ديربورن – خاص «صدى الوطن»بالإضافة إلى المناهج العلمية التي تعتمدها المدارس الأميركية، تركز الثانوية الإسلامية الأميركية في ديربورن على تعليم اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي كجزء أساسي في برامجها ورؤيتها التعليمية والتربوية، مما يشكل عاملاً جاذباً لأبناء الجالية العربية.. الذين يرغبون بإقامة صلات وثيقة مع ثقافتهم وقيمهم وتقاليدهم..وتقوم الثانوية، الواقعة على تقاطع شارعي تايرمان وأوهايو في ديربورن، باستقبال التلاميذ والطلاب من سن الثالثة إلى مرحلة التخرج، موفرة لهم أفضل الشروط التعليمية التي تمكنهم من التزود بالمعرفة العلمية فضلاً عن توفير البيئة الدينية والأخلاقية بالشكل الذي يؤدي إلى بناء شخصية سليمة ومعافاة، وقادرة على القيام بدورها في الواقع الذي تعيش فيه، وبشكل ينسجم مع جذور هذه الشخصية القادمة أصلاً من ثقافة مختلفة!..وفي لقاء لـ«صدى الوطن» مع مديرة الثانوية ميشيل غاريت، أكدت أن برامج تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي لا تأتي على حساب البرامج والحصص المعرفية الأخرى، من علوم وفيزياء ورياضيات وغيرها، بل على العكس يأتي البرنامج العام منسجماً وصالحاً للتطبيق، والدليل على ذلك هو تخرج عدد كبير من الطلاب بتفوق وبدرجات عالية مكنتهم من إرتياد الجامعات العلمية بمختلف الإختصاصات، فضلاً عن بعض الطلاب المتخرجين قد حصلوا على منح دراسية كاملة، أو جزئية، في عدد من الجامعات المنتشرة في منطقة ديترويت.وأشارت غاريت أن جميع الأساتذة هم من العرب والمسلمين.. الأمر الذي قد يوفر فرصة إضافية للطلاب في تحصيل دروسهم، وأضاقت: «إن المدرسة تعمل على خلق بيئة إسلامية تساعد الطلاب العرب المقيمين في ديربورن على التعرف على ثقافتهم ودينهم.. الأمر الذي يوفر على الأهل أعباء إضافية». وتابعت: «إن الوالدين يقومان بتنشئة أبنائهم على ثقافتهم ودينهم ولكن الأمر المهم في مدرستنا أن ذلك يتم بشكل منظم ووفق قواعد وبرامج مدروسة من الناحيتين العلمية والتربوية».كما إلتقت «صدى الوطن» مع أحد تلاميذ المدرسة، زين بزي (01 سنوات) الذي بدا واعياً ومتحمساً لوجوده في هذه المدرسة، وقال إنه إنتسب إلى هذه المدرسة منذ صف الحضانة وهو الآن في الصف السادس وسوف يكمل تعليمه فيها حتى يتخرج منها..كذلك كان هناك لقاء مع ثلاثة من خريجي المدرسة المتفوقين ممن حازوا على منح دراسية من جامعات عدة، وفي مجالات مختلفة، وهم: دانيا بزي، علي بيضون، ونهى بيضون.الطالب علي بيضون بدا معتزاً وفخوراً بالمدرسة التي تخرج منها، وهو وإن قال خلال هذا اللقاء: «إن الطلاب المتخرجين من مدرستنا هم أكثر نضجاً من طلاب المدراس الأخرى» فإن ذلك قد بدا واضحاً وصحيحاً إلى حد بعيد، والدليل على ذلك قدرته على طرح ومناقشة أفكار متنوعة. وقال علي: «إن كون المرء أميركياً فذلك لا يعني أنه يجب عليه أن يتخلى عن دينه وثقافته ولغته، فالمجتمع الأميركي هو مجتمع إثنيات، وهذا ما تفهمه وتقوم به المدرسة التي تركز على تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي». وأضاف: «إن التمايز والإختلاف بيننا وبين الجماعات الأخرى لا يحول دون الإلتقاء بهم والتعرف على ثقافتهم، لأن جميع القيم الإنسانية تكاد تكون متقاربة عند جميع الشعوب». حصل بيضون على منحة كاملة من جامعة «وين ستايت»، ويطمح إلى دراسة العلوم الطبيعية، وهو يرجع تفوقه إلى مدرسته التي يعتز بها كثيراً: «إن مدرستي هي جزء من تاريخي الشخصي، فقد دخلتها منذ كنت في الخامسة منعمري وبقيت فيها حتى التخرج»، أنهى علي حديثه..الطالبة دانا بزي، أشادت بمدرستها وبرامجها التعليمية والتربوية وأكدت على أهمية اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي في حياة الفرد العربي المسلم. كما تحدثت عن بيئة المدرسة الإجتماعية والدينية والتعليمية التي تجعل الطالب يشعر بالغربة، وأثنت على جهود الإدارة وتفهمها لمشاكل الطلاب ومساعدتها في حل مشاكلهم. إنتسبت دانا إلى الثانوية الإسلامية الأميركية منذ كانت في السادسة من عمرها وبقيت فيها حتى التخرج، وقد حصلت على منحة دراسية لمدة ثلاث سنوات في إحدى الجامعات بقيمة عشرة آلاف دولار..وتحدثت «نهى بيضون» بحماسة عن تجربتها في مدرسة «الأكاديمية الإسلامية» وكانت قد إنتسبت إليها منذ كانت في الصف السادس وبقيت فيها حتى التخرج، ثم حصلت على منحة كاملة من جامعة ميشيغن حيث تخرجت من قسم العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى تخرجها من قسم اللغة الإنكليزية..وقالت نهى: إنه بالإضافة إلى البرامج التعليمية والتربوية، فإن المدرسة توفر لطلابها فرصة إقامة نشاطات تساعدهم هلى صقل شخصياتهم، وهذا سوف يساعدهم كثيراً في حياتهم المهنية والمستقبلية. و«نهى» نفسها كانت من المهتمين بإقامة برامج تثقيفية حين كانت طالبة في المدرسة، فقد أسهمت في تأسيس برنامج إذاعي خاص بالمدرسة، يبث كل يوم جمعة، أخباراً ومعلومات وإرشادات للطلاب، كما شاركت في تأسيس مجموعة «ورود السلام» التي كانت تقوم بعقد حلقات مصغرة مع طلاب المدرسة، أو طلاب المدراس الأخرى، تدور فيها مناقشات وحوارات حول مواضيع وقضايا متنوعة.. وهدفها العام تأسيس لثقافة السلام والتعارف واللقاء بين الناس بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم وثقافتهم..
Leave a Reply