خليل إسماعيل رمَّال
ألا يستحي الساسة في مسخ النظام من أنفسهم وهم ينتظرون الترياق من الخارج دوماً بينما وطنهم يذوب أمام أعينهم؟ فالكيان الجهيض تأسَّس بقدرة النفوذ والتدخل الخارجيين، منذ إمارة فخر الدين المعني وابن عمه بشير الشهابي، اللذين يكاد بعض اللبنانيين من أحفاد الفينيقيين يؤهلانهما رغم خيانتهما! ألم يقولوا لنا بكتب التاريخ إن الذي منح للبنان استقلاله، حزبا الكتائب والنجادة لا الصراع الفرنسي البريطاني على النفوذ في المنطقة الغنية بالموارد؟. حتى في العصر الحديث لم تنتهِ الحرب الأهلية العبثية المجرمة إلا بعد أنْ ذهبت الطغمة السياسية الحاكمة بأكملها إلى مملكة آل سعود في الطائف لتجد الإكسير هناك. وبعد أنْ تدهورت الأمور وأفلس الحكَّام من جديد، حملتهم طائرة قطرية إلى الدوحة لعقد اتفاق أخرج الأزمة من عنق الزجاجة. واليوم الوضع في البلد أسوأ من ما قبل الطائف والدوحة والساسة لا يبادرون ولا يهتمون في حين أن التحديات أخطر من كل مرة، ومنها:
١- عدم تنظيم وجود اللاجئين السوريين من خلال التنسيق مع الحكومة السورية التي لا زالت تجمعنا معها إتفاقيات ثنائية ومصير مشترك رغم كلام كل الجاحدين الذين اعتاشوا من دمشق، من أجل إعادة اللاجئين إلى المناطق التي تتحرر، لكن هذا خط أحمر لدى جماعة «السعودية أولاً». ولن ينفع عويل المسؤولين اللبنانيين وتضرعهم أمام الأوروبيين حول عبء اللاجئين السوريين لأن مصلحة هؤلاء تقتضي بإبعادهم عنهم وتوطينهم في الدول المجاورة لسوريا.
٢- خطر إسرائيل المتربصة بنا دوماً على الحدود والتي زادت في الآونة الاخيرة من تحركها المريب وخرقها السافر للحدود اللبنانية، مقابل الإستمرار في تآمر البعض على المقاومة التي شرَّفَتْ هذا العصر والتي نحتفل هذه الأيام بذكرى انتصارها العاشر المؤزَّر في حرب تموز. وخير دليل على موت هذه الدولة الساقطة أن رئيس وزراء العدو يعتزم زيارة ٤ دول أوروبية لبث سمومه حيث علَّمتنا التجربة أن أي نفوذ وتدخل صهيوني في القارة السوداء يعني التآمر على الوجود اللبناني الجنوبي الفاعل فيها. فالدولة المسخ تُعامل المغتربين كالبقرة الحلوب ولا تفعل شيئاً بالمقابل لوقف الخطر الداهم عليهم!
٣- خطر التكفيريين الذين يجدون عضداً لهم في الداخل، مثلهم مثل عملاء إسرائيل المدَّعي بعضهم على الإعلاميين (حسن عليّق مثلاً) بعد أنْ أصبحت العمالة وجهة نظر. فالجيش مشتَّتٌ ومُنهَك ولا يملك السلاح الكافي لهزيمتهم بعد أنْ منع فريق آل سعود تمويله المجَّاني من إيران، ولو بعد رفع العقوبات عنها التي كان هذا الفريق يتحجج بها بينما صفقة السلاح الفرنسي بحكم المنتهية.
الجديد هذه المرَّة ان الترياق لن يأتي من الخارج فأميركا غير مهتمة وبريطانيا تمر بمرحلة مخاض بعد «انقلاع» كاميرون وانفصال بلاده عن أوروبا. أما فرنسا، فقد أثبتت زيارة وزيرها الممل إيرولت انها لم تعد تملك الأوراق المطلوبة و«الحنان» الكافي. بالمناسبة لم يكلِّف أحد المسؤولين نفسه مساءلة ممثل النظام الاشتراكي المتصهين عن المناضل الأسير جورج عبدالله. وبمناسبة ذكرى «الثورة الفرنسية» التي محتها سنوات الإستعمار الفرنسي المجرم، نحيي الأبطال حمزة وخنجر ويوسف العظمة وسلطان الأطرش وجورج عبدالله. بالإضافة لكل هذا فإنَّ دور الجامعة العربية والسعودية وقطر ومصر (السيسيَّة المطبِّعة من جديد مع العدو) معطَّل لذا يبدو أن حشيش الحل لن ينبت، وخلال الوقت الضائع لا بأس أنْ يحرتق اللبنانيون على بعضهم فيستنفر السنيورة مثلاً على وزير المال، قبل أنْ يلجمه الحريري، لأنه ممنوع على أحد ان يدق باب المغارة المطوَّبة له والموصدة بالإبراء المستحيل لمخالفاته المالية وعلى رأسها مبلغ بسيط هو ١١ مليار دولار فقط!
Leave a Reply