بقلم: مريم شهاب
هذه الكلمات إلى القارئ «الرايق اللي بيضحك على طول»، كما تقول إحدى الأغنيات الإستهلاكية، والذي يعاني الأمرين للحفاظ على هدوء أعصابه في هذا الزمن المتشابك المستفز، الذي يحتاج الى معجزة من معجزات الساعة أو سيجارة حشيش حتى يبقى «رايق على طول» لأن الكثير من أهلنا وناسنا من هم حولنا وحوالينا، صاروا من فرط تكشيرهم المتواصل، مثل السيارات المفخخة تفخيخاً سيئاً التي قد تنفجر في أية لحظة ولأي سبب، وتسبب الأذى لأناس أبرياء من حولهم، سيما هؤلاء الذين تعقّدت جباههم وامتلأت بالمطبات.
الحمد لله «راح البرد وصار عنا الورد»، كما غنى الراحل وديع الصافي، «والدنيا ربيع والجو بديع قفّلي على كل المواضيع» كما غنت الراحلة سعاد حسني، وإن كنت مثلي أيها القارئ العزيز، تأخذ الأمور ببساطة وتعامل الناس بالحسنى، وتخاطبهم باللين واللطف، ومع ذلك ترى العبوسين ممن تتعامل معهم سواء في العمل أو في السوق أو خلال السواقة، وهذه مصيبة المصائب في ديربورن، وتجدهم يعانون من الشد العصبي الذي يؤدي إلى إرتفاع ضربات القلب وضغط الدم وزيادة معدل هرمون التوتر، وتتعجب لردود أفعالهم المبالغ فيها إزاء أشياء وحوادث عادية، مثل تغيير الكاشيير وأحدهم مستعجل فيهمهم ويغمغم وهو واقف في الصف ليدفع ثمن أشياء.
المضحك أن شخصاً آخر فجر ضحكة مدوية عابرة للمحيطات فانتقلت العدوى إلى بقية الواقفين، أما الشاكي المتجهم، فيبدو أنه يعتبر الضحك تعدياً على المياه الإقليمية لأذنه الوسطى، فراح يغلي من الغيظ والإنفعال ويشتم ويلعن ولو كان يحمل مسدساً لأطلق الرصاص بعشوائية على الجميع.
أنا شخصياً، كنت أظن عزرائيل قد أخذ إجازته السنوية وذهب لقضائها في نيوزيلاندا، ولكني فوجئت بأن الأرض زلزلت زلزالها وأخرجت أثقالها وخرج من تحتها من هبّ ودبّ من فقهاء وعلماء دين منتمين الى عصور ما قبل التاريخ، والذين لم يعجبهم كلامي في المقال السابق.
حقيقة لم أكن أتوقع أن يستيقظ بعض أهل الكهف من نومهم وغيبوبتهم في النواح والحزن بإنتظار المهدي المنتظر، لكن كلمة الحق أقلقت راحتهم الأبدية فغضبوا وانفعلوا! الله يسامحهم.
الأمل خير دواء
يستعمل العلماء في تجاربهم المخبرية حبوباً كاذبة وذلك للتحكم في فحوصات الأدوية ويطلق على هذه الحبوب إسم «بلاسيبو». ومؤخراً، ورغم كل التقدم والتكنولوجيا، بدأ الأطباء يقتنعون بأن هذه الحبوب هي أدوية مؤثرة كسائر العلاجات الأخرى الحقيقية.
ففي تجارب مسكنات الألم مثلاً، كانت فعالية الحبوب المصنوعة من السكر تزيد بنسبة عالية في معظم الحالات بالمقارنة مع المسكنات الأصلية، كما أن الحبوب الكاذبة أثبتت جدارتها عندما استخدمت كمضادات للإكتئاب، وسر هذه الحبوب يكمن في الأمل.
في الماضي كان الأطباء يواسون المحتضر ليعوضوا عن فشل العلاج المستخدم.
كان عندنا في قرى جنوب لبنان طبيب متجول يطلقون عليه إسم «أبو علكة»، لأنه أشفى طفلة كانت على فراش الموت عندما أعطاها علكة عادية، وأخبرها بأنها «مصنوعة من الفواكه الخاصة».
منذ الأزل، العنصر الإنساني في الطب مهم جداً، والطبيب الماهر هو من يلهم المرضى بالتفاؤل والأمل.
Leave a Reply