الافتراض لا يؤدي إلى شيء, وقد اختصره الموسيقار الراحل فريد الأطرش في أغنيته البسيطة معبراً عن اليأس بين الواقع والتمني معا، حين غنى: «كلمة ياريت.. عمرها ما كانت تعمر بيت».
في الفكر الفرنسي، توجد هذه المقولة: «المسافة بين أمس وما قبل التاريخ.. سيّان». وإذن، لا فرق بين يوم الثلاثاء الماضي، نهار الانتخابات التمهيدية، وبين أي ثلاثاء في الماضي. أحزاب ومرشحون يفوزون، أحزاب ومرشحون يخسرون. ويبقى جوهر الحقيقة هو.. كيف تستقيم أمور الدولة، وكيف تنمو، وكيف تزدهر؟
في العالم الافتراضي، اللعبة مسلية. يعني لو فاز هذا الحزب أو ذلك المرشح، فالتحليلات والأوقايل قبل الانتخابات التي انتهت وبعدها.. لن تنتهي. ما القصد من هذا؟ القصد.. أننا في ديربورن لا نتوقع إنساناً يمثلنا في واشنطن يصنع العجائب، كما في الأفلام الهوليوودية، ولكننا نريد إنساناً يحترم الحد الأدنى من حكم القانون الأميركي ويدرك الحد الأدنى من ملامح المستقبل.
مجموعة رجال –مع الاحترام الكامل للنساء– يؤمنون ويعرفون أن الأمة الأميركية تنمو في المصانع والمزارع والبساتين والعلوم الحديثة. واقتصاد الرفاه لمن يعمل ويكد ويكدح، وليس للخطابات في الساحات حيث فقط ينمو الصراخ وتجارة اليافطات والشعارات بالوعود بمزيد من الإعانات الاجتماعية والحرية السلبية غير المنضبطة في الزواج ونظام العائلة والاعتماد على نظام يعطي ولا يأخذ، يتكلم ولا يفصل.
إن الدنيا ركبت هكذا، بحيث لم يعد بإمكانك التصرف وكأن الأمر لا يعينيك. يأخذ اليساريون من الحزب الديمقراطي على الرئيس الجمهوري ترامب، ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، أنه يريد ويسعى لكي يعيد لأميركا الثقة باقتصاد قوي ومتين وبازدهار وأعمال ووظائف تكفي الجميع، التأكيد على أن المهاجرين الشرعيين يؤمنون بأن أميركا هي وطن، وليست ملاذاً للغوغاء والسماسرة والكسالى، وهذا صحيح.
الأمة الأميركية كانت وستظل قوية بالاقتصاد المزدهر وليس بالخطابات الرنانة والوعود بالمزيد من الخدمات المجانية وإسقاط قوانين العيب والحياء. عالم السياسة قائم على الالتواء والخداع وتملق صغار الأفكار وقصار المشاعر، وعلى المهتمين من أهلنا وناسنا في ديربورن الانتباه لذلك جيداً، وأن تكون خياراتهم في الانتخابات العامة القادمة عقلانية وليست عاطفية.
Leave a Reply