ديترويت – خاص “صدى الوطن”
البطريرك الراعي متوسطا مجموعة من الكهنة ورجال الدين المسلمين ويبدو وراءهم مجموعة من الرسميين والمنتخبين الاميركيين في حفل اقامه قنصل لبنان العام في ديترويت حسام دياب في نادي بنتت جبيل الثقافي على شرف الراعي وتم خلاله تسليم دروع تقديرية من رسميين واستقبال شعبي شارك فيه المئات من ابناء الجالية اللبنانية والعربية في ميشيغن. عدسة: نافع ابوناب |
رسالة “الشركة والمحبة” كانت العنوان العريض لكل لقاءات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في زيارته الرعوية الأولى الى منطقة ديترويت، التي بدأها نهار الأحد الماضي، 13 أيار (مايو)، قادما من كندا وقضى في ميشيغن ثلاثة أيام وتوجه بعدها الى مدينة سانت لويس في ولاية ميزوري في زيارة رعوية للجالية المارونية هنالك حيث من المتوقع أن يلقي كلمة في “جامعة سانت لويس” التي ستمنحه شهادة دكتوراه فخرية وبعدها يتوجه الى بيروت بعد أن يزور روما ليوم واحد.
وكان البرنامج المعد للإحتفاء بزيارة بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق حافلاً باللقاءات والإحتفالات التي أقيمت في جنوب شرق ميشيغن ومدينة فلنت على مدار ثلاثة أيام، كان من بينها زيارة الراعي لعدد من كنائس المنطقة ومساجدها.
خطاب الراعي كان واحداً في كل المناسبات، دعا فيه أبناءه المسيحيين وأخوته المسلمين الى الوقوف معا بوجه كل محاولات التفرقة والتقسيم في لبنان والعالم العربي والغرب. وأكد الراعي على أنه سيكون صوت المنتشرين اللبنانيين في العالم والمدافع عن حقوقهم ومطالبهم.
وإستهل الراعي زيارته الى كنيسة “القديس شربل المارونية” في مدينة وورن للإحتفال بالقداس الإلهي، نهار الأحد الماضي، حيث إحتشد المئات من المواطنين الذين إستقبلوه بالهتافات والزغاريد والورود، كما كان في إستقباله رجال دين مسيحيين ومسلمين وممثلين عن هيئات حقوقية ومدنية وإجتماعية والقنصل اللبناني العام في ديترويت حسام دياب والقنصل بشير طوق ووسائل إعلام محلية ووطنية ولبنانية.
البطريرك الرعي زار المركز الاسلامي في اميركا في مدينة ديربورن وهو اكبر مسجد في الولايات المتحدة وكان في استقباله عدد من الفعاليات ورجال الدين واعضاء مجلس امناء المركز ومديره الامام السيد حسن القزويني. |
وكان للراعي كلمة رحب فيها بالحاضرين وعبر عن مدى سعادته لتواجده في ولاية ميشيغن، ضمن جولته الرعوية التي تشمل أيضاً المكسيك وكندا، وقال: “الكنيسة تشهد لمسيح المحبة، ونحن اليوم هنا لنجدد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بالشركة والمحبة وهو مشروعنا في كل العالم”. وأضاف الراعي: “هذا المشروع هو من أجل أن نستمر في الحوار السياسي والإنفتاح والتعاون مع إخوتنا المسلمين هنا وفي لبنان وهذا صلب رسالتنا من أجل خلاصنا لبناء البشرية على أسس الشركة والمحبة. فالعالم بحاجة الى المصالحة، المصالحة مع العائلة والوطن والأمم”.
وبعد القداس، توجه الراعي الى صالة “بالازو غراند سنتر” في مدينة شيلبي تاونشيب، حيث أقيمت مأدبة عشاء حاشدة على شرفه جمعت ما يزيد عن 870 مشاركا واستمرت حتى الساعة 12:30 ليلاً، بحضور مسيحي وإسلامي لافت تحدث فيه عدد من الكهنة ورجال الدين المسلمين. وأعطي للراعي مفتاح المدينة من رئيس بلدية وورن ولوحة تقديرية من رئيس بلدية مدينة وين العربي الأميركي عبدالكريم هيدوس.
