ما أن تبدأ العطلة، أي عطلة، في دول الخليج، حتى “يتدفّق” السعوديون إلى البحرين، ففيها كل ما يحرم منه سكان المملكة السعودية: الملاهي الليلية، والمغنيات اللبنانيات والكحول، ما جعلها تحرز لقب “لاس فيغاس” الخليج، ومرتع “خطايا” السعوديين.
المسافة بين المملكتين يمكن قطعها في نصف ساعة، ما يسهل على السعوديين قضاء العطلات الأسبوعية هناك، يغزون قاعات السينما في المنامة، وحاناتها وفنادقها، يحتسون الكحول بحرية، ويرافقون فتيات الهوى اللواتي تعج بهن الفنادق والنوادي الليلية. هذه السمعة تزعج الكثير من البحرينيين، ولهذا عمدت المنامة في نيسان الماضي إلى إغلاق الحانات في فنادق النجمة الواحدة أو النجمتين. والآن يدفع النواب البحرينيون باتجاه منع الكحول في سائر أنحاء بلادهم، “حماية لها من الفساد الذي تنشره فتيات الهوى والثملون القادمون من خارج البحرين”، على حد تعبير النائب عادل المعاودة.
دعوة البرلمان البحريني قد توحي بأن السعوديين يتوقون إلى الكحول فقط في البحرين، لكن “السعوديين يأتون ضمن عائلات إلى بلادنا، وهم محترمون”، يدافع محمود جادبير، الذي يدير سلسلة قاعات للسينما في المنامة، مشيراً إلى أنهم “يتوقون إلى مشاهدة الأفلام في السينما وحضور الأمسيات الثقافية”، أي باختصار إلى “الحرية” الاجتماعية، وما مشهد قيادة السعودية لسيارتها في البحرين سوى دليل على ذلك، والتعبير لسيدة سعودية تدرس في المنامة، تدعى دعاء منير (22 عاماً).
لدى جادبير أرقام تؤكد نظريته، ففي أيام العطلات “يعد السعوديون 90 في المئة من زبائنه”. ويقول هاورد سكوت، الذي يعمل في محلات لبيع الكتب أن السعوديين يقدمون إلى البحرين لشراء الكتب الممنوعة، وغيرهم يأتون إلى المنامة لعرض أعمالهم الفنية في صالة الرواق للفن المعاصر.
Leave a Reply