الدوحة تحت الضغط.. وواشنطن “تتنصّل”!
البشير يتحدى الجنائية.. ويزور القاهرة وطرابلس
عواصم – جاب الرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع الماضي عواصم أربع دول إفريقية أبرزها مصر وطرابلس في مسعى لكسر سطوة مذكرة التوقيف الجنائية الصادرة بحقه على خلفية اتهامات بجرائم حرب في دارفور، وشكلت زيارة القاهرة، بعد أسمره (عاصمة إريتريا)، خطوة جريئة من المرجح ان تكون مقدمة للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في الدوحة المزمع إقامته في ٣٠ الجاري.
وبعد مصر توجه البشير في زيارة رسمية إلى إثيوبيا تلبية لدعوة من رئيس الوزراء مليس زيناوي، في تحد جديد لأمر المحكمة الجنائية. وكان البشير قد أجرى مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك، ركزت على ملف محكمة الجنايات الدولية. وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن هناك موقفا مصريا عربيا أفريقياً لا يقبل بالأسلوب الذي تناولت به المحكمة الجنائية الدولية وضعية الرئيس السوداني.
وقال أبو الغيط عقب محادثات الرئيس المصري والبشير إن المباحثات تركزت أساسا على مناقشة الوضع العربي العام وكيف يتمكن السودان من تجاوز الوضع الخاص بدارفور. وأشار أبو الغيط إلى أن اللقاء تطرق كذلك للوضع الداخلي في دارفور، وكيفية التوصل لتسويته وتأمين وضع إنساني “لا يحقق لأي أطراف خارجية الادعاء بأن هناك أزمة للوضع الإنساني في دارفور”. كما قال أبو الغيط إن مصر أوضحت نيتها في مساعدة السودان على تجاوز أي صعوبات إنسانية على الأرض وإغلاق أي ثغرة في هذا الأمر وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بالنواحي الصحية والطبية. وأعلن أن هناك قرارا مصريا بإرسال عدد من الأطباء المصريين لدارفور والسعي لدى كافة منظمات العمل المدني وغير الحكومية العربية والإسلامية لزيادة وجودها على الأرض في دارفور. ويشار في هذا الصدد إلى أن مصر ليست طرفا في اتفاقية روما التي أنشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية.
ضغط على قطر.. و”تنصّل” أميركي
من جهةٍ ثانية، أوضح رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أن قطر واقعة تحت ضغط لكي لا تستقبل الرئيس السوداني لحضور القمة العربية المقررة الأسبوع المقبل. وقال: “توجد ضغوط، ولكن أنتم تعرفون قطر جيداً”. وأضاف: “نحن قدمنا الدعوة وتوجهّت إلى السودان لأكرر الدعوة كرئيس الوزراء ووزير الخارجية. نحترم القانون الدولي ونحترم حضور البشير للدوحة”.
وفي سياقٍ متصل برحلات البشير الخارجية، رأت منظمة العفو الدولية، في بيان الأسبوع الماضي، أنه “لا ينبغي لمصر والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية حماية البشير من العدالة الدولية”. ورأت المنظمة أن جامعة الدول العربية “بإعلانها أن البشير يتمتع بحصانة من مذكرة التوقيف، تقوّض القانون الدولي الذي ينص على أن لا حصانة لأحد في هذه الجرائم حتى لو كان رئيس دولة”.
في هذا الوقت، أعلنت الولايات المتحدة، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود، أنها لا تخضع “لواجب قانوني” يملي عليها اعتقال البشير.
ويفيد مراسلو وكالات الأنباء العالمية أن مذكرة التوقيف دفعت البشير إلى القيام بما يشبه الحملة الانتخابية لحشد التأييد السياسي وضمان استمراريته في سدة الرئاسة. فأخذت صوره تنتشر في كل مكان على شاشات التلفزة وفي الشوارع، وعلى القبعات والقمصان التي توزع على نطاق واسع. كذلك بات البشير يكثر من ظهوره العلني ويلقي العديد من الخطب في مؤتمرات جماهيرية.
Leave a Reply