ودعا الراعي اللبنانيين “أن لا يكون إنتمائهم للأحزاب أو للطوائف المختلفة على حساب إنتمائهم للوطن، فالولاء يجب أن يكون للوطن فقط”. وأشاد بقدرة اللبنانيين على ابتكار الحلول لمشاكلهم على إمتداد العقود الماضية بدءاً من أزمة عام 1958 مرورا بالحرب اللبنانية التي قضت على الأخضر واليابس وصولا الى الأزمة الحالية التي يعيشها لبنان. و”في كل الأزمات ليس هنالك خيار للبنانيين إلا الحوار والتعايش”. وناشد الراعي المغتربين اللبنانيين بالتمسك بملكيتهم ولو رقعة أرض صغيرة في لبنان ضاربا المثل الشهير “نيال اللي عندو بلبنان مرقد عنزة” ،ومشددا على توريثها للأحفاد لكي تبقى صلة الرحم الطيبة “التي يعود جذورها الى أكثر من 7000 سنة”.
البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحضن امرأة مسلمة بعد ان زغردة له اثناء استقباله في ديربورن في نادي بنت جبيل الثقافي. |
وتحدث لويس الغفاري، المنسق والمشرف على زيارة البطريرك الراعي لولاية ميشيغن، وقال مرحباً بالراعي: “لم نجتمع اليوم للتبجيل والتعظيم، بل لنحيي سوية أمسية “شركة ومحبة”. وهل أجمل منها مناسبة أن تتكلل هذه الأمسية بعيد الأم؟”. وأضاف: “فهنيئا لكل الأمهات الحاضرات والغائبات”.
وفي حديثه عن أوضاع الجالية اللبنانية في ولاية ميشيغن، أشار الغفاري الى أن عدد المهاجرين اللبنانيين في العالم يفوق بثلاثة أضعاف عدد اللبنانيين المقيمين في لبنان، وقال: “هذه الجالية تحديدا، تعكس الصورة الحقيقية لكافة النسيج اللبناني، وهي تعتبر من أنجح الجاليات اللبنانية في المهجر”.
ونوه غفاري مشيدا بزيارة الراعي ورسالته في نشر السلام والمحبة مؤكدا على ثقته بجهود البطريرك “بفضل حكمتكم وجهودكم الجبارة والمتظافرة مع جهود الرؤساء الروحيين لباقي الطوائف”، وأضاف: “حسنا فعلتم يا صاحب الغبطة، حسنا فعلتم عندما شرعتم أبواب بكركي وفتحتم قلبكم وذراعيكم لكافة أبناء الوطن. لا تيأسوا يا صاحب الغبطة ولا تكلوا لأن درب الجلجة طويل وشاق”.
أما نهار الإثنين الماضي، فبدأ البطريرك نهاره بإقامة قداس إلهي عام في كنيسة “مار مارون” في ديترويت وزار بعدها “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن، الذي يعد أكبر المساجد في الولايات المتحدة، حيث كان في إستقباله عدد من رجال الدين المسلمين وناشطين وممثلين عن هيئات مجتمعية ومدنية وحشد من الفعاليات.
مؤسس النادي اللبناني الاميركي رجل الاعمال على جواد متحدثا مع الراعي ويبدو في الصورة ايضا السفير الاميركي السابق في سلوفانيا اللبناني الاميركي رجل الاعمال يوسف الغفاري خلال غداء اقامه الاخير على شرف الراعي في نادي “اوكلاند هيلز” في مدينة بلومفيلد. |
وقدم السيد حسن قزويني، مدير المركز، درعا تقديريا الى غبطة البطريرك، وجاء في كلمته: “نجتمع اليوم في هذا الصرح الإسلامي الكبير لنحتفي بشخصية فذة ورمز وطني كبير. إنه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يقوم بزيارة تاريخية الى ميشيغن لا ليلتقي بأبناءه المسيحيين فحسب ولكن ليلتقي أيضا بإخوته المسلمين الذين أحبوه وعبروا فيه نهجه الوطني وخياره المبدئي من أجل لبنان واحد يضم في قلبه أبناءه المسلمين والمسيحيين على حد سواء”. وأضاف قزويني: “إن الهدف من تعدد الديانات السماوية هو الخضوع لسلطة الله المطلقة وتطبيق العدل بين المجتمع الإنساني دون تمييز بين ألوانهم وأعراقهم وحتى أديانهم، فالإنسان هو أخو الإنسان أحب أم كره”.
ورد الراعي بالقول: “ما أجمل الأخوة أن يسكنوا معا. أجل نحن أخوة.. أخوة في الخلق والإنسانية وفي المنشأ الديني والمواطنة وفي الثقافة ووحدة المصير وفي الرسالة الموحدة إتجاه الشرق والغرب. فما أجمل الأخوة أن يسكنوا معا”. وأشار الراعي الى الظروف الصعبة التي تواجه لبنان والعالم العربي وقال: “نحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأمس الحاجة الى أن يعود اللبنانيون كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين على تنوع أحزابهم وآرائهم وتياراتهم، وعلى تنوع همومهم وهواجسهم وتطلعاتهم، الى طاولة الحوار”. وعلق مضيفاً: “ما أحوجنا اليوم أن نلتقي أخوة وأن نكف عن الإتهام المتبادل وعن التخوين وعن الشكوى. لقد آن الآوان أن نجلس معا بثقة وأخوة لكي نواجه عيشنا الجميل المشترك ولكي نواصل رسالتنا في الشرق وفي الغرب”.
