ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شهد “المركز الإسلامي في أميركا” في ديربورن، مساء الثلاثاء الماضي، اجتماعاً ثانياً لشخصيات اجتماعية وسياسية ودينية، إسلامية ومسيحية، من أصول عربية وغير عربية، تقدمها رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي ورئيس شرطة المدينة رونالد حداد ومسؤولين عن شريف مقاطعة وين، لمناقشة جدول النشاطات والفعاليات التي من المقرر إجراؤها يومي الخميس (21 نيسان) والجمعة (22)، في إطار الرد على زيارة القس المتعصب تيري جونز إلى مدينة ديربورن، ودعوة “تنظيم التنين” إلى التظاهر ضد “الإسلام الراديكالي” و”تطبيق قوانين الشريعة في ديربورن”.
وسيحفل يوما الخميس والجمعة المتزامنين مع يوم التظاهرة (22 نيسان) ببرنامجين واسعين من النشاطات والفعاليات يهدفان الى إظهار “وحدة مجتمع المدينة وتماسك وتعاضد مكوناته الدينية والعرقية”.
وفي الاجتماع، أخبر رئيس البلدية أورايلي المجتمعين بأن “تنظيم التنين” لم يتقدم حتى ساعتها لاستصدار إذن رسمي بالتظاهر، ورجح أن يقيم التنظيم تظاهرة أمام مبنى البلدية، حيث توجد في نطاقه منطقة لا يحتاج التظاهر فيها إلى إذن مسبق من السلطات.
وعلمت “صدى الوطن” أن بعض المسؤولين الحكوميين في المدينة يحاولون الاتصال مع أعضاء التنظيم وإقناعهم بعدم جدوى التظاهر وبالتالي عدم القدوم إلى المدينة، من خلال تفنيد وتكذيب المزاعم التي تدعي أن مدينة ديربورن تحكمها قوانين الشريعة الإسلامية أو قوانين غير الدستور الأميركي وقوانين المدينة.
ولم تتأكد لـ”صدى الوطن” ردود أفعال أعضاء التنظيم، فيما إذا كانوا قد قرروا العدول عن قرارهم بالتظاهر، أم أنهم مازالوا يصرون على تنفيذ التظاهرة.
ولكن المرجح أن القس جونز مايزال مصراً على زيارة مدينة ديربورن والتظاهر فيها، رغم عديد الرسائل والتمنيات التي أرسلت إليه وطالبته بالعدول عن قراره.
وفي هذا الخصوص، أكد أورايلي “أن جونز لا يستطيع التظاهر في حرم المركز الإسلامي، لأن التظاهر في ملكية خاصة يحتاج إلى إذن من أصحاب الملكية”. وأضاف “كما أننا لن نسمح لسيارات وسائل الإعلام التلفزيونية بعرقلة حركة السير”.
ونوه أورايلي إلى أن القس جونز أشار في إحدى تصريحاته بأنه سوف يأتي إلى المدينة مسلحاً، وقال في هذا الخصوص “قوات الشرطة ستكون متواجدة، وكذلك عناصر الـ”أف بي آي” وسوف تقوم باعتقاله إذا قام بأي تصرف يخالف القانون”.
وشدد أورايلي، أنه في حال قررت مجموعات في ديربورن إقامة مظاهرة مضادة ومنددة بتظاهرة جونز وجماعته، فعلى الجميع احترام القانون، ومن الطرفين. داعياً في الوقت ذاته إلى الانتباه والوعي وتجنب الاحتكاك والاستفزاز الذي قد يستخدمه جونز، لجلب الانتباه، أو لإثارة شهية وسائل الإعلام.
وفي هذا الخصوص، قال ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني: “نحن لسنا هنا لنناقش ما الذي يجب على سلطات المدينة أن تفعله، إننا هنا لنناقش ما يجب أن نفعله نحن. إن الداعين إلى التظاهر لهم حقوق يكلفها الدستور، ونحن أيضا مواطنون ولنا حقوق يكلفها الدستور، ويجب علينا مناقشة أفضل الطرق للرد على هذه الزيارة العدائية ودعوة “تنظيم التنين” إلى التظاهر في مدينة ديربورن”.
وأضاف السبلاني “علينا ألا نقلق من تسلحه، وعلينا وضع برنامج يظهر للأميركيين وحدتنا وتسامحنا ومواطنيتنا، ولتقم السلطات المسؤولة بعملها، وفق ما يقتضيه القانون الذي نخضع له جميعا لحمايتنا”.
وكان ملاحظاً غياب أئمة بعض المساجد الإسلامية في ديربورن، كمسجدي “السلام” والـ”مركز ديترويت الإسلامي” و”مسجد ديكس”، وقال الناشط علي بلعيد في هذا الخصوص: “إن المركز الإسلامي ليس هو المقصود بذاته، بل رمزاً لجميع المؤسسات الدينية في المدينة”. ورأى بلعيد أنه “من الضروري أن تتم دعوة أئمة تلك المساجد وإشراكهم في هذا النقاش، لأن المسألة تعني الجميع”.
وشكر إمام المركز الإسلامي السيد حسن القزويني الحاضرين على جهودهم المبذولة في سياق تظهير موقف موحد لمجتمع مدينة ديربورن ولتضامنهم مع ما يتعرض المركز الإسلامي جراء الدعوات إلى التظاهر أمامه، وقال: “أشكر القيادات الروحية المسيحية التي أظهرت تضامنا واضحا وفاعلا، وآمل أن يتوافدوا يومي الخميس والجمعة لتكتمل الصورة الصحيحة”.
وأضاف “بعد أحداث ١١ أيلول طولب رجال الدين المسلمين بالقول إن تلك الهجمات الإرهابية تتنافى مع المبادئ الإسلامية، ونحن اليوم نطالب رجال الدين المسيحيين أن يقولوا لجميع الأميركيين إن دعوات جونز إلى حرق القرآن تتنافى مع مبادئ الدين المسيحي.. ونطالبهم أن يعلنوا للجميع أن تيري جونز لا يمثل المجتمع المسيحي”.
Leave a Reply