سويدان يدعو العرب الى الإنتخاب بكثافة لصالح تمثيلهم في مجلس «كريستوود» التربوي
خاص «صدى الوطن»
أعطى تعيين حميد سويدان في آب (أغسطس) الماضي عضواً في مجلس إدارة مدارس منطقة «كريستوود» التعليمية في مدينة ديربورن هايتس العرب لأول مرة، تمثيلاً في مجلس المنطقة التعليمية التي يشكل الطلاب العرب فيها أكثرية متزايدة في مدارسها تفوق الـ٦٠ بالمئة.
جانب من جلسة مساءلة سويدان بعد تصريحاته لـ«صدى الوطن» |
ولكن سويدان الذي يسعى للاحتفاظ بمنصبه عبر أصوات الناخبين في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، ووجه الأسبوع الماضي بـ«عين حمراء» من قبل المجلس الذي عينه بعد سلسلة مواقف أطلقها في مقابلة مع «صدى الوطن» نشرت في القسم الإنكليزي من العدد الماضي (١٣٩٣) وخصص لها المجلس جلسة تحقيق مع سويدان الذي رد على كل الأسئلة مطالباً بعدم تأويل النص.
وفي حال فوز سويدان في الإنتخابات سيتمكن الطلاب والأهالي والمعلمون العرب من الدفاع عن حقوقهم في مدارس «كريستوود» والتي كانت عرضة لتجاوزات خلال المرحلة السابقة إن لناحية إهمال تعليم الطلاب ثنائيي اللغة أو عدم توظيف المعلمين العرب في مدارس «كريستوود» والتي يشكل الطلاب العرب أغلبية واضحة فيها.
كما يمكن للعرب الحصول على مقعدين في المجلس التربوي المشرف على هذه المدارس في حال فوز المرشحة زينب حسين التي تنافس على مقعد مختلف في المجلس نفسه الذي يضم سبعة أعضاء.
ويراهن سويدان على كثافة إقبال الناخبين العرب في الإنتخابات المقبلة لاسيما بعد تلمسهم أهمية مشاركتهم في صناعة القرار في منطقة «كريستوود».
والجدير بالذكر أن سويدان كان قد تخرج من ثانوية «كريستوود» في العام 2004، وله سيرة مهنية لافتة، رغم صغر سنه، فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في التواصل اللغوي من جامعة «واين ستايت»، وشهادة محاماة من كلية «توماس كوولي» للحقوق في لانسنغ ويعمل حالياً على التقديم لامتحان مزاولة المحاماة (بار).
وقد أثارت تصريحات سويدان لـ«صدى الوطن» غضب أعضاء في المجلس التربوي في مقدمتهم رئيسته دونا آنسينيك، حيث طالب بضرورة إجراء إصلاحات شاملة ليس فقط لتمثيل ملائم للعرب في مدارس «كريستوود».
وأضاف سويدان أنه منذ أن شغل منصبه في مجلس إدارة المدرسة شعر في الأشهر الأخيرة العديد من التغيرات السلبية والإيجابية». وأوضح أن الجسم الطلابي والهيئة الإدارية المتألفة من ثقافات متنوعة، كانت متعاونة وحاضرة للعمل سويا حتى أثناء أحداث «11 أيلول»، عندما كان طالباً في الثانوية. لكن الآن، وفقا لسويدان، فهو يتحدث عن بدء تلاشي الوعي الثقافي والتسامح.
وقال سويدان «فيما يخص المناهج التعليمية فإنها تسير في الإتجاه الصحيح لكن في الآونة الاخيرة شعرت بالصدمة بسبب وجود فجوة ثقافية كبيرة بين الطلاب وظهر هناك تفريق بين الطلاب البيض والعرب.. لم يكن الأمر على هذا النحو عندما كنت تلميذا هناك». وتابع «كان هناك دائما حوار مفتوح، نشاطات وندوات تعليمية تحصل بين جميع الطلاب و أثناء أحداث «11 أيلول» تم التعامل معها بشكل جيد ولم تحدث أي حالة تفرقة تذكر. أتمنى أن يكون هناك بوابة أمل للعودة إلى تشجيع الطلاب على التسامح والمشاركة والرجوع إلى الأجواء التي كانت سائدة في السابق».