ووجه البطريرك نداءه الى المسيحيين والمسلمين مؤكدا على الأخوة التي تجمع بين الديانتين، وقال: “نحن مسؤولون بعضنا عن بعض. نحن المسيحيون مسؤولون إتجاهكم أيها الأخوة المسلمون، لكي نعرّف عالمنا المسيحي وبخاصة العالم الغربي منه أن الإسلام دين رحمة ومحبة وسلام وليس دين حرب وظلم. وأنتم المسلمون مسؤولون أيضا في العالم العربي والعالم الإسلامي، أنتم الذين نعيش معكم في لبنان جمال هذه الإخوة، أنتم مسؤولون على أن تعرفوا العالم الإسلامي والعالم العربي اليوم أن المسيحية محبة ونهضة وأخوة”.
الراعي يتسلم درعا تقديريا من شريف محافظة وين اللبناني الاصل مايكل بوشارد في حفل الاستقبال في ديربورن. ويبدو الى يمين الراعي قنصل لبنان العام في ديترويت حسام دياب وعلى اقصى اليسار القنصل اللبناني بشير طوق. |
وفي إشارة الراعي الى موقفه من الثورات العربية وما يعيشه المشرق العربي من ظروف إستثنائية، قال: “إخواننا في الدول العربية يعيشون ظرفا دقيقا للغاية، فيه الإنتفاضات والثورات والمطالبات، وهذا حقهم، فهم يتطلعون الى ربيع جديد في بلدانهم. وأنا أقول نحن المسلمين والمسيحيين لدينا ربيعنا في لبنان عندما أنشأنا معا الميثاق الوطني وميثاق العيش معا، وعندما ترجمنا هذا الميثاق على أرض الوطن الواحد، فلا يكون عند أي لبناني أي هاجز أو خوف بل يعطى الجميع ضمانات”.
ودعا الراعي اللبنانيين الى مساعدة إخوانهم في العالم العربي “الذين يبحثون عن هوية وعن مكانة في الأسرة الدولية”. وأكد رفضه “أن يخرج من لبنان صوت غير صوت التهدئة والدعوة للحوار والحلول السلمية. فنحن إختبرنا العبثية ودمرنا أرضنا وشعبنا ونظامنا ولبناننا. ونحن لا نرضى إطلاقا أن يختبر أي شعب ما إختبره لبنان”.
وختم كلمته بالقول: “من هذا المكان المقدس أقول، خلاص لبنان يأتي من الإنتشار اللبناني، وسأكون في لبنان صوت المنتشرين والمدافع عنهم والمطالبة بحقوقهم لأن خلاصنا في لبنان يأتي من أهلنا المنتشرين في هذا العالم”.
الراعي تسلم درعا تقديريا من عميد مجلس النواب الاميركي النائب جون دنغل خلال الحفل الذي اقيم على شرفه في ديربورن. |
وتوجه الراعي الى “المركز الأميركي الإسلامي” حيث إلتقى بالشيخ محمد المارديني، إمام المركز، ورجال دين وفعاليات مجتمعية ورسمية. وفي محطة لافتة تم قراءة الفاتحة وتلاوة “أبانا والسلام” عند إستقبال الراعي في المركز. وحمل المارديني، الذي عاد مؤخرا من زيارته الى لبنان، رسالة محبة وتقدير من الطائفة السنية في لبنان حث الراعي فيها على المضي قدما في رسالة “الشركة والمحبة” وتقديراً لجهوده البناءة في بعث رسالة سلام ومحبة بين كل اللبنانيين في كل أنحاء العالم وبإختلاف عقائدهم وطوائفهم.
وفي هذه الأثناء كان بإنتظار الراعي المئات من أبناء الجالية اللبنانية والعربية ومسؤولين منتخبين ورسميين ورجال دين وفعاليات مجتمعية في “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في مدينة ديربورن، حيث أقام القنصل اللبناني العام حسام دياب حفل تكريم رسمي للراعي. وعند وصول البطريرك، إستقبل بالزفة اللبنانية والأكاليل والزغاريد وسط فرح الحضور. وقدم له الفنان بسام صالح أغنية أعدت خصيصا لإستقباله.
