صخر نصر
ما أن تفتح موقع إحدى شركات التأمين لتؤمن على سيارتك، حتى يأتيك عدد من الأسئلة وتبدأ بتدوينها إلى أن تصل إلى خانة مكان السكن (الكود) فتدون( 48126) وعلى الفور يأتيك جواب شركة التأمين بسعر مضاعف لأية منطقة أخرى بما فـي ذلك المناطق التي لا تبعد عن مكان سكنك بضعة أميال، وربما ميل واحد والسبب أنك تعيش فـي ديربورن.
لاندري ماهي الأسباب الحقيقية التي تدفع بشركات التأمين على السيارات لطلب أسعار عالية من المقيمين فـي ديربورن، مع أنها وحسب علمي، تماثل غيرها، وربما أقل من حيث نسبة حوادث السير والأضرار التي تتكبدها الشركات قياسا بغيرها من المناطق فـي ميترو ديترويت أو حتى على مستوى ميشيغن.
ويؤكد المواطنون فـي ديربورن أن ظلما حقيقيا يقع على الناس، فلا هم قادرون على القيادة بدون تأمين، وهذا ممنوع ويعرض المخالف لغرامة مالية كبيرة، ولاهم قادرون على الإستغناء عن سياراتهم فـي ظل انعدام النقل العام الطرقي والسككي فـي المدينة ومحيطها، ولا هم قادرون على نقل سكنهم بيسر وسهولة لغير مكان بسبب الضغط المادي، الأمر الذي يجعل من السيارة ضرورة مطلقة والإستغناء عنها مستحيل تماما، وفارق أسعار التأمين بين ديربورن وغيرها من المناطق الأخرى كبير جداً، لاسيما وإن العائلة تحتاج فـي حياتها اليومية لعدد من السيارات وليس لسيارة واحدة أو اثنتين.
ويرى مندوبو شركات التأمين أن المشكلة ذات شقين: أولهما قرب ديربورن من مدينة ديترويت والتي تلاصقها من الشرق والشمال وأحيانا من الغرب والمعروف أن ديترويت هي المدينة الأكثر خطورة والأعلى بنسبة حوادث السير وسكان ديربورن يمرون فـي شوارع ديترويت وبشكل يومي.
أما الشق الثاني فـيكمن فـي سكان ديربورن أنفسهم، حيث كثرت حوادث السير فـيما مضى بشكل غير مسبوق مما تسبب بخسائر فادحة لشركات التأمين، فاضطرت لرفع أسعارها لتغطية الخسائر وبقي الحال على ماهو عليه ولم تتراجع الشركات ولاتفكر فـي ذلك على الإطلاق.
وإذا كان الفارق فـي قيمة التأمين على السيارة بين ديربورن وويست بلوم فـيلد على سبيل المثال، يعادل الضعف إن لم يكن أكثر، فإن فرق كلفة تأمين ثلاث سيارات يزيد عن فارق أجرة بيت مؤلف من ثلاث غرف نوم وحمامين بين المنطقتين، بمعنى أن بإمكان الأسرة نقل سكنها إلى منطقة أقل اكتظاظا بالسكان، وأكثر هدوءاً كـ (ويست بلوم فـيلد)، بدون أن تتكبد أية أعباء مالية وفارق الأجرة يتم توفـيره فـي نفقات تأمين السيارات.
والحل ممكن برأينا وهو سهل إذا توفرت الإرادة الحقيقية لدى سكان ديربورن وذلك من خلال تأسيس شركة تأمين فـي ديربورن وتكون مساهمة من قبل أبناء الجالية وتكون فـي ذات الوقت شركة منافسة وربحية توفر الدخل المالي للمساهمين وتؤمن على سيارات أبناء ديربورن وسكانها بأسعار منافسة وتقضي على احتكار شركات التأمين الكبرى وتساهم فـي تخفـيض أسعار التأمين التي أضحت نارا كاوية تلسع الناس ولا تستثني أحداً .
Leave a Reply