ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يعرف في ذاكرة الفلسطينين بـ”يوم النكبة” ذلك اليوم الذي صادف قيام دولة اسرائيل في 15 أيار (مايو) في العام 1984 والذي نتج عنه ترحيل وتشريد مئات آلاف الفلسطينين، فضلاً عن أثره في وجدانهم وذاكرتهم كواحد من أقسى الأيام في تاريخ العرب الحديث لدرجة تسميته بيوم النكبة.
وفي المناسبة الـ62 للنكبة، أقام “مكتب فلسطين” في ميشيغن لقاء بالمناسبة مساء السبت الماضي، في صالة فندق “حياة ريجنسي” في مدينة ديربورن، بحضور نشطاء وفعاليات اجتماعية وسياسية واقتصادية.
وتم في الحفل تكريم عضو الكونغرس الأميركي جون كونيورز المعروف بدعمه للحقوق الفلسطينية، والناشطة المعروفة بتأييدها للحقوق المدنية للشعب الفلسطيني بتسي بارلو، والدكتور مازن الخالدي.
وكانت بارلو قد دافعت عن الفلسطينيين سواء أولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، أو الذين يقطنون في المخيمات تحت ظروف بائسة منذ أوائل الخمسينات. وأسست جمعية “أصدقاء السبيل في أميركا الشمالية” في هذا المجال. وقالت بارلو “إنه من المحرج أن الكثيرين من الأميركيين لا يعرفون ما يكفي عن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي”.
أما الدكتور الخالدي فقد أمضى حياته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقد استطاع من خلال عمله كطبيب أن يوفر الكثير من المتطوعين الإخصائيين والمساعدات الطبية للمرضى والمحتاجين من الفلسطينيين.
وكان المتحدث الرئيسي في الحفل الصحفي الإعلامي المعروف، مراسل إذاعة الـ”بي بي سي” الإعلامي آلان هارت، المتابع لتطورات الصراع العربي الإسرائيلي منذ 40 أربعين.
هارت انتقد في كلمته الصهونية، لكن بعيدا عن معاداة السامية، وقال “من وجهة نظري فإن أولئك الذين ينكرون فداحة النكبة لا يختلفون عن الذين ينكرون محرقة الهولوكست التي قام بها النازيون ضد اليهود”.
وأضاف “أن الكونغرس لن يكون بمقدوره إنهاء الإحتلال الإسرائيلي حتى يدفع عدد كاف من الأميركيين باتجاه ذلك”. وشدد هارت “عندما يريد الأميركيون إنجاز شيء ما، فهم قادرون على إنجازه، هذه هي الطريقة التي يعمل فيها النظام”، وقال “إنه عندما يتوافر عدد كاف من الأميركيين فإن الكونغرس يحسب حساب أصواتهم في الانتخابات، ولذلك فهو لا يستطيع أن يتجاهل تطلعاتهم”.
وبحسب هارت فإن الشعب الأميركي لا يطالب الكونغرس بانهاء الاحتلال، لأن الأميركيين عموما لا يعرفون ما يكفي عن تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وطالب الزميل أسامة السبلاني، ناشر صحيفة “صدى الوطن” بضرورة تثقيف الناس حول الاحتلال الاسرائيلي ومعاناة الفلسطينيين جراء ذلك الاحتلال، وشجع الحضور على أن ينشطوا في هذا المجال.
وقال السبلاني إن الناس يمكنهم المشاركة بطرائق عدة، منها التبرع لـ”مكتب فلسطين” في ميشيغن لكي يستطيع متابعة المسيرة التي يقوم بها، والتي من الضروري استمرارها. أضاف “هنا في ميشيغن نحن أكبر تجمع للجاليات العربية في الولايات المتحدة، ويجب أن يكون لدينا على الأقل مكتبا فلسطينياً بعشرين موظفا يعملون على مدار الساعة من أجل التعريف بقضيتنا والتواصل مع أكبر عدد ممكن من الناس.. بل علينا أن نتواصل مع الجميع فردا فردا”.
وناشد السبلاني الحضور من أبناء الجاليات اللبنانية والعراقية واليمنية والمصرية أن يتبرعوا لـ”مكتب فلسطين في ميشيغن” لأن من شأن ذلك أن يساعد المكتب بالاستمرار في عمله ووجوده.
ومن جهته رأى الناشط جورج عواد “أن مزيدا من الضغط يجب أن يوضع على الإدارة الأميركية لتعمل باتجاه إنهاء الصراع”. وقال “لا أظن أن الولايات المتحدة جاهزة لاتخاذ خطوات عملية لدعم عملية السلام، وكون الأمور على هذا المنوال، فأظن أن السلام مازال بعيدا”.
وأضاف “على النشطاء في مجال الحقوق الفلسطينية المتابعة في بذل جهودهم، لتظل مسالة الحقوق الفلسطينية في الواجهة وعلى المسرح العالمي”.
ورأى المدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي)- فرع ميشيغن عماد حمد “أن الولايات المتحدة قوة عظمى وباستطاعتها لجم اسرائيل”، واضاف “ولكنها بدلا من ذلك تقدم دعما غير محدود لإسرائيل التي لن تستطيع المحافظة على قوتها لولا دعم إدارة الرئيس باراك أوباما”.
واختلفت وجهة نظر الناشط في مجال الحقوق الفلسطينية صافي طه الذي رأى أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى الولايات المتحدة لإنجاز السلام بقدر ما هم بحاجة لمساعدة الدول العربية المجاورة لفلسطين الذين يمكن أن يشكلوا القوة الضاغطة في حال اتحادهم.
للتبرع لـ”مكتب فلسطين” في ميشيغن يمكن الاتصال على الرقم: 313.945.9660
Leave a Reply