ديربورن –
دشنت مدينة ديربون خوض غمار ثاني عملية انتخابية بعد سقوط النظام الصدامي في صالة “أوكمان مانور” التي تقع على تقاطع شارعي ميشيغن وأوكمان حيث توافدت حشود من الناخبين للانتخاب من كل حدب وصوب رغم بعد المسافة ومشقة السفر في موسم الثلوج للادلاء بأصواتهم تعبيرا عن وطنيتهم ومساهمتهم في مستقبل بلدهم الجريح.
ومن خلال التجوال في القاعة لرصد أحداث الانتخابات المعبرة عن روح العراقيين الذي تغمرهم الفرحة بالانتخابات وهم يظنون انها تجلي بعض الصدأ الذي طرأ على قلوبهم المتعبة قد تكون محطة مزدهرة بالاحلام التي تحبو نحو الديمقراطية لتنظيف الهواء واستبداله بهواء آخر نقي لينعم بالمحبة والمساواة للفرد العراقي الذي أتعبته الحروب والمفخخات والموت والمحاصصة، ويفتحوا الطريق أمام عراق جديد يرفل بالعدالة التي يتمناها كل فرد عراقي.
شريف الشامي منسق الورشة والمدير المسؤول عن الانتخابات في منطقة ديربورن شرح طبيعة العمل في الانتخابات والمعضلات التي تخللته حيث قال “جرت الانتخابات بشكل إنسيابي في الأيام الثلاثة المخصصة للجالية” وأكد أن الجالية العراقية منظمة تلقائيا وتدعو الى الفخر.
وتابع الشامي “بين الحشود كان هناك شاب عراقي مولود في اميركا، أدلى بصوته معبرا عن وطنيته العميقة رغم صغر سنه، ورغم ان هذا الشاب لم ير العراق قط أثار حرصه على الانتخاب جواً وطنياً ودليلاً قاطعاً على أن العراقي يحمل العراق في وجدانه مهما مر به الزمن واغترب عن الوطن مثبتاً ان الفرد العراقي لايأبه للصعوبات ويطمح للافضل مهما كان الثمن.
وتابع الشامي بالقول “يأتون مرضى أو عاجزين عن المشي للادلاء بأصوتهم والتعبير عن شعورهم الوطني.. نحن سعداء بهذه الحشود المتوافدة الينا من العراقيين”.
الدكتور عبد الاله الصائغ وهو ناقد وإعلامي عراقي ووجه من وجوه الجالية المعروفة، ساهم في العمل الانتخابي بصفته مدير قلم ومشرفا في الانتخابات قال “انا متفائل جدا لهذه الخطوة العملية التي تضاء لنا بالعدالة الوضعية والسماوية معا! العدالة الارضية مطلوبة ومتوخاة، لا نقول ان الامور تسير كحد السيف بالعدالة ولكن نتأمل ان تضاء لنا بعض الامور، فنحن المثقفين في الخارج منسيون مظلومون من الداخل لا من الخارج لأن في الخارج النور كثيف والعدالة تلعب دورا عاليا هنا فنحن نتأمل ضوءا عاليا نستظل فيه”.
ولدى سؤال، صالح المحنة وهو ناشط عراقي عمل في اليوم الانتخابي رئيسا لقلم اقتراع ومستشاراً عن الصعوبات التي تواجه ادارة العملية الانتخابية، أجاب “واجهتنا بعض الصعوبات في العمل في بداية عملنا لان المفوضية العامة زودتنا بتعليمات متشددة في الوثائق فيجب على المنتخب أن يقدم وثيقتين عراقيتين وتدعم بأخرى أجنبية. لكن في اليوم الثاني من العمل تغيرت التعليمات لتسهيل مهمة الانتخاب للوافدين بجلب الجواز الاميركي والاثباتات المصدقة لديهم”.
وأبدى المحنة تفاؤله بسير العملية الانتخابية قائلا ان “الانتخابات شيء حضاري وإن رافقتها مشاكل أو لم ترافقها تبقى بحد ذاتها ظاهرة حضارية لأنها تؤسس للديمقراطية”.
من بين الناخبين التقينا محمد الحجار، وهو من النجف الاشرف، وقد أبدى بدوره رضاه التام عن الانتخابات، وقال “الصبغة الزرقاء (على الإبهام) هي خلاصة جهود ودموع ودماء الذين سبقونا في الصراع وهو صراع الحق ضد الباطل”! وتابع “هذه الجموع التي تجمعت الان ما هي الا ضمائر تتحرق بوجع العراق وتسجل تاريخا مزدهرا ولكي تؤدي حضورا في مهمة ريادية حضارية”.
