إلغاء المحادثات التجارية مع الصين .. واستمرار الخلاف في الكونغرس
واشنطن – يزداد وضع الاقتصاد الأميركي غموضاً مع استمرار أزمة وباء كورونا، وتعثر المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، عن إلغاء المحادثات الجارية مع الصين، فيما يستمر الخلاف في الكونغرس بشأن إقرار حزمة تحفيزية جديدة لاحتواء التبعات الاقتصادية التي قد تكون كارثية على أكبر اقتصاد في العالم.
فقد أكد بنك الاحتياطي الفدرالي أن وباء كورونا يضع ضغوطاً سلبية كبيرة على النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، رغم التعافي النسبي خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكشف محضر مجلس الاحتياطي الفدرالي، الذي نشر الأربعاء المنصرم، أن الأعضاء اتفقوا على أن الوباء سيؤثر بشدة على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم على المدى القصير، وقد يشكّل خطراً كبيراً على الاقتصاد على المدى المتوسط أيضاً، بحسب رأي معظم أعضاء البنك.
وكرر البنك الفدرالي حديثه بشأن مسار تعافي الاقتصاد الأميركي بأنه سيتوقف على مدى سرعة احتواء تفشي الوباء. وأوضح المحضر أن النشاط الاقتصادي شهد بعض التسارع بداية من شهر مايو الماضي، لكنه لايزال أقل من المستويات المسجلة في بداية العام الجاري.
وكان بنك الاحتياطي الفدرالي قرر تثبيت معدل الفائدة دون تغيير عند نطاق يتراوح بين صفر و0.25 بالمئة خلال اجتماعه الأخير.
ومع استمرار حالة عدم اليقين، بشأن التعافي الاقتصادي، وصلت المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين إلى حائط مسدود، حيث قال ترامب إنه ألغى المحادثات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف ترامب خلال زيارته لمدينة يُوما بولاية أريزونا، الثلاثاء المنصرم: «لا أريد التحدث إلى الصين الآن، وسنرى ما سيحدث بشأن المرحلة الأولى من الصفقة التجارية».وكانت المحادثات المقررة بين الجانبين السبت الماضي والتي تم إلغاؤها تستهدف مراجعة التطور الخاص بالمرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بعد مرور ستة أشهر على بدايته.
ويتهم ترامب، الصين بالمسؤولية عن انتشار وباء كورونا حول العالم بقوله: «ما فعلته الصين بالعالم أمر لا يصدق».
وتشهد العلاقة بين واشنطن وبكين تصعيداً مقلقاً في الفترة الماضية، مع تحول التوترات لتشمل شركات التكنولوجيا الصينية مثل «هواوي» وتطبيق «تيك توك» المملوك لشركة «بايت دانس».
وتعهد ترامب بالنهوض سريعاً بالاقتصاد الأميركي، قائلاً إنه سيخلق عشرة ملايين وظيفة في عشرة أشهر، من خلال إجراءات جديدة من بينها إيجاد إعفاءات ضريبية للشركات الأميركية، التي تعيد منشآت للتصنيع من الصين إلى الولايات المتحدة.
وأبلغ ترامب، الصحفيين أثناء زيارة إلى ولاية مينيسوتا أن إدارته ستنزع العقود الفدرالية من الشركات التي تعتمد على التوريد من الصين، إضافة إلى توفير إعفاءات ضريبية للشركات التي تعيد وظائف من الصين إلى الولايات المتحدة.
ورغم الأداء القوي لمؤشرات البورصة الأميركية، إلا أن الخبراء والمستثمرين يبدون مخاوف متزايدة حيال التصعيد التجاري المحتمل بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب استمرار الخلاف في الكونغرس حول إقرار صفقة تحفيزية إضافية.
ومع حالة الغموض هذه، يواصل سعر الذهب ارتفاعه محققاً مستويات قياسية خلال الأسابيع الماضية، حيث تجاوز –لأول مرة في التاريخ– حاجز 2000 دولار للأونصة.
وفي مؤشر على إمكانية التوصل إلى اتفاق في الكونغرس حول تخصيص مزيد من الأموال لأزمة فيروس كورونا، أعلن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، الثلاثاء الماضي، أنه يمكن التوصل لاتفاق، في حال كان القادة الديمقراطيون على استعداد ليكونوا «منطقيين».
وقال «هناك اتفاق ينتظر إبرامه في حال أراد الديمقراطيون أن يكونوا منطقيين. أشعر بالقلق إزاء السياسة في كل هذا»، مشيرا إلى أنه واصل إجراء محادثات مع المشرعين حول مبالغ دعم الأنشطة التجارية والعمال المتضررين من «كوفيد–19».
وقال «أعتقد أن هناك العديد من الأعضاء في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، جمهوريون وديمقراطيون، يرغبون في رؤية زملائهم يتكاتفون ويتوصلون لاتفاق جيد للعمال الأميركيين».
وتعثرت المفاوضات مع رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، والسناتور الديمقراطي، تشاك شومر، في وقت سابق هذا الشهر، عندما رفض البيت الأبيض والجمهوريون الموافقة على تقديم نحو تريليون دولار لحكومات الولايات المتعثرة.
ويحمل كل جانب، الجانب الآخر، مسؤولية الفشل في التوصل لاتفاق يعتبره الخبراء ضرورياً لرفد الاقتصاد المنهك.
وقال منوتشين إن من الأهمية بمكان الحصول على مساعدة جديدة لأنشطة تجارية صغيرة عانت أسوأ الأضرار.
وأضاف «هناك مستويان للاقتصاد» موضحاً أن بعض الشركات الكبيرة تستفيد من الوباء لكن «هناك الكثير من الشركات الصغيرة التي تواجه الانهيار».
Leave a Reply