مؤسسة «أكزيت ريلتي» للوساطة العقارية فـي ديربورن هايتس:«البيع العاجل» نافذة جديدة لحلحلة أزمة المنازل المصادرة
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لا تزال أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة ترخي بظلالها، ويخشى المحللون الإقتصاديون أن تمتد وتتسع لتشمل آثارها مجمل الإقتصاد الأميركي وتضربه في الصميم، خاصة وأنه يتوقع أن يضاف خلال السنة الحالية نصف مليون منزل إلى قائمة المنازل المصادرة، نتيجة عدم قدرة أصحابها على الإلتزام بدفعاتهم الشهرية، جرّاء رفع البنوك أسعار الفائدة على القروض العقارية غير الثابتة.
تقول تقارير أن أسعار جزء من المنازل واصلت هبوطها لـ 40بالمئة من قيمتها الدفترية، وأن واحدا من أسباب ذلك: الإحتيال العقاري الذي شارك فيه وسطاء عقاريون وموظفو بنوك ومشترون، رفعوا أسعار المنازل إلى مستويات باهظة محققين بذلك مكاسب آنية، جعلت من الصعب على أصحابها الإستمرار بالوفاء بإلتزاماتهم المالية، وجعلت البنوك غير قادرة على إعادة طرح البيوت المصادرة في الأسواق نتيجة إرتفاع أثمانها.تلك كانت خلاصة أزمة إستفاد منها، وسخرّها لصالحه وصالح العاملين معه علي عبد الله صاحب ومدير مؤسسة «إكزيت ريلتي» الكائنة على 25649شارع فورد بمدينة ديربورن هايتس، والتي افتتحت في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، محققا بذلك فعلا إبداعيا في عالم التجارة والأعمال، إذ كيف يُعقل أن يقدم وسيط عقاري متمرس أمضى سبع سنوات من العمل في هذا المجال لدى شركة ريماكس بريستيج العقارية المرموقة في ميشيغن، كيف يقدم على إستثمار أمواله وجهوده في قطاع اتسم في السنوات الأخيرة بالكساد؟ حتى اضحى الخارجون منه أكثر من الداخلين إليه بما في ذلك شركات كبرى في مجال الوساطة العقارية كشركة «كونتري وايد» التي كادت أن تعلن إفلاسها لولا تدخل الحكومة الفدرالية، التي قامت بدعم الشركة بمليارات الدولارات، وكذا البنوك والمؤسسات المالية المقرضة وقعت في السنوات الأخيرة بين المطرقة والسندان، متمثل ذلك في ضغط المستمثرين الكبار عليها لعدم رغبتهم في مزيد من الإستثمار في القطاع العقاري، مما اضطر البنوك إلى التشدّد في إجراءاتها تجاه أصحاب المنازل المتعثرين من ناحية والزبائن المحتملين – الراغبين في شراء منازل – من ناحية أخرى.دور أكزيت ريلتي من هنا جاء دور علي عبد الله ومؤسسته أكزيت ريالتي في التخفيف على كاهل البنوك وكذلك أصحاب المنازل المعسرين، عبر تبنّي فكرة المصالحة بين هؤلاء وهؤلاء وصولا إلى بيع للمنازل عاجل وفوري، يجنب غير القادرين على الوفاء بدفعاتهم الشهرية، شرّ مصادرة منازلهم، مع ما يتضمّنه ذلك من ضرورة إعلان إفلاسهم وتدمير سجلاتهم الإئتمانية، ما قد يفضي إلى عدم قدرتهم مستقبلا على شراء منازل أخرى والتمتع بعديد التسهيلات المالية، إضافة إلى أن البنوك من صالحها إسترجاع معظم ديونها نقدا دون الإضطرار للجوء إلى إجراءات قضائية وتكاليف إدارية، وخسارات في العقار ناجمة عن تخريب متعمد قد يلجأ إليه بعض أصحاب المنازل المصادرة.
ملخص الخطةتقضي خطة البيع العاجل المعمول بها في «أكزيت ريلتي» أن يبادر البائع إلى وضع منزله لدى هذه المؤسسة، التي تقوم بدورها بالإتصال بالبنك والإتفاق معه على سعر مخفّض يوازي السعر الحقيقي الملائم للظروف الحالية، دون تحميل صاحب المنزل (البائع) أية إلتزامات مادية أو معنوية، كأن يكون سعر المنزل المطلوب سداده مئة وخمسون ألف دولار، يصار سعره وفق الخطة مئة وعشرون ألفا، ويتحمل البنك بذلك ثلاثون ألفا، شريطة أن تكون أكزيتريالتي قد أعدّت سلفا مشتر جديد ذي مواصفات تؤهله لدى البنك.يشار في هذا المضمار إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش كان اعتمد العام الماضي قانونا يعفي المستفيدين من فروق البيع العاجل من تحمّل ضرائب دخل كانت تستوفى للحكومة، كانت تعتبر فرق السعر بمثابة دخل إضافي لمن يبيع منزله بهذا الأسلوب.علي عبد الله أسدى نصيحة لأبناء الجالية باقتناص اللحظات التي يمر بها سوق العقار من إنخفاض في أسعار المنازل والإسراع بشراء بيوت لهم، ليس في ميشيغن وحدها وإنما في عموم الولايات، إذ أن مؤسسته بإمكانها عقد صفقات الشراء والبيع العاجل في أي مدينة في أميركا، من مقرها في ديربورن هايتس، وهو لكون عمله ناجحا ولاقى إقبالا خلال فترة قصيرة، نظرا للمصداقية والوضوح اللذان يتعامل بهما، قرر توسيع أعماله وإقامة فرع آخر للمؤسسة في تموز (يوليو) المقبل يتسع لـ 75وسيطا عقاريا.يقول علي عبد الله إن أحد أسباب نجاحه في مؤسسة أكزيت ريالتي، الأسلوب الإداري الذي اتبعه في توزيع الأرباح، فهو على غير النسق المعمول به في مؤسسات الوساطة العقارية الأخرى التي يتنافس فيها العملاء بشكل أناني، أسلوبه المبتكر يتيح تنافسا تعاونيا يرجع بالفائدة على الجميع، حيث يقوم صاحب المؤسسة بتحصيل مبلغ من المال من مجموع الوسطاء العاملين معه نظير خدمات المقر والمصاريف الإدارية، يصار بعدها إلى إقتطاع نسبة من الفوائد التي حققها كل وسيط وتجمع وتقسّم شهريا على مجموع العاملين.
Leave a Reply