قال الكاتب التركي سيوت كينكيلوغلو إنه ما لم تحسن تل أبيب من الوضع الإنساني للفلسطينيين في غزة وتخلصهم من معاناة الحصار فإن التوتر سيبقى قائما بين تركيا وإسرائيل، وأضاف أن على إسرائيل أن تعي جيدا الدور الذي تمثله تركيا الجديدة على المستويات الإقليمية والدولية. وأضاف في مقال له نشرته صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أن على إسرائيل أن تعتاد على ما سماها تركيا الجديدة، في ظل ما وصفه بالتناطح غير المستغرب بين الدولتين خاصة بالشأن الفلسطيني. ومضى كينكيلوغلو إلى أن اعتذار تل أبيب عن فعلة داني أيالون نائب وزير خارجيتها المتمثلة في الإساءة للسفير التركي (أحمد تشيلكول) ومحاولة إهانته وإذلاله بدعوى الاحتجاج الإسرائيلي على مسلسل وادي الذئاب التركي والذي تعتبره تل أبيب معاديا للسامية، غير كاف وأن الشعب التركي لن ينسى تلك الإهانة. وقال إن تركيا ستبقي على نهجها ما لم يتخلص أهل غزة من حصارهم وما لم تقم إسرائيل بتجميد فوري لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفا أنه لا سلام مع إسرائيل ما لم تنته وتكف عن سياساتها العدوانية للفلسطينيين. وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدركان جيدا الدور التركي الحيوي الجديد في المنطقة، ويدركان جيدا أيضا أنه بات على الغرب التعامل مع تركيا وفق ذلك الأساس. وأشار إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى البلاد جاءت لتؤكد الأهمية الإستراتيجية للدور التركي على كافة المستويات الإقليمية والدولية. وأوضح أن بعض دول أوروبا ومن بعدها إسرائيل ربما لم تزل غير مدركة للوضع التركي في الشرق الأوسط، مؤكدا على أن بلاده قد عدلت سياساتها الخارجية وباتت تلعب دورا جديدا في المنطقة يتخذ صفة الديمومة، لا محالة. وأشار الكاتب -وهو مساعد رئيس العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وعضو الجمعية الوطنية في البلاد- إلى أن الوضع الذهبي الذي حظيت به إسرائيل في المنطقة في تسعينيات القرن الماضي قد ولى وانتهى وأنه لن يتكرر حتى لو خرج حزب العدالة والتنمية من سدة الحكم في تركيا. ومضى إلى أن السياسة التركية الأصلية تسعى لدمج البلاد مع جيرانها في الشرق الأوسط، وأنها أحد أعضاء مجموعة العشرين وأنها عضو غير دائم في مجلس الأمن (الأعضاء غير الدائمين الآخرون في مجلس الأمن هم اليابان والنمسا والمكسيك للعامين 2009 و2010)، وكونها مستمرة في سعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دورها المؤثر في الساحات الدولية المختلفة. وأكد الكاتب أن الرأي العام في تركيا يشير بوضوح إلى أن الحكومة وأبناء الشعب التركي كلهم متضايقون وغاضبون بشكل كبير إزاء حصار غزة والمأزق الفلسطيني. واختتم بالقول أن الأتراك ما لم يروا تغيرا ملحوظا وملموسا للأوضاع الإنسانية والمعاناة التي تعيشها غزة، فإنه لن يطرأ أي تحسن على العلاقات التركية الإسرائيلية، داعيا تل أبيب إلى ضرورة مراجعة حساباتها الميدانية والنفسية المتعلقة بنظرتها لتركيا الجديدة.
Leave a Reply