لم يكن سويدان الشخص الوحيد الذي شعر بهذا التمييز بين الطلاب حيث أن المنطقة التعليمية شهدت خلال الصيف تصاعداً في مطالبات الأهالي لتحقيق الخدمات الأكاديمية اللازمة لاسيما للطلاب العرب ثنائيي اللغة، حيث أعرب الأهالي عن إستيائهم حيال النقص في البرامج التعليمية لهؤلاء الطلاب رغم أن القانون يلزم المنطقة التعليمية بتأمين هذه الخدمات (صفوف «إي أس أل») وفق المخصصات المالية من حكومة الولاية والحكومة الفدرالية.
وقد أثمرت ضغوطات الأهالي عن تعيين سويدان كما باشرت وزارة التربية والتعليم الأميركية النظر في معالجة الأسباب الداعية للإحتجاج.
وفق برنامجه الإنتخابي، يعتبر سويدان أن المشكلة الأساسية التي يريد معالجتها هي الإسراف في الإنفاق الحاصل في المنطقة التعليمية والذي قد ينعكس عجزاً في ميزانيتها في السنوات القادمة. وأورد سويدان مثالاً على ذلك طرحه علامات استفهام حول نظام تكييف تم تركيبه بكلفة ٣٢ ألف دولار في حين أن فتح المجال لعروض منافسة كان سيؤدي الى تكلفة أقل بكثير، وأكد أنه «بتوفير تلك الأموال التي تهدر يمكننا صرفها على مشاريع أخرى تساعد على تطوير النظام التعليمي».كما قال سويدان إنه سيسعى الى تحديث وترميم بعض المباني المتقادمة والتي فشل المجلس في تجديدها عبر السنوات الماضية.
ويبدي أيضا رغبته في العمل على النظام الغذائي في المدارس إذ سوف يسعى لتقديم الوجبات المدرسية «الحلال» للطلاب، بالتعاون مع الأهالي. كما طالب سويدان الناخبين في ديربورن هايتس الى دعم المرشحة العربية زينب حسين مما سيثبت وجود المجتمع العربي بقوة خلال ممثليه في المجلس التربوي.
وختم سويدان مقابلته مع «صدى الوطن» بالقول يجب أن يكونوا العرب يدا واحدة في هذه المنطقة لتأكيد حضورهم.
وجاءت مقابلة سويدان بعد سلسلة خطوات أقدم عليها في المجلس مقدماً رؤاه الخاصة، وهو ما اعتبره بعض الأعضاء تجاوزاً للمجلس الذي عيّنه في منصبه.
ويقول أحد الناشطين في الوسط التربوي في «كريستوود» إن المجلس أراد سويدان «دمية يتحكم فيها.. وهذا ما أثار حنق أعضاء حاليين استدعوه الأسبوع الماضي لمساءلته عما ورد في مقابلته مع «صدى الوطن».
وفي الإجتماع الذي أصر سويدان على أن يكون مفتوحاً للعموم اكتظت القاعة بالناشطين والأهالي العرب المؤيدين لسويدان، تمحورت مساءلة رئيسة المجلس آنسينيك حول عدة نقاط لم تتسم بالجدية المتوقعة، والتي بردها الحضور العربي الكثيف في القاعة. وقال آنسينك إن المقال يتضمن العديد من «الأكاذيب» وشككت بقول الصحيفة أن سويدان كان رئيساً للصف الثاني ثانوي في «كريستوود»، فكان الرد بكل وضوح بأنه ترأس بالفعل الصف الثاني. ثم تابعت آنسينك أن سويدان، في المقابلة، انتقد المشاكل التربوية التي يعاني منها الطلاب العرب و«هذا لم يكن رأيه عندما تم تعيينه» حسب آنسينك «فهو كان موافقاً على عمل المجلس التربوي».
أيضاً آنسينك تحدثت عن كلام سويدان حول دعمه للمرشحة زينب التي تنافسها على مقعدها رغم أنها وافقت على تعيين سويدان الذي «يسعى بكل قوته» لهزيمتها.
Leave a Reply