نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية تحت عنوان “استراتيجية أفغانية”، استهلتها بقولها إن الرئيس أوباما أعلن التزاماً قوياً ومتوازناً نحو أفغانستان وباكستان. حيث سيحصل الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، على أغلب القوات الإضافية التي طلبها لتنفيذ استراتيجية مكافحة التمرد، ومن ثم حماية الشعب الأفغاني. غير أن الرئيس أوباما حدد بوضوح مهمة القوات الأميركية. إذ لم يعد الهدف هزيمة طالبان، وإنما عكس اتجاه قوتها وتأمين المراكز السكانية الكبرى وتدريب القوات الأفغانية حتى يمكنها تولي مسؤولية القتال. بل وحدد الرئيس أوباما موعد بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد عام واحد من وصول آخر التعزيزات الإضافية. وتوضح الافتتاحية أن قرار الرئيس أوباما صائب ويتسم بالشجاعة في نفس الوقت. فهو صائب لأنه الحل الوحيد لتجنب الهزيمة التي ستعرض البلاد ومصالحها الأساسية للخطر، ويتسم بالشجاعة لأنه سيبدأ مهمة صعبة ومكلفة يعارضها أغلب أعضاء حزبه. بالإضافة إلى ذلك، فلم يحدد الرئيس تاريخاً لانتهاء المهمة الأميركية بعد تاريخ بدء الانسحاب في تموز 2011، وإنما سيعتمد معدل الانسحاب على مدى تطور الأوضاع على أرض الواقع. وتضيف الافتتاحية أن الرئيس أوباما حدد هزيمة القاعدة كأحد الأهداف والالتزامات الواضحة التي لا جدال عليها، بينما أوضح أن القوات الأميركية ستواصل تدريب ومساعدة قوات الأمن والحكومة الأفغانية على تولي مسؤولية البلاد. لكن إلى متى سيمكنهم الاعتماد على دعم الولايات المتحدة، وإلى أي مدى؟ كما أن إفتراض الرئيس أوباما بأن الضغط بالانسحاب سيعجل بجهود الإصلاح الحكومية أمر ينطوي على مخاطرة، لأنه قد يدفع طالبان إلى انتهاج سياسة الانتظار. أما في باكستان، فسيتردد القادة العسكريون والمدنيون في الإنضمام لقتال طالبان إذا شعروا بأن أميركا ستتخلى عن مهمتها في غضون عامين. ورغم تأكيد أوباما على الشراكة بين إدارته وباكستان، فإن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على نجاح أوباما في تعزيز هذه الشراكة المهتزة حتى تقف أميركا وباكستان وأفغانستان معاً في وجه الجماعات الإسلامية المتشددة على جانبي الحدود. ثم تختتم الصحيفة الافتتاحية بقولها إن خطاب الرئيس أوباما أجاب بثقة على تشكك البعض في مدى التزامه بالفوز في تلك الحرب، بينما أكد التزامه ببناء الولايات المتحدة ومواجهة التطرف العنيف بقوله “سيكون اختباراً صعباً لمجتمعنا الحر وقيادتنا في العالم”. وبإعلان تلك الاستراتيجية، فقد خطا أوباما خطوة كبرى نحو إجتياز هذا الاختبار.
Leave a Reply