مبارك وأولمرت: فتح معبر رفح مرتبط بإطلاق شاليت
تل أبيب – بعد مرور أسبوعين على التهدئة في قطاع غزة ارجأت اسرائيل الاربعاء الماضي فتح ثلاثة معابر مؤدية الى القطاع اثر اطلاق صواريخ فلسطينية ما وضع التهدئة في خانة الترنح. وبعيد اطلاق الصواريخ جددت حركة حماس التزامها التهدئة التي ابرمت مع اسرائيل اثر وساطة مصرية. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) «نحن في حماس نؤكد على التزامنا بالتهدئة والعمل على نجاحها واستمرارها وسنتواصل مع الفصائل الفلسطينية جميعها حتى نضمن نجاح هذه التهدئة واستمرارها».
وطالب «مصر وكافة الاطراف المعنية ان تضغط على المحتل الصهيوني كي يوقف هذه الجرائم التي تستفز مشاعر كل انسان فلسطيني غيور على مصالح شعبنا».
ومن جهتها أعلنت إسرائيل ان القاهرة تعهدت، خلال المحادثات بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في شرم الشيخ، منتصف الأسبوع الماضي، بعدم فتح معبر رفح ما لم يطلق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت، وهو ما لم تنفه مصر صراحة، برغم ان مبارك رفض «الدخول في التفاصيل»، داعياً الى عدم الربط بين الأمرين.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير، حضر المحادثات بين مبارك واولمرت، ان اسرائيل «تلقت تأكيدات مصرية واضحة بأن معبر رفح لن يفتح قبل حل مشكلة شاليت»، مضيفا ان «اولمرت طلب من مبارك ان يستخدم نفوذه لدى حماس وان يرعى مفاوضات مكثفة لإطلاق سراح شاليت».
وقال المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، إن «معبر رفح لن يفتح ولن يعود الى العمل كالمعتاد، ما لم يطلق سراح شاليت… هذا أمر غير منطقي. إذا نظرتم الى تدهور العلاقات بين اسرائيل وغزة، ستدركون ان ذلك كله بدأ مع خطف شاليت».
وشدد ريغيف على أن «اتفاق التهدئة ما زال هشاً، لكن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة به مئة في المئة»، مضيفاً «سمعنا البعض في غزة يقول أشياء ليست حقيقية بشأن الاتفاق مع مصر وهذا لا يبعث على الثقة». ويشير ريغيف الى تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية بأن التهدئة لن توقف عمليات التهريب بين غزة ومصر. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد، من جهته، إن «مصر ماضية في جهودها لتحقيق صفقة مبادلة السجناء والأسرى بين الجانبين، ويدرك الطرفان أن ذلك يضمن إطلاق سراح شاليت»، داعياً الجانبين إلى إبداء «المرونة».
ورداً على سؤال حول مسألة فتح المعابر وخاصة معبر رفح بعد التهدئة، قال عواد إن الاتفاق «يشمل مسألة فتح المعابر بصفة تدريجية»، مضيفاً أن «هناك اتصالات دائمة لكي يتم فتح هذا المعبر (رفح) وفق البروتوكول الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 5002 بحضور الأطراف المشاركة فيه وتضم الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر».
ويقضي هذا الاتفاق بأن يتولى الاتحاد الأوروبي الإشراف على حركة العبور في المعبر، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، على أن توضع فيه كاميرات تسمح لإسرائيل بمراقبة ما يجري.
مبارك
من جهته، قال مبارك للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي «نتمنى أن تستمر التهدئة، سواء من جانب اسرائيل أو من جانب حماس في غزة».
ورداً على سؤال حول الربط بين التهدئة واطلاق سراح شاليت، قال مبارك «لنكن واقعيين ونعيش في الواقع التهدئة، سيطلقون عليكم الصواريخ وأنتم ضربوهم، انتم تموتون وهم يموتون من اجل جندي، للجندي طريق ثان نحن نعمل فيها».
سئل مبارك هل «يطمئن» اسرائيل الى أن معبر رفح لن يفتح قبل اتمام الصفقة، فأجاب «لا تدخلني في التفاصيل… لا تربط الأمرين ببعضهما البعض، وتفسد كل شيء. لن أتكلم في هذا الموضوع. نحن نبذل مجهوداً من اجل شاليت، ونبذل جهوداً من اجل التهدئة… نحن نتصرف وندرك ما نقوم به».
وردا على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا، قال مبارك إنه «لم يفهم من (اولمرت) ان ثمة تقدماً… حتى الآن كلها لقاءات تحضيرية وأتمنى أن يتقدم المسار السوري ولو انه كانت هناك فرصة أيام (رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق) رابين» مضيفاً «اذا وصلنا الى حل للقضية الفلسطينية، فمن الممكن أن تحل باقي القضايا بسهولة».
وبصدد ما تطالب به اسرائيل بمنع الفلسطينيين من تهريب اسلحة عبر انفاق الى قطاع غزة من مصر قال مبارك «تهريب الاسلحة قصة بقت قديمة جدا .. من جانبنا نبذل مجهودا كبيرا فى موضوع الاسلحة .. وندمر انفاقا ونمسك اسلحة لان وجود اسلحة فى سيناء يؤثر على الامن القومي لمصر (..) ولا نسمح بوجود اسلحة فى سيناء ومسكنا اكثر من مرة مخازن وصادرناها. فهي مسألة أمن قومي مصرى كما انها مهمة بالنسبة لكم فهي بالنسبة لنا رقم واحد».
وكان اولمرت قد قال، موجهاً حديثه الى مبارك قبيل لقائهما، ان «مصر وإسرائيل شريكان استراتيجيان».
وذكرت «اسوشييتد برس» ان القاهرة تعمل على استضافة محادثات غير مباشرة بين اسرائيل و«حماس» في الايام المقبلة، حول تعزيز التهدئة و«تسريع» إنجاز صفقة تبادل اسرى تشمل اطلاق سراح شاليت. اضافت ان موفد اولمرت لشؤون الاسرى عوفر ديكل سيصل الى القاهرة غداً، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين. ورجحت حماس ان تبدأ المحادثات يوم الاحد المقبل.
Leave a Reply