واشنطن – لن تؤثر القيود المفروضة على الموازنة على وجود البحرية الأميركية في المحيط الهادىء التي تنوي تعزيز انتشارها وفق استراتيجية أميركية جديدة أعلن عنها الرئيس باراك أوباما وستترجم بنشر وسائل «أكثر تطورا» حسب ما اكد المسؤول عن البحرية الأميركية الاميرال جوناثان غرينرت عشية جولة الى المنطقة.
وقال الاميرال غرينرت انه من اصل 283 سفينة وغواصة تابعة للبحرية الأميركية، 101 منتشرة بشكل دائم «منها 52 في غرب المحيط الهادىء». وبدأ غرينرت اعتبارا من الاربعاء الماضي جولة تشمل اليابان وكوريا وسنغافورة حيث ينظم معرض عسكري مهم مخصص للبحرية.
وصرح غرينرت في مقابلة اجرتها معه وكالة «فرانس برس» أن إحدى النقاط الأساسية في هذه الاستراتيجية المحورية في آسيا التي رسمها باراك أوباما هي «نشر السفن في مواقع متقدمة» أي أن تكون قواعدها في المنطقة.
والجدير بالذكر أن حوالي 42 من اصل 52 سفينة ترابط بشكل دائم في المحيط الهادىء، مرتبطة بقواعد أميركية في يوكوسوكا (اليابان) أو غوام أو سنغافورة. ومن خلال تقليص فترة الابحار -التي تستغرق 14 يوما من سان دييغو في كاليفورنيا الى يوكوسوكا- تزيد البحرية من جهوزيتها في قواعدها المطلة على المحيط الهادئ مع مجاراة خفض النفقات.
ولم تأت المدمرتان المضادتان للصواريخ اللتان نشرتا مؤخرا لمواجهة التهديد الكوري الشمالي الأخير، من الساحل الغربي للولايات المتحدة بل من يوكوسوكا اليابانية. وعلق الاميرال غرينرت على ذلك بالقول «إن هذه السفن كانت في المكان المناسب وفي الوقت المناسب».
وأشار غرينرت أن الهدف الحالي هو زيادة نقاط الرسو للسفن الصغيرة في بعض القواعد، موضحاً أن «هذا سيسمح لسفن برمائية ومدمرات بالتوجه الى اماكن اخرى. وبهذه الطريقة سنزيد عدد السفن في غرب المحيط الهادىء». وبحسب البحرية الأميركية، ستكون 62 سفينة في البحر يوميا في هذه المنطقة بحلول العام 2020.
ولن يؤثر التقشف في موازنة البنتاغون وخصوصا الاقتطاعات الالية بقيمة 41 مليار دولار بحلول نهاية أيلول (سبتمبر)، اطلاقا على عملية اعادة الانتشار في آسيا. ويقول غرينرت انه يتم حاليا توصية او بناء حوالى 47 سفينة مؤكدا استمرار هذه الوتيرة حتى نهاية العقد الحالي.
وقال ان «العقود لن تلغى» مؤكدا انه في حال تمديد الاقتطاعات الالية على 10 سنوات -وهي امكانية يدرسها الكونغرس لتوفير 500 مليار دولار- يجب «خفض عدد اعمال البناء مستقبلاً»، وسيبدأ عدد السفن بالانخفاض بعد العام 2020.
وتعزيز انتشار البحرية في المنطقة يمر ايضا عبر نشر وسائل اكثر تطورا في الترسانة الأميركية. واعلن الاميرال غرينرت ان اول سرب للطائرة الدورية البحرية الجديدة بي-8 بوسييدون سينشر هذه السنة في اليابان. واضاف «ان غرب المحيط الهادىء سيصبح القاعدة المرجعية للإمكانات والمفاهيم الجديدة في مجال الغواصات الحربية أو الحرب الالكترونية».
وبغض النظر عن الصين، تشكل كوريا الشمالية «التهديد الوحيد المؤكد في المنطقة» بالنسبة الى رئاسة الاركان البحرية الأميركية. وقال غرينرت أن جنوب بحر الصين والخلافات الصينية-اليابانية في شرق بحر الصين «يمكن أن تكون نقاط توتر تحصل فيها اشتباكات» لكن لا دولة في المنطقة تريد أن ترى نزاعا ينجم عن ذلك.
Leave a Reply