وجاء خلال اللقاء، الذي قام بإدارته ناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني، كلمات لعديد من المسؤولين الرسميين، وسلم رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي مفتاح المدينة الى البطريرك الراعي. كما تسلم الراعي دروعا تقديرية من حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر وعميد مجلس النواب الأميركي النائب جون دينغل ومن النائب جون كونيورز ومن السناتور الأميركي دبي ستابيناو، وقدم محافظ مقاطعة وين درعاً للبطريرك الراعي كما تسلم درعاً آخر من شريف شرطة مقاطعة وين بني نابليون ومن رئيس بلدية ديربورن هايتس دان بالاتكو، ومن شريف مقاطعة أوكلاند مايكل بوشارد ومن رئيس “نادي بنت جبيل” نزيه بزي. وحضر الحفل أكثر من سبعة رؤوساء بلديات محلية ورئيس بلدية ويندسور الكندية المجاورة لديترويت وعدد من القضاة والمسؤولين المنتخبين المحليين.
غبطة البطريرك الراعي يستلم درعا تقديريا من محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو خلال حفل الاستقبال الذي اقيم على شرفه في ديربورن. |
وقال دياب في كلمته: “البطريرك الراعي هو أول بطريرك يزور مدينة ديربورن، المدينة التي تضم الكثافة الأكبر للعرب الأميركيين والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية. هذه الزيارة التاريخية ليست بغريبة عن رسالته السامية: شركة ومحبة”. وأضاف: “إن وجود الراعي خلّف عصرا جديدا في لبنان وفي العالم العربي وهو الذي منح نفسه من أجل رسالة الحب والسلام بين المسلمين والمسيحيين وبروح الإنفتاح والمحبة حيث يزور الكنائس والمساجد في آن، وهذا يذكرنا بما قام به الإمام موسى الصدر الذي قام بزيارة الكنائس منذ أكثر من أربعة عقود في محاولة لرأب الصدع بين اللبنانيين إبان الحرب الأهلية”. وقال دياب “لهذه الجالية إنجازات كبيرة في كل المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية والحقوقية والإعلامية بحيث أصبحت مؤسساتها رائدة في كل المجالات ومنهم من تجاوز العقود الأربعة”. وتمنى دياب للراعي، نيابة عن الجالية اللبنانية والعربية في ديربورن، كل النجاح والتألق وأن تصل رسالته الى الجميع من أجل مصلحة لبنان والشرق الأوسط.
كما رحب مؤسس “نادي بنت جبيل” الحاج محمد طرفة بالبطريرك الراعي.
ومن ناحيته، عاد الراعي ليؤكد على رسالته القائمة على الوحدة والمحبة بين المسلمين والمسيحيين وعبر عن مدى سعادته لوجوده في مدينة ديربورن. وقال: “اليوم في لبنان نتطلع بعضنا الى بعض، نحن علينا أن نتجاوز الخطاب السياسي الذي يفرق. ينبغي علينا أن نندد بكل من يدعو الى الإنقسام والتفرقة وأن نقر أننا بحاجة واحدنا الى الآخر وأن لا أحد منا يملك الحقيقة كاملة. فإن الحقيقة الكاملة هي عند الله سبحانه وتعالى ونحن كل منا يملك جزءاً من الحقيقة. فينبغي أن نجلس معاً لكي نبني الحقيقة الكاملة”.
الراعي متوسطا لويس الغفاري الذي اشرف على زيارة البطريرك الى ولاية ميشيغن ونسق فعالياتها على مدار ثلاثة ايام، وناشر “صدى الوطن” ورئيس التحرير الزميل اسامه السبلاني. |
وفي ختام اليوم الثالث لجولته في ميشيغن، إلتقى الراعي بالصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والوطنية واللبنانية في مؤتمر صحفي عقد في فندق “الماريوت” في مدينة تروي عند العاشرة والنصف صباحا.
وعبر الراعي خلال حديثه مع الصحافة عن مواقفه من مسائل متعددة، وقال: “ندرك أن البعض من أبناءنا هاجروا الى أميركا وأصبحت الهوية الأميركية جزء من هويتهم ولكنني أريد من أبنائي المغتربين أن يتمسكوا بعاداتهم وتقاليدهم التي حملوها معهم من لبنان، فلا نريدهم أن ينسوا جذورهم”.
