واشنطن – “صدى الوطن”، وكالات
يسعى الحزبان الجمهوري والديمقراطي الى وضع الانتخابات القادمة في اطارين مختلفين. ففي حين يصور استراتيجيو الحزب الجمهوري هذه الانتخابات على أنها ستكون استفتاء وطنيا على الرئيس باراك أوباما وحزبه يسعى الديمقراطيون بقوة الى التقليل من هذا الاتجاه وحصر الانتخابات في أطرها المحلية.
وسوف تساعد نتائج الانتخابات التي ستجري في 2 نوفمبر القادم في تحديد ما اذا كان الجمهوريون سيفلحون في السيطرة مجددا على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ أو كليهما.
ومن شأن الانتخابات أيضا أن تؤثر بعمق على أجندة الرئيس أوباما للسنتين القادمتين.
ولدى الجمهوريين مصلحة في نقل المعركة الانتخابية الى الإطار الوطني، عندما يدلي الناخبون بأصواتهم لملء 435 معقدا في مجلس النواب، و36 مقعدا في مجلس الشيوخ و37 مقعدا لحاكميات الولايات.
وكان الديمقراطيون قد فازوا في انتخابات العامين 2006 و2008 من خلال التركيز على سلبيات الفترة الرئاسية للرئيس السابق جورج دبليو بوش وأداء الجمهوريين في الكونغرس والحرب في العراق.
ويأمل الجمهوريون حاليا في قلب الطاولة على الديمقراطيين، وتظهر استطلاعات الرأي سخطا كبيرا ازاء سياسات الرئيس أوباما والأكثرية الديمقراطية في مجلسي الكونغرس، بما في ذلك الارتفاع المتواصل في عجز الميزانية وسياسة انقاذ المصارف. وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “آي بي – بي أف كاي” أن نسبة 60 بالمئة يعتقدون بأن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، فيما يعارض 73 بالمئة سياسات الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وتظهر استطلاعات الرأي أيضا وجود زخم وحماسة أعلى بكثير لدى شريحة الناخبين المحافظين منها لدى نظرائهم الليبراليين.
ويؤمن واضعو الاستراتيجيات للحزب الجمهوري أنهم قادرون على الاحتفاظ بهذه الموجة واستغلالها لتحقيق انتصار كبير، اذا تمكنوا من تركيز انتباه الناخبين على الشكاوى المتعاظمة ضد أوباما والمشرعين الديمقراطين وضد التمادي الحكومي والانفاق الزائد.
وصرح النائب بيتر سيشينز (جمهوري تكساس)، رئيس اللجنة الجمهورية المشرفة على سباقات مجلس الشيوخ “إنها ستكون انتخابات وطنية والجمهوريون سيخوضونها تحت شعارات واسعة مثل الجدال بأن أجندة رئيسة المجلس نانسي بيلوسي للرعاية الصحية والطاقة والنقابات العمالية تقوم بتدمير فرص العمل”.
غير أن الديمقراطيين يدفعون العربة الانتخابية باتجاه مغاير وقال النائب كرس فان هولين (ميريلاند) ان الانتخابات ستكون للاختيار بين مرشحين في كل دائرة انتخابية.
ويقول مسؤولون ديمقراطيون إنهم يقومون بتجنيد آلاف المتطوعين على المستوى الأميركي في حملة مبكرة وقوية بصورة غير اعتيادية لأجل استجلاب الناخبين.
وأوضح ديفد بلوفي -الذي أدار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك أوباما قبل عامين، والذي يسعى لدعم الحزب الديمقراطي- أن معركة الانتخابات النصفية ستكون حامية الوطيس اعتبارا من تشرين الأول (أكتوبر) القادم. وتشير الإستراتيجيات التي يتبعها بلوفي وغيره من الديمقراطيين إلى أن الجميع سيعملون بروح الفريق الواحد ضمن الحزب وإلى أن أوباما سيلعب دورا هاما في إظهار الحزب الجمهوري بوصفه عائقا في طريق نهضة البلاد وأنه حزب يتصف باللامبالاة.
ولكن الديمقراطيين يعتقدون أن ما ستفرزه الانتخابات أواخر العام الحالي سيعتمد على مدى مهارات المرشحين وقدرتهم على إثارة الحماس في نفوس أنصارهم ودفعهم إلى الخروج للإدلاء بأصواتهم في ظل ترددهم الراهن الملحوظ.
وبينما يسعى أوباما إلى وضع خطة مكثفة لجمع التبرعات لصالح الديمقراطيين في الصيف القادم، دعا كبير المستشارين في البيت الأبيض ديفيد أكسيلورد مرشحي الحزب الديمقراطي إلى النزول إلى الأرض لمجابهة خصومهم ومنافسيهم من الجمهوريين في المدن والمناطق المختلفة وإلى شن حملة دعائية شرسة لا هوادة فيها على أمل الفوز في جميع الميادين، الواحد تلو الآخر.
Leave a Reply