نيويورك – يتخلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين المقبل عن مهامه بعد 12 عاما في رئاسة هذه الوكالة التي تمكن من تعزيز دورها السياسي لكن بدون التوصل الى تحقيق تقدم في الملفات التي اخرجت هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة الى دائرة الضوء رغم دورها التقني المحض. وفي رسالته الوداعية امام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة الماضي استشهد البرادعي المصري الجنسية بصلاة للقديس فرنسيس الاسيزي قائلا “يا رب، اجعلني اداة لسلامك، حيثما وجد البغض اعطني ان ازرع الحب وحيثما وجد اليأس اعطني ان ازرع الرجاء وحيثما وجدت الظلمة اعطني ان ازرع النور”.
لكن بعد ثلاث ولايات في منصب المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يحقق البرادعي ابرز الاهداف المتعلقة بالملفات الساخنة التي تولى معالجتها. وبعد ست سنوات من التحقيق لا يزال ملف البرنامج النووي الايراني مثار جدل كما كان في اليوم الاول. وتؤكد ايران ان اهدافه محض سلمية فيما تشتبه الدول الغربية في انه يخفي غايات عسكرية.
اما كوريا الشمالية فانسحبت من المفاوضات المتعددة الاطراف حول برنامجها النووي وتتابع برنامجها فيما لم يتم تحقيق تقدم في الملف السوري لا سيما في ما يتعلق بالعثور على اثار يورانيوم في موقع دمره الطيران الاسرائيلي في ايلول (سبتمبر) 2007.
ومثل كل مسؤول في نهاية ولايته كان البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 يريد انهاء مهامه بالاعلان عن تقدم ما. وبعدما واجه انتقادات منتظمة من الدول الغربية بسبب موقفه الذي اعتبر متساهلا مع ايران، عاد وشدد لهجته مع مرور الزمن. لكن جهوده للتوصل الى حل بخصوص الملف النووي الايراني لم تكلل بالنجاح. واقتراحه تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج بدرجات اعلى الذي كان ليبدد قلق الدول الغربية حول غايات البرنامج النووي العسكرية، لم توافق عليه طهران.
Leave a Reply