ديربورن – «صدى الوطن»
نفّذ عشرات السوادنيين الأميركيين بمنطقة مترو ديترويت وقفة احتجاجية في مدينة ديربورن يوم الأحد الماضي، لمساندة الحراك الشعبي في وطنهم الأم وتأييداً لمطلب إسقاط الرئيس عمر حسن البشير الذين يترأس البلاد منذ العام 1989.
وإلى جانب الأعلام السودانية والأميركية، رفع المتظاهرون الذي احتشدوا مقابل مكتبة هنري فورد على شارع ميشيغن أفنيو متحدين الثلوج والطقس البارد، لافتات تندد بسياسات «القمع» و«الفساد» التي ينتهجها نظام البشير، وهتفوا بشعارات تؤيد مطالب السودانيين في الديمقراطية والحرية، كان أبرزها: «يا خرطوم ثوري ثوري.. ضد الحكم الديكتاتوري».
وكانت حدة التوتر في السودان قد تفاقمت في كانون الأول (ديسمبر) 2018، عندما خرج طلاب الجامعات في مظاهرات عمت أرجاء البلاد احتجاجاً على رفع أسعار الخبز والوقود وغيرها من المواد الاستهلاكية الأساسية.
وعلى الرغم من وعود الرئيس البشير بالقيام بإصلاحات، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة المتظاهرين الذين سقط بعضهم برصاص الشرطة، خلال التظاهرات في أنحاء متفرقة في البلاد.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، عزا أحد المتظاهرين، الوقفة الاحتجاجية بديربورن إلى «تأييد ومساندة المتظاهرين السودانيين ضد البشير»، وقال: «لقد بدأت المظاهرات في السودان، منذ ديسمبر الماضي، احتجاجاً على رفع الدعم الحكومي عن الوقود والخبز، وخلال الأسابيع الماضية واظب المحتجون على التظاهر والمطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة»، مؤكداً أن «نخبة من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات» تقود الحركة الاجتحاجية «ضد الحكم الديكتاتوري وضد حكومة العسكر الذي تحكم السودان منذ 30 عاماً»، وفقاً لتعبيره.
وفي السياق ذاته، قال متظاهر آخر، اسمه محمد: «نجتمع اليوم لمناصرة أهلنا الذين قتلوا في دارفور وكردفان على أيدي النظام الباطش والفاسد، نظام عمر البشير الذي يجثم على صدر الشعب السوداني منذ 30 سنة».
أضاف: «إننا نناشد الحكومة الأميركية بأن تمارس الضغط على الحكومة السودانية لمنعها من التمادي في قمع المتظاهرين».
ووصف نظام البشير بأنه «نظام شمولي فاسد» وبأنه قدّم «الدعم والمساندة للإخوان المسلمين و(لزعيم القاعدة أسامة) بن لادن، كما أنه مارس التميير بين أبناء الشعب السوداني»، في إشارة إلى إقليم دارفور الذي شهد بين عامي 2003 و2010 نزاعاً مسلحاً دامياً بين مجموعات متمردة وبين الحكومة السودانية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين واتهم بسببها الرئيس البشير بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية.
وقالت إحدى المتظاهرات «نحن هنا، لأن بلدنا في خطر من جهة معينة تقتل الناس وتقمعهم. الناس جائعون، ونحن نطلق نداء للعالم بأسره لكي يعرفوا ماذا يجري في السودان».
وأضافت: «ما يجري في السودان لا يستهان به: ديكتاتور يفتك بالناس ويذلهم، ولا أحد يجرؤ على الكلام أو الاعتراض».
وفي السودان نقلت وكالة «رويترز» عن شهود يوم الثلاثاء الماضي، أن قوات الأمن السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع في تفريق مئات المحامين المطالبين بالإفراج عن ناشطين اعتقلتهم السلطات خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة.
ونظمت التظاهرة بعد أسبوع من إعلان وزارة الإعلام السودانية أن قائد قوات الأمن أمر بالإفراج عن المتظاهرين المعتقلين.
وجاء هذا الاحتجاج الذي أقيم أمام مبنى المحكمة العليا في الخرطوم ضمن العديد من المظاهرات التي نظمها أعضاء مهن مختلفة من بينهم المدرسون والأطباء والصيادلة عقب دعوة جمعية المهن السودانية للانضمام إلى الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر.
واندلعت هذه المظاهرات، التي غالباً ما تضم المئات، بسبب ارتفاع أسعار الغذاء ونقص السيولة النقدية وتحولت بعد ذلك إلى مناهضة الرئيس عمر حسن البشير.
Leave a Reply