بلال شرارة
دعت (داعش) الأهالي فـي المناطق العراقية التي بسطت السيطرة عليها الى (التوبة)والتكفـير عن ماضيهم بالقتال إلى جانب صفوف (داعش) بعد اعلان التوبة … من أي شخص تمنحه (داعش) صكوك غفران عن خطاياه ثم من الممكن أن يصبح الشخص نفسه حاكماً بأمره على المنطقة التي جاء منها, فإنه ربما استحوذ على عقل البعض قراءاتهم عن العصور الاوروبية الوسطى, فأرادوا تحويل التصور الى حقيقة.
نقول ذلك لأن الصورة الواقعية التي يستنتجها المراقب المنحاز وربما المحايد أيضاً, وبالتأكيد الواقعي, ان قلة من الناس تتمثل لها فـي صورة المرآة أنها نخبة تفترض أن الوطن مجرد مساحة جغرافـية دون علم او عاصمة او حدود باستثناء (الوطن الجديد) (الدولة الاسلامية فـي العراق والشام الى دولة داعش). التي يتحرك على مساحتيها أغلبية من الرعاع المسلحين لا بد من ادارة شؤونهم بواسطة أمير للمؤمنين (ابو بكر البغدادي) (مجلس عشرة) على طريقة : الامارات الايطالية السابقة. وعليه فقد حق لهؤلاء الاعتقاد, وهم مصابون بعقد الانفصام التي تتدرج من السلطة الى المنبر والصورة والموقع و… ان يظنوا أنهم فوق الشبهات ويرسمون حول أشخاصهم هالة من القداسة, ويحيطون أنفسهم بكل ما يحفظ النفس من (صيبة العين وعين الحاسد).
وبالتالي أن يعتقدوا انهم قضاة وجلادون فـي الآن معاً, ويصدرون الاحكام وهم يرفعون فـي وجه معارضيهم «قميص عثمان» و «المصاحف على الرماح».
لا بأس… لا بأس ولا عجب…. لا عجب اذا دارت الدائرة علينا واصبحنا ضحايا «محاكم التفتيش», واستعاد الاكليروس من الاسلام السياسي الجديد موقعه فـي العزل والفصل.
ولا بأس أيضاً وأيضاً, اذا اصبحنا نحتاج الى الحصول على «صكوك الغفران» لأخذ البركة: والسماح لنا بتناول الخبر المقدس.
ترى أي دار سيبنى على حسابنا لآلهة الأرض, وقد بنى فقراء المصريين اهرامات ثلاثة حملت اسماء ثلاثة من الفراعنة, وبنى فقراء المسيحية كنيسة القديس بطرس وبادلوا تعبهم ببطاقات مجانية لدخول الجنة ! ترى أي حرب هلالية سنخوض ضد أنفسنا؟
مرة جديدة نلتقي لنشر بطاقاتنا السود الجديدة (بطاقات التكفـير عن الذنوب) على حبل الغسيل بصراحة ووضوح.
وعندنا من لا ينكر ما انكر بطرس ثلاثاً قبل صياح الديك, وعندنا من لا يحذر الانبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان وعندنا من يعبد بقرة ذهبية ما ان يدير النبي موسى ظهره قليلاً، وعندنا من ينكر ان الذين مع محمد (رحماء فـيما بينهم أشداء على الكفار) وعندنا من ينكر البيعة لمختلف أنماط السلطات.
نحن نجمع الحكايات من حقول القرى موشاة مطرزة, مليئة بالحماس والتحدي، وعندنا فـي دفاتر الوجع رسوم وأسماء. فهل نكشفها أمام عين الضوء أم نبقى نتحاور بالرمز كما هي لعبة السياسة نخبىء البطاقة السوداء لليوم الابيض!!. لماذا ترانا ننحر اللغات على مذبح الالوان, ونتبادل الادوار؟, لماذا ندخل فـي جدل بيزنطي : الحاكم قبل المحكوم ؟
هل ترانا نملأ فراغ وقتنا باستمارات التوبة وباستعارات الفرح فـي ساعة الحزن؟ لعل الحقيقة اننا نستجير بنار اقلامنا على رمضاء قلوبنا.
ما سيحدث غداً مجهول ولكن سيأتي محارب ما على صهوة جواد مطهم جديد ويشد رحاله الى اماكننا، ونحن سنسير خلفه كما صلاح الدين والظاهر بيبرس وسوف نهزم التتار والحملات التي تأتي باسم (الغزوات الصليبية او الهلالية) وسنستعيد وسطية النجف والأزهر وتسامح الاسلام.
Leave a Reply