مدريد – خلصت دراسة طبية إسبانية حديثة إلى أن تدخين التبغ يحرض على الصداع النصفي المعروف بالشقيقة وأن الذين يدخنون خمس سجائر فأكثر يوميا معرضون أكثر من غيرهم لتلك النوبات. أجرى هذه الدراسة المسحية باحثون بجامعة سلامانكا ومستشفى الماركيز دي ڤيلاسيّا الجامعي بمدينة سانتاندر شمالي إسبانيا، ونشرت حصيلتها مؤخرًا بدورية “مجلة الصداع والألم” المتخصصة. وكانت دراسات تأثير التبغ باعتباره عاملا محرضا للصداع النصفي قد أنتجت أدبيات علمية متضاربة المعطيات.
فقد رأت أبحاث سابقة أن التدخين يخفف الصداع النصفي بالحد من القلق، الذي يعد أحد عوامل إطلاق نوباته.
واستطاع خبراء تشخيص واستقصاء وجود أو غياب الشقيقة وسماتها المميزة وارتباط ذلك بالتدخين، أن يضمنوا متانة نتائج الاستقصاء، بعكس معظم هذه المسوح التي تتم هاتفيا وعشوائيا لأفراد لا دراية لهم بالمرض.
وأظهرت النتائج أن معايير الإصابة بالشقيقة تحققت لدى 16 بالمئة من المشاركين، وكان المدخنون 20 بالمئة من إجمالي العينة.
وكانت نسبة المدخنين أعلى بين المصابين بالشقيقة (29 بالمئة). وكانت معاودة نوبات الشقيقة بين المرضى المدخنين أعلى بوضوح من معاودتها لدى المرضى غير المدخنين.
يرى الباحثون أن التدخين يحرض هذا النوع من الصداع، حيث جاءت نسبة المدخنين بين مرضى الشقيقة أعلى بالثلث، وظهرت علاقة مباشرة بين عدد السجائر المستهلكة وعدد نوبات الصداع النصفي، حيث تنطلق بعد تدخين خمس سجائر يوميا.
ورغم أن نسبة المدخنين بين مرضى الشقيقة كانت أعلى مقارنة بغيرهم، فإنهم كانوا يدخنون سجائر أقل من المدخنين غير المصابين بالمرض. ويفسر الباحثون ذلك بأن المرضى يعلمون أن تجاوز خمس سجائر يوميا، يعرضهم غالبا لنوبة صداع نصفي، فالألم ذاته عامل تقييد. لذلك لا ينبغي بحال أن يُنصح مريض الشقيقة بالتدخين، ظنًّا بأن ذلك يخفف الصداع النصفي. بل ينبغي للمدخن المريض بالشقيقة تقليل جرعة التدخين جذريا، أو الإقلاع عنه تماما.
Leave a Reply