتف وانترنت وأرسل رسائل متعددة لوالدي يطالبه فيها بمساعدته على الهروب»، لافتاً إلى أن عائلته اتصلت بمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وحاولت جاهدة التفاوض معهم لتحرير ابراهيم من قبضة داعش، مستدركاً بالقول: «لكن عملاء الـ«أف بي آي» لم يحركوا ساكناً لمساعدته.. وبقي هناك لمدة عامين وهو يعاني.. فيما كنا نأمل أنه سيتمكن يوماً ما، من رؤية زوجته وأبنائه (الأربعة) مرة أخرى».
وبحسب «برنامج التطرف» في جامعة «جورج واشنطن»، سافر 71 أميركياً إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش»، وقد قتل منهم ما لايقل عن 24، فيما لا تزال حالات 29 شخصاً غير معروفة، أما البقية فهم إما نقلوا إلى أميركا أو أنهم قيد الاعتقال في الخارج.
Leave a Reply