ديربورن
رغم وفرة الاستحقاقات الانتخابية في المجتمع العربي الأميركي بمنطقة الديربورنين خلال الانتخابات التمهيدية التي أجريت الثلاثاء الماضي، إلا أن أقلام الاقتراع في كلتا المدينتين شهدت تدنياً لافتاً في معدلات الإقبال على التصويت، بالمقارنة مع الانتخابات النصفية الأخيرة، قبل أربع سنوات.
وفيما وصلت نسبة الإقبال في ديربورن بانتخابات 2018 التمهيدية إلى حدود 35 بالمئة، لم تتعدّ النسبة في انتخابات أغسطس الجاري حاجز 20 بالمئة في المدينة التي يقطنها زهاء 108 آلاف نسمة، مع الأخذ بعين الاعتبار زيادة عدد الناخبين المسجلين خلال السنوات الأخيرة.
وتظهر النتائج الرسمية للتصفيات الحزبية في عام 2018 تصويت 21,052 شخصاً من أصل 61,241 ناخباً مسجلاً، أي بمعدل 34.38 بالمئة، في حين اقترع يوم الثلاثاء المنصرم 14,535 شخصاً من أصل 73,283 ناخباً مسجلاً، بنسبة بلغت 19.83 بالمئة.
ووفقاً للأرقام التي نشرها مكتب كليرك ديربورن في موقعه الإلكتروني على الإنترنت، فقد صوّت 6,687 ناخباً غيابياً، في حين أدلى 7,848 شخصاً بأصواتهم حضورياً خلال يوم الانتخابات.
وشهد قلم الاقتراع في مدرسة «دوفال» بغربي المدينة، الإقبال الأكثف في ديربورن، حيث أدلى 512 شخصاً بأصواتهم، بينهم 283 حضورياً، من إجمالي عدد الناخبين المسجلين في القلم، والبالغ عددهم 1,529 ناخباً لتصل نسبة الإقبال في المركز آنف الذكر إلى 33.49 بالمئة.
أما الإقبال الأضعف فقد كان من نصيب «القلم 5» في مدرسة «أوكمان» بشرقي ديربورن، حيث بلغت نسبة الإقبال 7.41 بالمئة، بتصويت 112 مقترعاً من إجمالي 1,511 ناخباً مسجلاً.
بدورها، مدينة ديربورن هايتس لم تكن أفضل حالاً حيث بلغت نسبة التصويت فيها 17.76 بالمئة فقط، بواقع 4,438 مقترعاً غيابياً و3,673 ناخباً حضورياً.
وكانت «صدى الوطن» قد جالت على بعض مراكز الاقتراع المنتشرة في أرجاء مدينة ديربورن، خلال اليوم الانتخابي، ورصدت الوجود الطفيف لمتطوعي الحملات الانتخابية لبعض المرشحين العرب الأميركيين في السباقات المحلية والوطنية، والذين اشتكوا من ضعف الإقبال على مراكز الاقتراع بالرغم من أهمية السباقات التي يخوضها المرشحون العرب الأميركيون، ولاسيما في سباقي مجلس نواب ميشيغن ومجلس النواب الأميركي.
وكانت إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في ولاية ميشيغن قد وزعت مدينة ديربورن على ثلاث دوائر انتخابية ما رفع من إمكانية إيصال ثلاثة مشرعين إلى مجلس ميشيغن التشريعي لتمثيل مدينة ديربورن التي يمثلها حالياً النائب جيفري بيبر، الذي تم انتخابه لإكمال ولاية النائب السابق عبدالله حمود بعد توليه رئاسة البلدية مطلع العام الجاري.
وعزا أحد المتطوعين في الحملة الانتخابية للمرشح في الدائرة الرابعة بمجلس نواب ميشيغن، غاس (غسان) طرّاف، عزوف الناخبين عن التصويت إلى سفر الكثير منهم لقضاء العطلات الصيفية داخل وخارج الولايات المتحدة، وهو ما انعكس سلباً على حظوظ المرشحن العرب.
الناشط وليد فدامة الذي خدم في حملة إعادة انتخاب المفوض سام بيضون في مقاطعة وين، أرجع انخفاض نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع إلى تعديل قوانين التصويت في ميشيغن عبر السماح بالاقتراع الغيابي دون الحاجة إلى إبداء أية مبررات، وهو ساهم في رفع معدلات الاقتراع الغيابي وخفض نسب الإقبال على مراكز التصويت.
وقال فدامة: «في عائلتي فقط، صوّت ستة أشخاص غيابياً، لتفادي الذهاب إلى مراكز الاقتراع»، معرباً عن اعتقاده بأن السنوات المقبلة ستشهد ارتفاع معدلات التصويت الغيابي إلى مستويات قياسية.
في سياق آخر، كانت ديربورن أول مدينة في ميشيغن، وربما في الولايات المتحدة، تصوّت بلوائح انتخابية مترجمة إلى اللغة العربية، بعد إجماع مجلس المدينة على تعريب كافة المواد الانتخابية لزيادة مشاركة العرب غير الناطقين بالإنكليزية في اختيار ممثليهم في المناصب المحلية والوطنية، ولكن «صدى الوطن» لم تلمس أي إقبال يذكر على أوراق الاقتراع المترجمة.
وأفاد كليرك بلدية ديربورن، جورج ديراني، لـ«صدى الوطن» بأن لوائح الاقتراع الغيابي باللغة العربية لم تتجاوز الـ20 لائحة، لافتاً إلى أنه لا يمكن معرفة العدد الإجمالي للمقترعين الذين طلبوا لوائح الاقتراع العربية إلا بعد انتهاء الانتخابات.
Leave a Reply