كما كان بين المقترعين الناشط الدكتور صفاء المياحي الذي شدد على أهمية المشاركة في الانتخابات واعتبرها “فاصلة ومفصلية في آن واحد” وتمنى أن تنجح الانتخابات وأن يختار العراقيون “الشخص المناسب في المكان المناسب من اجل بناء عراق جديد وسوف نتنظر النتائج مكللة بالنجاح الرائع وتكون النخبة المنتخبة التي تمثل الشعب العراقي”.
ومن جهتها أبدت سميرة الزيادي، وهي ناشطة متميزة في مجال حقوق الإنسان العراقي وتمثل جمعية المرأة العراقية في المهجر، سعادتها بالحدث وأكدت “أنا أكثر من متفائلة بالعملية الديمقراطية التي جرت في اميركا وخاصة في منطقة ديترويت من خلال ما رأيت من الاقبال الشديد والروح الوطنية لدى العراقيين المغتربين هنا”. كما قالت انها متفائلة لانها ترى “ظاهرة جديدة هي انتخاب كافة الاديان والاطياف العراقية في آن واحد هذا يوحي بكسر عنق الطائفية وممن يدعون اليها. وكذلك ظاهرة الطفل العراقي الذي يمنع من التصويت فيبكي ويصرخ أريد أن انتخب العراق وهذا نموذج حي لضمير الشعب وانتمائه لأرضه المقدسة”.
ومن بين المشرفين على سير الانتخابات تحدث أبو مسلم الحيدر، وهو مدير مسؤول عن دورة انتخابية سابقة، وتولى رئاسة قلم اقتراع في الانتخابات الحالية، وقال الحيدر “واجهتنا بعض الصعوبات خاصة بسبب الإحساس الذي يهاجمنا من خلال عملنا كعراقيين مغتربين نحو المنتخب العراقي الذي يفقد اوراق ثبوتية عراقية وبصبر محاولين تسهيل المهمة المناطة لنا”.
ومن جهته قال عبد الحسين الركابي، وهو ناشط عراقي يعمل في الحقل السياسي، ان أيام الانتخابات كانت مناسبة احتفالية في داخل العراق وخارجه، وهنأ افراد الشعب العراقي الذي حرم من ظاهرة الانتخاب طيلة السنوات الماضية. وتابع بالقول “لم يحظَ الشعب العراقي بحق ممارسة الديمقراطية من قبل”، وأبدى الركابي غبطته بمستوى التعاون بين كافة الأطراف وقال “هنا كل افراد الطاقم العملي متعاونون فيما بينهم لإنجاح العمل الانتخابي، حتى المفوضية مع الاخوة الناخبين متعاونون وبحضور شبكات الاعلام والتلفاز العربي والاميركي وحضور ممثل لهيئة الامم المتحدة والجامعة العربية وآخرون من الفئات وكلهم أشادوا بشفافية الانتخابات الجارية للعمل الانتخابي”.
رئيس أحد أقلام الاقتراع فرزدق زهير زاهد، قال “تحية مني للشعب العراقي بكل أطيافه وارضه وانهاره وبساتينه الخضراء. الانتخابات تعني الحضارة العدالة الإلهية التي تعم على جميع البشر وخاصة العراقيين الذين عانوا من الويلات في الحروب والتشرد من بلد الى اخر” وأضاف “الانتخابات حق من حقوق الفرد العراقي يجب ان يقوم بممارستها لتقيم العدالة على الارض”.
وفي السياق ذاته قالت إقبال أبو شامة التي عملت كمسجلة للوثائق الخاصة بالمنتخبين “إنها مكأفاة سماوية جزاء صبرنا وتشردنا في البلدان النائية ونحلم في ظل عراق ينعم بكافة الاطياف الملونة والعدالة السماوية”.
كما قال علاء الأسدي، بعد الإدلاء بصوته، “أتمنى أن تقدم الانتخابات إفرازات جديدة ومتطورة تقدم الخير لأهل العراق وأن يحكم هذا الشعب الحاكم العادل الذي يزن الامور بميزان السماء فتنفتح العدالة السماوية على الارض”.
Leave a Reply