من ناحية أخرى، أشار الى ما يتعرض له المسيحيون في العالم العربي من ظلم، وقال: “لا يصح القول عن المسيحيين في الشرق العربي أنهم أقلية، فنحن السكان الأصليين ولم نأتِ من الخارج ولسنا دخيلين على هذه البلاد. فتاريخنا يعود الى ما يزيد عن ألفي سنة وكان لنا التأثير الأكبر على الحضارات والثقافات التعليمية والروحية والإجتماعية للشعوب العربية”. وأضاف: “تعتبر الأنظمة العربية ثيوقراطية، وتستمد التشريعات من الديانة الإسلامية، الأمر الذي يجعل المسيحيين يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. إلا أن المسيحيين يحافظون على إحترامهم للآخرين لأنهم يتبعون الأنظمة والقوانين ويقدمون للحضارة البشرية”.
الراعي يتسلم لوحة تقديرية من شريف مقاطعة وين بني نابوليون خلال حفل الاستقبال الذي اقامه قنصل لبنان العام في ديترويت حسام دياب في ديربورن. |
وأضاف “كما أن الأكثرية المسلمة الحاكمة في العالم العربي تتبع نهجا حضاريا عن طريق الحوار وحفظ حقوق المسيحيين إلا أن أجندات بعض المتطرفين تقلق المسيحيين لأسباب متعددة وتجعلهم يشعرون بعدم الأمان والإستقرار ما يدفعهم للهجرة من بلدانهم”.
وتوجه الراعي بعد المؤتمر الصحفي الى صالة “أوكلاند هيلز كونتري كلوب” في مدينة بلومفيلد هيلز، حيث أقام السفير الأميركي السابق في سلوفينيا ورجل الأعمال يوسف الغفاري مأدبة غداء على شرف الراعي حضره حشد من رجال الأعمال والرسميين والدبلوماسيين يتقدمهم القنصل اللبناني العام حسام دياب وفعاليات من الجالية العربية واللبنانية.
وفي المأدبة تحدث السفير الغفاري مرحبا بغبطة البطريرك وعاد بالذاكرة الى طفولته التي قضاها في قريته الجنوبية علما الشعب (قضاء صور) فقال: “تغير علينا الكثير ولكن لم يتغير شيء”. وأضاف: “كانت هكذا أيامنا عندما كنا نجلس مع إخواننا المسلمين الذين لهم ديانتهم ولنا ديانتنا في البلدة الواحدة التي عانق فيها المسجد الكنيسة، فكنا نتشارك الأفراح والأتراح ونسهر الليالي مع بعضنا ونتلو القصص ونعيدها ونفرح بالمولود الجديد ونبكي موتانا معا.. هكذا كنا. لكن الكثير تغير اليوم في الوقت الذي لم يتغير فيه شيء لأن مصيرنا مشترك ولو إختلفت أدياننا وتباينت آراؤنا”.
الراعي يستلم درعا تقديريا من رئيس بلدية ديربورن هايتس دان بلاتكو خلال حفل الاستقبال في ديربورن. |
وعند الساعة الثالثة عصرا، رفع الراعي الدعاء الى السيدة العذراء في كنيسة “بعثة القديس رفقا” في مدينة ليفونيا، حيث بارك الراعي الكنيسة وكرمه الأب جورج شلهوب بمنحه أيقونة فريدة من نوعها.
واختتم الراعي جولته الرعوية نهار الثلاثاء الماضي بإحياء القداس الإلهي في كنيسة “سيدة لبنان” في مدينة فلنت، حيث طلب البطريرك ولدى قطعه لقالب الحلوى، من كافة الحاضرين أن يشاركوه بإهداء أغنية “عيد الميلاد” الى غبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والذي صادف عيد مولده تاريخ اليوم نفسه، 15 أيار.
وتوجه الراعي، ظهر الأربعاء الماضي، الى سانت لويس وكان في وداعه في مطار ديترويت القنصل العام حسام دياب وناشر “صدى الوطن” أسامة السبلاني والمشرف على زيارته الى ميشيغن لويس الغفاري. ومن المتوقع أن يتوجه بعدها البطريرك الى روما ليعود الى لبنان في 23 أيار.
رئيس بلدية ديربورن جاك اورايلي يقدم مفتاح المدينة لغبطة البطريرك الراعي خلال حفل الاستقبال في ديربورن. |
والجدير بالذكر، أن عدة مقالات نشرت عن زيارة البطريرك الراعي الى ولاية ميشيغن، على مدار ثلاثة أيام، في كافة الصحف الأميركية المحلية من بينها صحيفة “ديترويت فري برس” و”ديترويت نيوز” و”أوكلاند برس” وغيرها. كما عرضت القناة الثانية التابعة لشبكة “فوكس نيوز” التلفزيونية، مقابلة خاصة أجرتها مع غبطة البطريرك، صباح الأربعاء الماضي، عدة مرات.
Leave a Reply