أعلن البيت الأبيض يوم الخميس الماضي أن وكالة المخابرات الأميركية «سي آي أي» خلصت إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد إستخدمت أسلحة كيماوية على نطاق صغير ضد مقاتلي المعارضة في الصراع الدائر في سوريا.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن روودس: بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة مخابراتنا أن نظام الأسد إستخدم أسلحة كيماوية منها غاز الأعصاب سارين على نطاق صغير ضد المعارضة عدة مرات العام الماضي.
في لندن قال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «توجد مجموعة متزايدة من الأدلة المقنعة تظهر أن النظام السوري إستخدم ويستمر في إستخدام أسلحة كيميائية بما في ذلك السارين.
وأضاف المتحدث يتعين على الأسد أن يمنح لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حرية الحركة للتحقيق الميداني في سوريا والوقوف على الحقائق كاملة.
مقاتل من المعارضة السورية يطلق الرصاص في أحد أحياء حلب. |
تعزيز الدعم العسكري
في واشنطن قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة قررت تعزيز دعمها العسكري للجماعة الرئيسية لمقاتلي المعارضة السورية بعد أن توصلت إلى أن قوات الحكومة إستخدمت أسلحة كيمائية ضد المعارضة.
وأبلغ بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الصحفيين: «إتخذ الرئيس قراراً بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة سيتضمن تقديم دعم مباشر «للمجلس العسكري الأعلى»
وأضاف: «وهذا سيكون مختلفاً من حيث النطاق والمستوى عما قدمناه من قبل.
تخفيف القيود على الصادرات الأميركية لسوريا
في السياق ذاته قررت الولايات المتحدة تخفيف القيود على الصادرات إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا للمساعدة في إعادة بناء مرافق البنية التحتية المدمرة في خطوة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها ستساعد على تسهيل مبيعات النفط من المناطق التي تحت سيطرة المعارضة ووقع جون كيري وزير الخارجية الأميركي الأربعاء الماضي قراراً يتضمن إستثناءاً محدوداً لقانون محاسبة سوريا يسمح للشركات بالتقدم بطلب للحصول على رخص لتصدير مواد مثل برامج الكومبيوتر والتكنولوجيا ومعدات تقنية المياه والأغذية والأسمدة الزراعية ومواد التشييد للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال مسؤول أميركي كبير أن القرار يهدف إلى تمكين المعارضة من العمل مع الشركات والمنظمات الدولية لإعادة بناء مناطق بما في ذلك مرافق أساسية للطاقة لحقت بها أضرار مثل خطوط أنابيب للنفط وخطوط نقل التيار الكهربائي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها: «هذه المواد تهدف إلى المساعدة في تلبية الحاجات الأساسية للشعب السوري وتسهيل الإعمار في المناطق المحررة» حسب البيان.
وأضاف إن وزارة التجارة الأميركية لن تبدأ على الفور في قبول طلبات الترخيص لتصدير المواد التي يشملها الإستثناء من العقوبات.
إحباط للمعارضة
من جهتها تعتزم المعارضة السورية إستغلال إجتماع مزمع مع مسؤولين غربيين لتزويدهم بالسلاح وسط شعورهم العميق بالإحباط من تلكؤ الغرب لجهةالمساعدات العسكرية.
ويذكر أن قوات الأسد بمساعدة مقاتلين من حزب الله المدعوم من إيران قد إستعادت مدينة القصير الإستراتيجية وتستعد حالياً للهجوم على حلب في عملية إسمها «عاصفة الشمال» لإستعادة محافظة حلب الكبرى وهي العاصمة الإقتصادية لسوريا وتقع في الشمال السوري بالقرب من تركيا.
بيلاي تخشى إراقة الدماء
في جنيف قالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس الماضي أنها تخشى أن يتكرر ماحدث في القصير السورية من إراقة للدماء في مدينة حلب مما يقوض جهود وتحقيق السلام.
وقالت بيلاي لتلفزيون رويترز: أخشى أن ماحدث في القصير يتكرر في حلب، كل التقارير التي أتلقاها هي من زيادة الموارد والقوات الحكومية السورية.
من جانبها أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف قيام مجموعات مسلحة بإعدام علني لفتى في الخامسة عشر من العمر في مدينة حلب والذي تداولته وسائل الإعلام ومواقع الإنترنيت على نطاق واسع ودعت المنظمة في بيان لها جميع الأطراف للإلتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والإمتناع عن إنتهاك حقوق المدنية والأطفال.
هذا وقد قال نشطاء ووسائل إعلام محلية سورية إن مسلحين هاجموا مطار دمشق بصواريخ، وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قذيفة مورتر سقطت في طارف المطار بالقرب من مدرج للطائرات مما أدى إلى تأجيل عدد من الرحلات إحترازياً وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء، سانا أن عدداً من العاملين أصيبوا بجروح بسيطة جراء سقوط القذيفة. بينما ذكر تلفريون روسيا اليوم عن هجمات صاروخية وقال إنها أصابت طائرة عراقية في الوقت الذي نفا فيه وزير النقل السوري الدكتور محمود سعيد صحة النبأ عن إصابة طائرة عراقية.
التأجيج الطائفي
في الكويت إستنكر مجلس الأمة الكويتي يوم الخميس الماضي محاولات إستغلال الأزمة في سوريا لإثارة التوترات الطائفية داعياً الحكومة الكويتية إلى إتخاذ إجراءات صارمة ضد الدعوات الضالة والسلوكيات المتطرفة في البلاد.
جاء ذلك رداً على خطبة نارية ألقاها داعية سني في مظاهرة مناهضة لحزب الله أمام السفارة اللبنانية في الكويت إحتجاجاً على مشاركته في الحرب في سورياة.
وإستمراراً في نهج التأجيج الطائفي بالمنطقة دعا رجال دين كبار من السنة في إجتماع عقد في القاهرة ضمن بيان على وجوب الجهاد لنصرة «السنة في سوريا بالمال والسلاح وكل أنواع الجهاد». وكان من بين المشاركين الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ حسن الشافعي الذي نفا مكتبه مشاركة الأزهر في إصدار البيان.
عاصفة الشمال
في سوريا تستمر قوات الجيش العربي السوري في ملاحقتها لقوات المعارضة المسلحة لاسيما محيط مدينة حلب حيث تبدأ بعملية «عاصفة الشمال» الرامية إلى القضاء على المسلحين في تلك المنطقة. وقضت القوات السورية على عشرات الإرهابيين في ريف حماه الشرقي وعلى تجمع لإرهابيين من جبهة النصرة معظمهم من جنسيات غير سورية في قرية أورم بريف حلب. في الوقت الذي عثرت فيه على أنفاق في مدينة القصير كان الإرهابيون يستخدمونها للتنقل وتخزين الأسلحة.
Leave a Reply