ديربورن – بحضور مسؤولين محليين ورسميين منتخبين، أقامت الجالية العربية الأميركية –مساء الخميس الماضي– حفلاً لجمع التبرعات لصالح حملة إعادة انتخاب الديمقراطية ديبي دينغل لعضوية مجلس النواب الأميركي، لولاية ثالثة، عن «الدائرة 12» في ميشيغن.
وقدّم الحفل –الذي أقيم في «مطعم لا بيتا» بديربورن– ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني الذي أشاد بالنائب التي تتمتع بعلاقات وطيدة مع الجاليات العربية والإسلامية في منطقة ديترويت، مستكملة بذلك، الإرث السياسي لزوجها عميد الكونغرس الأميركي السابق، النائب المتقاعد جون دينغل، الذي يحظى باحترام العرب والمسلمين الأميركيين بسبب مواقفه المشهودة في الدفاع عن قضاياهم.
وقال السبلاني: «مع أن ديبي تتواجد في الكونغرس منذ أربع سنوات تقريباً، إلا أنها كانت متواجدة في مجتمع جاليتنا منذ عقود، والأهم أنناً جميعاً نعلم بأن ديبي هي أختنا وصديقتنا قبل أن تصبح نائباً في مجلس النواب الأميركي». وأضاف: «قبل ذلك كله، كانت ديبي الضوء في حياة نائبنا الراحل جون دينغل، وعندما هاجم ترامب، جون، فقد شعرنا بالأذى أكثر من أي طرف آخر».
وأشار السبلاني إلى أنه، وبرغم الصداقة العميقة بين دينغل وبين مجتمع الجالية العربية الأميركية، إلا أن شرائح واسعة من العرب الأميركيين يختلفون معها في العديد من القضايا، مستدركاً بالقول: «لكن، عندما نختلف معها حول مسألة من المسائل، فهي تعطينا الوقت والمساحة للتعبير عن ذلك الاختلاف، وقبوله».
وتابع قائلاً: «ربما ننتقدها عندما لا نوافق معها حول قضية ما، ولكنها تعلم في نهاية المطاف، بأننا نحبها، ونعلم بالمقابل أنها تحب جاليتنا».
وحث السبلاني الناخبين العرب الأميركيين على التصويت لصالح النائب الديمقراطية في الانتخابات القادمة، كما شدد على ضرورة الإقبال الكثيف –يوم الثلاثاء القادم– على أقلام الاقتراع لاختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، بغض النظر عن خيارات الناخبين.
من جانبها، استهلت دينغل كلمتها بالإعراب عن عدم حبها لفعاليات جمع التبرعات الانتخابية، لاسيما خلال هذه الفترة التي تتسم بالتوتر ويتجنب فيها الناس اللقاءات العامة بسبب الخوف من فيروس كورونا، وقالت: «إنني فعلاً أكره هذا النوع من المناسبات، مثلما أكره فيروس كورونا».
وأشارت النائب الديمقراطية التي تمتد دائرتها الانتخابية من مدينة ديربورن حتى مدينة آناربر غرباً إلى أنها وأعضاء الكونغرس الآخرين كانوا يتحاشون المصافحة خلال الجلسات التشريعية في الآونة الأخيرة، وكانوا يتلامسون بأكواعهم بدل المصافحة بالأيدي، مضيفة: «ولكنني عندما عدت إلى ديربورن، وحضرت قبل عدة أيام حفلاً أقامته الجالية اليمنية الأميركية لجمع التبرعات لحملتي الانتخابية، وجدت نفسي أصافح وأحتضن الجميع.. ما أريد قوله هو أنه يجب علينا جميعاً أن نحذر من فيروس كورونا، ولكن.. أنتم عائلتي!».
وحول عدم التوافق الدائم مع الجالية العربية في منطقة ديترويت، أكدت دينغل أنها تأخذ بعين الاعتبار –على الدوام– مصالح ناخبيها، وفي مقدمتهم مجتمع الجالية العربية والإسلامية، مؤكدة بالقول: «علينا أن نكون قلقين مما يجري في لبنان وفي عموم الشرق الأوسط».
وكانت دينغل قد أثارت استياء الناشطين العرب الأميركيين بعد تراجعها –العام الماضي– عن دعم مشروع قرار يمنع إسرائيل من إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على اعتقال الأطفال الفلسطينيين، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف في سجون الاحتلال.
وحول الانتخابات التمهيدية، في 10 مارس، قالت دينغل: «في الانتخابات التمهيدية.. أنا حيادية، ولكنني لن أكون كذلك في الانتخابات العامة في نوفمبر القادم»، في إشارة إلى أنها ستدعم المرشح الديمقراطي الذي سيقابل الرئيس دونالد ترامب بغض النظر عن هويته.
وأشارت إلى أن «الخوف والكراهية» يعمقان الشرخ في المجتمع الأميركي، لافتة إلى الهجمات المتتالية التي تتعرض لها مجتمعات الأقليات الدينية، لا سيما اليهود والمسلمين، بقولها: «إن حرية المعتقد هي أهم ركيزة في ديمقراطيتنا، وهي تحت الاستهداف المتواصل».
وفي ختام كلمتها، شكرت دينغل الفعاليات العربية التي نظمت حفل جمع التبرعات لحملتها الانتخابية، وقالت: «لقد كان هذا دأبكم.. أشكركم من أعماق قلبي.. أنتم عائلتي التي أحبها وافتخر بها».
Leave a Reply