لا تخفى على العارفين بالنظام السياسي الأميركي، أهمية الانتخابات البلدية في رسم مستقبل المدن والمجتمعات المحلية، فهذا الاستحقاق الانتخابي يشكل نواة العملية الديمقراطية والأداة المباشرة للسكان في معالجة شؤونهم اليومية، من الطرقات والبنى التحتية إلى الأمن والسلامة العامة وغيرها، هذا فضلاً عن الرسائل السياسية التي تعبّر عن حيوية تلك المجتمعات من خلال حجم الإقبال على صناديق الاقتراع.
وبسبب الأهمية المفصلية للانتخابات المحلية في المدن ذات الكثافة العربية، تحث «صدى الوطن» الناخبين العرب الأميركيين على المشاركة الكثيفة في انتخابات الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) لاختيار المرشحين الكفوئين في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك حيث تدور منافسات محتدمة على المناصب البلدية التي ستحدد مسار هذه المدن لأربع سنوات قادمة.
وتتميز الانتخابات البلدية هذا العام، بخصوصية غير مسبوقة في ظل سعي مسؤولين ومرشحين عرب أميركيين للحفاظ على مكتسبات انتخابية تمت مراكمتها خلال العقدين الماضيين وعلى رأسها الفوز بسباقات رئاسة البلدية في المدن الثلاث لأول مرة قبل أربع سنوات، بما يكرس حضور مجتمعنا العربي بمختلف أطيافه، ويعكس نضج تجربته السياسية وقدرته على إنتاج قيادات كفوءة لإدارة المدن وتلبية تطلعات السكان المتعددي الخلفيات الإثنية والثقافية والاجتماعية.
وجرياً على عادتها في جميع المواسم الانتخابية، وانطلاقاً من مسؤوليتها الإعلامية في توجيه الناخبين نحو الخيارات التي تخدم مصلحة مجتمعاتنا بعيداً عن الحسابات الشخصية والفئوية والشعبوية، تعلن «صدى الوطن» عن دعمها لمجموعة من المرشحين المجرَّبين والواعدين على حد سواء
وفي الإطار، تجدد الصحيفة دعمها لإعادة انتخاب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، الذي أثبت خلال ولايته الأولى -كأول عربي ومسلم أميركي يتولى قيادة المدينة- قدرة تنفيذية عالية وإدارة رشيدة للمدينة في مرحلة حسّاسة اقتصادياً واجتماعياً، بالإضافة إلى حرصه على وحدة وازدهار المدينة التي باتت تعتبر اليوم من أسرع المدن نمواً في ولاية ميشيغن وأكثرها ازدهاراً، بفضل السياسات المتنوعة التي اعتمدتها إدارة حمود لإعادة إنعاش المدينة بعد سنوات طويلة من الركود والمراوحة.
حمود لم يكتف بإطلاق الوعود الانتخابية وإنما أثبت جدارته في ترجمة رؤيته وخططه إلى واقع ملموس أسهم في تغيير وجه ديربورن بشكل ملحوظ، بدءاً من تأسيس دائرة للصحة العامة وبناء منتزهات جديدة في مختلف أحياء المدينة وتحسين البنى التحتية والوقاية من الفيضانات مروراً بإقرار ميزانيات قياسية منضبطة دون فرض أي زيادة ضريبية على السكان، وليس انتهاءً بتكيثف الجهود لمكافحة الجريمة والقيادة المتهورة.
كما نجحت إدارة حمود في دعم الأعمال التجارية، حيث شهدت ديربورن في عهده، افتتاح مئات الشركات الجديدة بما عزز الحركة التجارية وفرص العمل والإيرادات الضريبية. ويمكن القول إن الداونتاون الغربي الذي بات يعج بالأعمال والمارة على مدار الأسبوع مثالاً واضحاً على المناخ الاقتصادي المشجع الذي نجح حمود بترسيخه في عموم المدينة، بما في ذلك شرق المدينة، حيث تخطط إدارة حمود لإعادة تطوير شارع وورن ليصبح قبلة تجارية جديدة في غضون السنوات القليلة القادمة.
ولا شك أن حمود يستحق الاحتفاظ بمنصبه، لتحقيق المزيد من الإنجازات التي ستكون مصدر فخر إضافي لجميع سكان ديربورن، ولذلك، نرى أن التصويت لرئيس البلدية الشاب، واجب على كل من يتطلع إلى مستقبل أفضل للمدينة الملقبة بعاصمة العرب الأميركيين.
وفي مجلس ديربورن البلدي، تدعوكم «صدى الوطن» للتصويت لرئيس المجلس الحالي مايك سرعيني، الذي أثبت خلال قيادته رصانة وأسلوباً إدارياً هادئاً يعتمد على التوازن والحكمة. فقد نجح سرعيني، وهو المحامي المتمرس، في توظيف خبرته القانونية لتعزيز العمل المؤسسي داخل المجلس، وضمان التزامه بالإجراءات التنظيمية والشفافية في صناعة القرار، بما يصون مصالح السكان ويحافظ على احترام القانون. وخلال السنوات الماضية، قدم سرعيني نموذجاً مهنياً في قيادة الهيئة التشريعية، استطاع من خلاله الحفاظ على الانسجام والتعاون البنّاء مع السلطة التنفيذية، وإدارة الجلسات بفاعلية ومسؤولية بعيداً عن التوتر والتجاذبات السياسية أو المزايدات الشعبوية، مما وفر أرضية مستقرة للعمل البلدي وساهم في تمرير سياسات تنموية تخدم المدينة وتعزز ثقة الجمهور بمؤسساتها.
