القاهرة – كشفت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات المصرية عن صعود ثنائية سياسية مصرية منحصرة بين السلفيين من جهة والإخوان المسلمين من جهة أخرى.
وإن كان تقدم الإخوان متوقعاً، جاءت مفاجأة التيار السلفي ممثلاً بـ”حزب النور” لتؤكد أن مصر متجهة الى شكل جديد من الحكم رغم رسالات التطمين..
وقد عززت جماعة “الإخوان المسلمين” مكاسبها الانتخابية، بعدما حصدت مزيداً من المقاعد في جولة الإعادة للمرحلة الأولى من أول انتخابات تشريعية بعد “ثورة 25 يناير”، فيما بدا أن كافة القوى السياسية في مصر قد قررت وقف تقدّم السلفيين، الذين ما زالوا يحتلون المرتبة الثانية، وهو ما تبدّى في عمليات الاقتراع خلال الأسبوع الماضي، حيث تردد أن قوى مناهضة لـ”الإخوان” قد صوّتت بكثافة لصالح مرشحي “حزب الحرية والعدالة” في الدوائر التي شهدت منافسة بين “الإخوان” والتيار السلفي، فيما دعت الأحزاب الليبرالية إلى اجتماع عاجل لبحث سبل التنسيق في ما بينها في الجولتين الانتخابيتين المقبلتين.
وأعلن “حزب الحرية والعدالة”، المنبثق من جماعة “الإخوان المسلمين”، أن مرشحيه فازوا بـ36 مقعداً من أصل 45 تمت الانتخابات عليها بنظام الدوائر الفردية في المرحلة الأولى لأول انتخابات تشريعية تجري في مصر بعد إسقاط نظام حسني مبارك في شباط الماضي.
وكان “حزب الحرية والعدالة” حصد أكثر من 36 بالمئة من الأصوات على 112 مقعدا جرت الانتخابات عليها بنظام القوائم النسبية في 28 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين. وبذلك يكون “الإخوان” قد ضمنوا أكثر من 40 بالمئة من المقاعد التي جرت عليها الانتخابات في المرحلة الأولى.
وتشير تقارير إلى أن حزب “النور” السلفي حصل على خمسة مقاعد على الأقل، بعدما حصد 23 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى، متقدماً بذلك على “الكتلة المصرية”، التي تضم أحزاب “المصريين الأحرار” و”المصري الديموقراطي” و”التجمع”، والتي حصلت على 13 بالمئة من أصوات الناخبين.
وكان لافتاً، بحسب وسائل إعلام مصرية، أن كثراً من الليبراليين، وحتى الأقباط، قد صوتوا بكثافة لصالح “حزب الحرية والعدالة” في الدوائر التي شهدت منافسة بين “الإخوان” و”السلفيين”، في ما بدا محاولة لوقف تقدم التيار السلفي، الذي أطلق رموزه تصريحات صاخبة بشأن الحريات الشخصية والثقافية، ما أثار ريبة كثيرين من المصريين.
حكومة جديدة بسلطات رئاسية
في هذا الوقت، أدت الحكومة المصرية الجديدة، التي ضمت 30 وزيراً، اليمين أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، بعدما حصل رئيسها كمال الجنزوري على تفويض من المجلس العسكري منحه سلطات رئيس الجمهورية في ما عدا المسائل المرتبطة بالدفاع والقضاء.
من جهة ثانية، كشف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان النقاب عن تعهد “الإخوان المسلمين” باحترام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن فيلتمان “إننا ندير حوارا مع قادة حركة الإخوان المسلمين. وهذا جزء من البيزنس السياسي لنا مع القاهرة”. وأضاف فيلتمان “أننا نتعامل مع كل الجهات السياسية في مصر التي لا تدعو إلى العنف، وفي هذا الحوار توصلنا معهم إلى تفاهم بأنهم سيحترمون معاهدة السلام مع إسرائيل. وانطباعنا عنهم أنهم يفهمون أهميتها، ونحن نوضح لهم الفوائد التي تجنيها مصر من استقرار الاتفاق”.
Leave a Reply