واشنطن - أقرّ مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، الثلاثاء الماضي، أن التهديد العالمي الذي يشكله تنظيم «داعش» لا يزال يتزايد مؤكداً أن «متطرفـي الداخل» يشكلون أكبر خطر على الولايات المتحدة مشيرا إلى أن التنظيم يظهر إصرارا على شن هجمات داخل التراب الأميركي.
جيمس كلابر |
وقال إن روسيا تنتابها حالة من «الارتياب» فـي شأن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، محذراً من أن جهودها لتكون نداً للقوة الأميركية قد تدفعها الى حرب باردة جديدة.
وقال كلابر فـي شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، بعد تقديمه التقرير السنوي «تقييم أجهزة الاستخبارات للتهديد العالمي»، إن متطرفـي الداخل الأميركي يشكلون «أكبر تهديد إرهابي سني». وتابع أن هؤلاء «المتطرفـين الداخليين العنيفـين» قد يتحركون بنسق الهجمات التي تعرضت لها قواعد عسكرية فـي شاتانوغا فـي ولاية تينيسي العام الماضي، وهجوم سان بيرناردينو فـي كاليفورنيا.
وقال إنهم سيتأثرون كذلك بـ«الإعلام المتطور للغاية» الذي يبثه «أفراد فـي الولايات المتحدة أو الخارج الذين يتلقون تعليمات مباشرة وتوجيهات محددة من أعضاء أو قادة داعش». وأضاف أن «الدولة الإسلامية فـي العراق والشام أصبحت التهديد الإرهابي الأبرز بسبب إقامتها ما تصفه بالخلافة فـي سوريا والعراق، وفروعها التي تظهر فـي دول أخرى وقدرتها المتزايدة على توجيه والإيحاء بشن هجمات ضد مجموعة واسعة من الأهداف فـي العالم».
وجاء تحذير كلابر فـي تقريره السنوي «تقييم أجهزة الاستخبارات للتهديد العالمي» والذي قدمه إلى لجنة القوات المسلحة فـي مجلس الشيوخ قبل أن يمثل أمامها.
وكلابر هو منسق وكالات الاستخبارات الاميركية الـ17 بما فـي «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أي) و«وكالة الأمن القومي» و«الاستخبارات العسكرية». وهو المستشار الرئيسي للرئيس باراك اوباما فـي مجال الاستخبارات.
وأوضح كلابر فـي جلسة استماع للجنة القوات المسلحة فـي مجلس الشيوخ، أن الهجمات التي نفذها «داعش» تبين أنه يتمتع «بتفوق فـي تكتيكاته الإرهابية»، ولديه القدرة على «تدبير وتوجيه هجمات ضد مجموعة واسعة من الأهداف فـي مختلف أنحاء العالم». وأشار كلابر إلى أن لـ«داعش» 18 فرعاً عبر العالم.
أخطار استراتيجية
ومن جهة ثانية، أعلن كلابر أن واشنطن تعتبر روسيا أكبر تهديد محتمل لأمن الولايات المتحدة.
ووفقا لكلابر، فإن روسيا لا تنوي مهاجمة الولايات المتحدة، لكنها مع ذلك تمثل أكبر تهديد لها، بحسب تعبيره.
وأشار كلابر إلى أن التهديد الذي يقصده هو «الإمكانيات النووية الروسية».
وبحسب كلابر، فإن البيت الأبيض قلق من تصرفات روسيا التي «تجري حملة تحديث جذرية لقواتها المسلحة فـي جميع المجالات».
وأوضح كلابر أن روسيا قلقة حيال أن يؤدي نصب شبكة دفاع صاروخي فـي أوروبا، الى ابطال التهديد الذي تمثله ترسانتها النووية على الغرب، قائلاً «اعتقد ان الروس يشعرون بالارتياب الكبير فـي شأن حلف شمال الأطلسي.. ولذا، فان الكثير من الأمور العدائية التي يفتعلونها لاسباب عديدة، بينها وضع الدولة العظمى وخلق صورة الند للولايات المتحدة، يمكن ان تستمر، ويمكن ان ندخل فـي دوامة تشبه حرب باردة جديدة».
وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن توتراً وسط خلافات حول توسع الحلف الأطلسي فـي شرق أوروبا، والتدخل العسكري الروسي فـي سوريا وأوكرانيا.
وبالإضافة إلى «داعش»، توقع كلابر أن تتزايد قوة تنظيم «القاعدة» فـي 2016، خصوصاً فـي شبه الجزيرة العربية وسوريا.
وتحدث المسؤول الأميركي عن تحديات عالمية أخرى، أبرزها أزمة اللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، واتساع نفوذ إيران وروسيا والتهديدات الكورية الشمالية، وانتشار الأمراض والفـيروسات، وتلك المتعلقة بأمن الإنترنت.
وشدد كلابر على أن كوريا الشمالية باتت قادرة من جديد على إنتاج البلوتونيوم فـي مجمع «يونغبيون» النووي، وقد تمتلك هذه المادة خلال «أسابيع أو أشهر».
ويشير التقرير الذي قدمه كلابر أيضاً إلى أن «بيونغ يانغ قرر تطوير صاروخ نووي يتمتع بشعاع عمل قادر على تهديد الولايات المتحدة مباشرة». وقال كلابر إن كوريا الشمالية عرضت علنا هذا الصاروخ «كي أن 08» «لكنها لم تختبره فـي الجو».
Leave a Reply