واشنطن
بدعم من البيت الأبيض، صوت مجلس النواب الأميركي، الخميس الماضي، على مشروع قانون من شأنه أن يعترف بواشنطن العاصمة، بصفتها الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة، في خطوة يقول الجمهوريون إنها تهدف إلى تغيير التوازنات في مجلس الشيوخ الأميركي لصالح الديمقراطيين.
وتم تمرير التشريع بأغلبية 216 صوتاً مع المشروع مقابل معارضة 208 جميعهم تقريباً جمهوريون. ولا يزال التشريع بحاجة لمصادقة مجلس الشيوخ، المنقسم بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين (50 عضواً لكل منهماً)، فيما يجب أن يوافق عليه 60 سناتوراً من أجل أن يصبح نافذاً.
وبالنسبة لمناصري مشروع القانون ، يعتبر تحويل العاصمة إلى ولاية قضية حقوق مدنية، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة، أي أن عدد سكانها يفوق سكان ولايتي وايومنغ أو فيرمونت.
وفي حين أن هاتين الولايتين تمتلكان عضوين في مجلس الشيوخ وممثلين في مجلس النواب، إلا إن العاصمة ليس لها حق التصويت في الكونغرس، حيث تمتلك فقط مندوباً في الكونغرس غير مسموح له التصويت.
ويؤكد المدافعون عن حق العاصمة في التحول لولاية أن واشنطن تدفع ضرائب فدرالية أكثر من 21 ولاية أخرى، ويتجاوز نصيب سكانها من الضرائب جميع سكان الولايات الأخرى، وفقاً لبيانات مصلحة الضرائب لعام 2019.
وسيطلق على الولاية 51 اسم «واشنطن، دوغلاس كومنولث»، تيمنا بالكاتب فريدريك دوغلاس، وهو أحد دعاة التحرر من العبودية في القرن التاسع عشر، ومن أبرز المدافعين عن حقوق السود في التاريخ الأميركي.
وكان مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض قد قال في بيان سبق التصويت في مجلس النواب، إن تأسيس واشنطن «لتكون الولاية رقم 51 سيجعل اتحادنا أقوى وأكثر عدلاً». وأضاف البيان أن العاصمة واشنطن «تتمتع باقتصاد قوي وثقافة غنية، ومجموعة متنوعة من الأميركيين من جميع مناحي الحياة، الذين يحق لهم المشاركة الكاملة والمتساوية في ديمقراطيتنا».
السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، قالت في وقت سابق، إن الرئيس جو بايدن يؤيد منح صفة الولاية لعاصمة البلاد لأن ذلك سيوفر «لسكانها التمثيل الكامل الذي طال انتظاره في الكونغرس، مع الحفاظ على منطقة فدرالية ستستمر في العمل كمقر حكومي لأمتنا».
يشار إلى أن مجلس النواب الأميركي كان قد مرر قانوناً مماثلاً العام الماضي، لكن التشريع لم يحصل على موافقة مجلس الشيوخ، الذي كان يسيطر عليه الجمهوريين في ذلك الوقت.
وكان سياسيون جمهوريون، بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، قد حذروا خلال الانتخابات الأخيرة من مساعي الديمقراطيين لإضافة ولايتين جديدتين إلى الاتحاد، هما واشنطن العاصمة وبورتوريكو، بهدف تقليص فرص الجمهوريين في السيطرة على الأغلبية في الكونغرس، لاسيما وأن الولايتين المقترحتين مواليتان بشكل كبير للديمقراطيين.
لكن حتى مع سيطرة الديمقراطيين الآن على كلا المجلسين، فإن منح العاصمة الأميركية صفة الولاية يواجه عقبات كبيرة، ويصعب تمريره في مجلسي الكونغرس.
وسيحتاج الديمقراطيون إلى دعم ما لا يقل عن 10 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أجل دفع مشروع القانون قدماً. وحتى إذا غير الديمقراطيون القواعد ليتطلب الأمر أغلبية بسيطة، وهو أمر ليس لديهم الدعم حالياً للقيام به، فقد وقع 44 سناتوراً ديمقراطياً فقط لدعم مشروع القانون في مجلس الشيوخ.
Leave a Reply