علي حرب – «صدى الوطن»
تعتزم جماعات متطرفة ومعادية للمسلمين القيام بتظاهرة مسلحة أمام «المركز الاسلامي فـي أميركا» فـي ديربورن، يوم السبت فـي العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تحت شعار فضفاض هو «المهرجان العالمي من أجل الانسانية» والذي سيتخلله مظاهرات مسلحة موازية تقام فـي نفس الوقت أمام ٢٢ مركزاً إسلامياً فـي مختلف أنحاء الولايات المتحدة، كجزء من حملة للتنديد بالإسلام ولويس فرقان، زعيم «أمَّة الإسلام».
وإزاء هذا الخطر الداهم الناجم عن حمل العنصريين لأسلحتهم خلال التظاهرة، حثت شرطة ديربورن سكان المدينة من العرب والمسلمين على تجاهل المظاهرة وعدم الإنجرار وراء الاستفزازات المعادية. ونتيجة لذلك ألغى «المركز الاسلامي» أول أيام المدرسة العربية والفطور الأسبوعي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة من جراء المظاهرة المنتظرة أمام المسجد على شارع فورد.
وقد علمت «صدى الوطن» من مصادر شرطة ديربورن أن المنظمين لم يحصلوا على ترخيص للتظاهر المسلح مع الإشارة إلى أن القوانين المرعية تمنع المتظاهرين من الاقتراب لأكثر من ألف قدم من المراكز الدينية والمدارس.
وكان بعض أبناء الجالية قد دعوا الى تظاهرات مضادة، ولكن الشرطة نصحت بتجنب الاحتكاك مع المتظاهرين.
ودعا رونالد حدَّاد قائد شرطة ديربورن أبناء المدينة الى التنعم بالأيام الدافئة الأخيرة من هذا العام بعيداً عن المتظاهرين، مؤكداً على أن الشرطة فـي أتم الاستعداد للتعامل مع أي موقف طارىء. وأضاف «أن ديربورن اتصلت بوكالات أمنية محلية وفدرالية لضمان سلامة الجميع».
ولكن من ضمن دعوته لتجاهل تظاهرة المتطرفـين، دعا حدَّاد السكان للبقاء فـي حالة تأهب والإبلاغ عن أي سلوك مريب.
داوود وليد، المدير التنفـيذي «لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» فـي ميشيغن، أكد على أن المتظاهرين هم «مثيرو شغب يتطلعون إلى استفزاز المسلمين المحليين وبالتالي يجدر البقاء بعيداً عنهم»، وحذر من أن «إهداءهم الورود أو القول لهم إن المسلمين يؤمنون بيسوع، ليس تصرفاً مناسباً أو حتى آمناً فـي التعاطي مع تعصب هؤلاء. فقط دعوهم يمضون لحالهم».
وقال وليد «هناك عدد من المشاريع الخيرية الاجتماعية التي ستجري فـي نهاية هذا الأسبوع»، مشيراً الى أن حملة «كافحوا الكراهية» أعلنت عن هذه المشاريع ضمن «يوم الكرامة» السنوي للإغاثة الإسلامية. وأضاف «لذلك أنصح الناس بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين وأن يشاركوا بدلا عن ذلك بشيء مثمر».
وكجزء من «يوم الكرامة»، سيتجمع المتطوعون فـي الحملة أمام المركز الإسلامي على شارع دايفسون فـي ديترويت من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر لجمع وتوزيع المواد الغذائية والتبرعات للمحتاجين. ويقع المركز على العنوان ١٦٠٥.
وتقيم الحملة شراكة مع العديد من منظمات حقوق الانسان والأديان لتعزيز العمل التطوعي فـي ١٠ تشرين الاول. وللحصول على قائمة كاملة لمناسبات الخدمة والتطوع الرجاء زيارة الموقع التالي على الإنترنت: bit.ly/1FVpI0W
وفـي السياق نددت عدة مؤسسات دينية واجتماعية -محلية ووطنية- بالمتظاهرين المناهضين للإسلام.
وقال راعي كنيسة ليتلفـيلد المشيخية فـي ديربورن انها تصلي لازالة الحقد والخوف من قلوب المتظاهرين المعادين للإسلام، بعد ان يلتقوا مع «بعض جيراننا المسلمين اللطفاء». «نصلي من أجل السلامة العامة والسلام لسكان ديربورن وجميع الذين قد يزورونا يوم السبت»، نشرت الكنيسة على صفحتها على «الفـيسبوك».
كما أدانت منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام» بالتظاهرة ضد المسلمين. وحثت فـي بيان لها «ابناء ديننا اليهود وجميع المعنيين للتواصل معاً، فـي مجتمعاتهم المحلية، تضامناً مع المسلمين والمؤسسات الإسلامية».
ووضع المكتب الوطني لمنظمة «كير» الاحتجاجات العنصرية ضد المسلمين ضمن سياق زيادة التصريحات المعادية للمسلمين من قبل السياسيين والشخصيات الإعلامية، داعيا مرتادي المساجد لتوخي الحذر. وذكر بيان صادر عن «كير» أن «العديد من هذه المسيرات المزمع القيام بها قد لا تتم، أو قد تتكون من عدد قليل من الناس الذين قد يطلقون الشتائم والافتراءات فـي وجه المصلين، ولكن نظرا للتأييد الأخير للإسلاموفوبيا من قبل شخصيات وطنية عامة، سيكون من الحكمة على أئمة المساجد ونشطاء الجالية التحضير لمواجهة أي احتمال».
لمتابعة تطورات التظاهرة هذا السبت زوروا صفحتنا العربية على «فـيسبوك»: صدى الوطن.
Leave a Reply