إسرائيل تربط فك الحصار
بالجندي شاليط.. و«حماس» ترفض
القاهرة – بعد أكثر من أسبوعين على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم تفلح الضغوط الإسرائيلية عبر القاهرة في إرساء هدنة حسب شروط تل أبيب، مما يترك الباب مفتوحا أمام عدة احتمالات قد لا تتبلور بشكلها النهائي قبل انتهاء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية وتشكيل حكومة جديدة تخلف «حكومة أولمرت». إذ بعد أيام طويلة من المحادثات في القاهرة لم تتوصل الأطراف الى إتفاق هدنة يعيد الاستقرار الى القطاع المحاصر، فقد قالت القاهرة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سترد على اقتراحات للتهدئة مع إسرائيل السبت المقبل وذلك بعد مغادرة وفد الحركة القاهرة دون التوصل إلى اتفاق يسمح برفع الحصار وفتح المعابر إلى قطاع غزة. فيما توجه رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد الى القاهرة بعد مغادرة وفد «حماس» مباشرة.وحسب التقارير يبدو أن تمسك إسرائيل بفتح المعابر بشكل جزئي بنسبة 70 إلى 80 بالمئة هو العقبة الرئيسية الآن أمام إتمام الاتفاق. في حين أن «حماس» تعمل على التوصل إلى اتفاق يقوم على رفع الحصار وفتح المعابر، لأن الحركة وقوى المقاومة الفلسطينية «لن تذهب إلى توقيع اتفاق تهدئة تحت الحصار».وتحاول القاهرة التوصل الى اتفاق يقوم على عرض إسرائيلي للحركة بفتح للمعابر نسبته 70 بالمئة واستكمال البقية حال الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، إلا أن «حماس» قالت إن المفاوضين تلقوا عبر مصر عرضا إسرائيليا غامضا وفيه عبارات ملتبسة ولا يتحدث عن رفع الحصار.وقالت مصادر فلسطينية أنه تم توجيه أسئلة من وفد «حماس» إلى المحاورين المصريين برئاسة رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، وأن وفد «حماس» رفض بعض القضايا التي طرحها الاحتلال.وتم وقف المحادثات على أساس أن مصر تحتاج إلى وقت كي تتواصل مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة الاستيضاح عن بعض القضايا التي طرحتها الحركة، وبذلك عاد الوفد «الحمساوي» إلى القيادة في دمشق وغزة للتشاور ريثما يكون المصريون قد استوضحوا من الإسرائيليين عن جلعاد. ويضم الوفد -الذي عقد على مدى يومين أربع جلسات مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بمعدل جلستين يوميا- كلا من عماد العلمي ومحمد نصر وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه، الذي أوقفته السلطات المصرية عند معبر رفح الحدودي أثناء عودته إلى غزة وبحوزته عشرة ملايين دولار. وكانت السلطات المصرية أعاقت دخول وفد «حماس» إلى غزة بعد المحادثات وأصرت على تفتيشهم.إطلاق شاليطبدوره قال عضو وفد حماس صلاح البردويل في مقابلة تلفزيونية إن العرض المصري للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل يشمل مشاركة حركة «حماس» في حماية الحدود من داخل قطاع غزة، كما يتضمن رفع الحصار وفتح المعابر ووقف إطلاق النار. وأضاف أن إسرائيل تريد أن تربط فتح المعابر بالإفراج عن الجنديالإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية في حزيران (يونيو) 2006، و«تريد أن تتحكم حسب مزاجها في السماح بدخول ما تريد ومنع ما تريد». وأعاد رفض «حماس» ربط موضوع شاليط بفتح المعابر المحادثات إلى الصيغة القديمة التي تم التوصل فيها إلى مراحل متقدمة والتي تتلخص بمبادلته بمئات الأسرى الفلسطينيين.وفي سياق الموقف الإسرائيلي ذكر وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر أن إسرائيل لن تفتح معابر قطاع غزة إلا بعد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع منذ أكثر من عامين ونصف.وقال بن أليعازر في تصريح للإذاعة الإسرائيلية العامة «يمكن لقيادة حركة «حماس» الجالسة في العاصمة السورية دمشق أن تقول ما تريد، لكن فتح المعابر لن يتم قبل الإفراج عن شاليط». وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه يؤيد «أي صفقة لتبادل الأسرى تعرض على إسرائيل مقابل الإفراج عن شاليط».
Leave a Reply