وفي سباق المجلس البلدي أيضاً، تدعم «صدى الوطن» إعادة انتخاب أعضاء المجلس الحاليين مصطفى حمود وروبرت أبراهام وكمال الصوافي الذين أثبتوا التزاماً واضحاً بخدمة المدينة والتعاون في وضع سياسات عملية أو تقديم مشاريع قوانين لخدمة المواطنين وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. ومن منطلق تعزيز التمثيل العادل والتنوع داخل المجلس الذي يفتقد حالياً لأي عضو من أصل يمني رغم النمو الهائل الذي حققته الجالية اليمنية في ديربورن خلال العقد الأخير، تحث «صدى الوطن» على التصويت لصالح المرشحين عثمان الأنسي وشادي الماوري اللذين يتميزان بطموح الشباب والكفاءة المهنية.
وفي سباق كليرك ديربورن، تدعم «صدى الوطن» لانتخاب سامي الهادي بدلاً من الكليرك الحالي جورج ديراني، باعتباره يمثل دماءً جديدة قادرة على الدفع باتجاه تحسين الكفاءة الإدارية وتطوير آليات العمل.
أما موقف الصحيفة من مقترح تقسيم ديربورن إلى سبع دوائر انتخابية فهو واضح وصريح، وهو التصويت بـ«لا» كبيرة، تفادياً لتداعيات هذه الخطوة التي تنذر بتقسيم مجتمعي يهدد وحدة المدينة وإرثها المشترك، إذ إن اعتماد نظام الدوائر في انتخاب أعضاء المجلس البلدي سيخلق منافسة داخلية بين المناطق المختلفة ويفرض ولاءات ضيقة لممثلي تلك الدوائر على حساب كامل المدينة، ناهيك عن تكاليفه المالية وتعقيداته البيروقراطية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن موقف «صدى الوطن» الرافض لنظام الدوائر الانتخابية ليس وليد اللحظة وليس مرتبطاً بظرف سياسي عابر، بل هو موقف ثابت تبنّته حتى خلال الفترات التي كان فيها المجتمع العربي مهمشاً سياسياً ولا يحظى بتمثيل عادل داخل مؤسسات المدينة، ومع ذلك، اختارت الصحيفة آنذاك تغليب مصلحة ديربورن ووحدتها على أي مكسب ظرفي محتمل، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن تقسيم المدينة إلى دوائر سيؤدي إلى تفكيك نسيجها الاجتماعي وتحويل أحيائها إلى جزر منفصلة ومعزولة، ما يفتح الباب أمام حساسيات مناطقية وصراعات نفوذ وولاءات محصورة بالجغرافيا بدل الولاء لمصلحة المدينة ككل.
وفي ديربورن هايتس، تدعم «صدى الوطن» ترشيح رئيس البلدية بالوكالة مو بيضون للاحتفاظ بالمنصب للسنوات الأربع القادمة، والعمل على إنهاء التوترات السياسية التي عطلت تقدم المدينة لسنوات عديدة.
ويتميز بيضون باطلاعه عن كثب على التحديات العديدة التي تواجه ديربورن هايتس، على أمل أن ينجح في تخفيف حدّة الانقسامات والعمل على وضع البلدية على سكة الاستقرار. إذ يأتي دعمنا لبيضون في سباق رئاسة البلدية في ظل حاجة ديربورن هايتس إلى إصلاحات جذرية في ملفات البنية التحتية والوقاية من الفيضانات وتحسين الخدمات البلدية، بما في ذلك، تعزيز السلامة العامة عبر دعم دائرتي الشرطة والإطفاء.
وفي ديربورن هايتس أيضاً تجدد «صدى الوطن» دعمها لإعادة انتخاب عضو المجلس البلدي حسن أحمد، الذي حاز ثقة غالبية زملائه وانتُخب رئيساً للمجلس خلفاً لرئيس المجلس السابق مو بيضون الذي انتقل لرئاسة البلدية الشهر الماضي خلفاً لرئيس البلدية المستقيل بيل بزي. فقد أثبت أحمد خلال ولايته الأولى، قدرة لافتة على الإسهام بإيجابية، وبروح توافقية، في أعمال المجلس البلدي رغم الجو المشحون بالمناكفات السياسية والنزاعات القانونية، ما يعكس نهجه القيادي الهادئ واعتداله في مقاربة الخلافات حرصاً على المصلحة العامة، وبعيداً عن الحسابات والتحزبات الشخصية أو الفئوية.
وفي هامترامك، تدعم «صدى الوطن» المرشح اليمني الأميركي، المهندس آدم الحربي، ابن المدينة الذي ولد ونشأ فيها ويعرف تحدياتها وحساسية مكوناتها الاجتماعية عن كثب، فضلاً عن ما يتميز به من الخبرة المهنية والارتباط الوثيق بالمجتمع المحلي. ويأتي دعم الحربي كحاجة ملحة للمجتمع العربي في المدينة الصغيرة التي تُعد رمزاً للتنوع الثقافي في ميشيغن، ليس فقط لكونه عربياً يمنياً، وإنما لثقتنا في قدرته على قيادة هامترامك قدماً والحفاظ على مصالح الجالية في المدينة الواقعة في قلب ديترويت.
«صدى الوطن»





Leave a Reply