تستعد الجالية العربية في منطقة ديربورن وديربورن هايتس، كسائر الأميركيين، لخوض استحقاق الانتخابات التمهيدية في السابع من آب (أغسطس) القادم، والتي تشهد سباقات محلية هامة، يخوضها مرشحون عرب مميزين للحصول على منصب قاض في محاكم ديربورن وديربورن هايتس ومقاطعة وين، والمرشحون هم تباعاً المحامي سالم سلامة والقاضي ديفيد طرفة، والمحامي عادل حرب.
وتتميز هذه الانتخابات التمهيدية التي ستسبق الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بأهمية توقيتها في ظل استمرار موجة “الإسلاموفوبيا” والانتفاضات الشعبية العربية التي ساهمت في ضخ الحياة في الشارع العربي من الخليج الى المحيط ومنه الى قلب ديربورن، وفي وقت تحتاج فيه الجالية العربية على تأكيد تماسكها وتكاتفها للحفاظ على حقوقها ومكتسباتها وبلورة دورها في المشاركة في صناعة القرارات.
ولكن من المستغرب أنه مع كل ما تحمله هذه الانتخابات من دلالات، نرى البعض من أبناء الجالية “لا يطلعون” من “نظرية الاستهزاء” بها جاهلين تماماً بأهميتها.
أيام قليلة تفصل الناخبين عن تسجيل أصواتهم لجولة الانتخابات التمهيدية، حيث حدد تاريخ ٩ تموز (يوليو) الجاري كحد أقصى للتسجيل ولكن الكثيرين من أبناء الجالية العربية ممن يحق لهم التصويت لم يحركوا ساكناً. ولدى سؤالنا لعينة عشوائية من الناخبين العرب المحتملين تبين أن هناك نسبة كبيرة ممن لا يرون في الانتخابات أي أهمية تدفعهم الى التوجه لصناديق الاقتراع. وترفع هذه النسبة بمعظمها شعار “صوتنا لن يقدم ولن يؤخر”، أحد هؤلاء يسأل مستهزئاً “أية انتخابات اتركني بحالي فهمّي يكفيني”.
الأمر نفسه ينطبق على أحمد، من ديربورن هايتس. ورغم أن سكان المدينة يبدون وعياً انتخابياً عال نسبياً إلا أن أحمد الذي انتقل الى العيش فيها مؤخراً يقول “العملية كلها لا تستاهل” ويقول بثقة العارف “النتيجة معروفة.. هي نفسها منذ سنوات”.
نبيل، من ديربورن، يستشيط غضباً من هذه العينة من العرب الذين لا يعرفون “وين الله حاطتهم”، ويقول “هؤلاء ينتقدون العملية الانتخابية التي يجهلون أهميتها تماماً ويتخلون عن أبسط حقوقهم كمواطنين بدون أي سبب مقنع”.
ويقول المهندس سعيد محمود (من ديربورن) “التصويت مهم بالنسبة للعرب في العملية الانتخابية وهو مؤثر في مستقبل الجالية”، داعياً الى التوجه بدون تردد الى صناديق الاقتراع “لدعم المرشحين الملائمين لتحقيق مطالب الجالية وطموحاتها”.
أما كنان قدور المقيم في ديربورن هايتس، فيستعد للانتخابات في كل عام ويقول “أنتظرها لأني أعرف قيمة صوتي، الذي سأعطيه هذا العام للقاضي ديفيد طرفة الذي أثق به كثيراً وهو يعبر عن طموحاتنا”. وأضاف: بالنسبة لباقي المرشحين فأنا أنتظر نشرة “أيباك” السنوية لأقرر في السباقات الأخرى”.
ومن جهته، يقول علي (٣١ عاماً)، وهو صاحب مصلحة تجارية في ديربورن، “حتى لو لم تكن تؤمن بأن صوتك سيغير نتائج سباق ما، إلا أن مجرد تسجيله نصر شخصي لك ولجاليتك عموماً”. وأضاف ساخراً “بعد كل هذا الاستهزاء هناك من يتساءل لماذا لا يتوجه الرئيس الأميركي للناخب العربي ويقف على همومه”.
والجدير بالذكر أن الناخبين العرب المسجلين للتصويت في مدينة ديربورن يتجاوزون الـ1٨ ألف صوت على أقل تقدير، أما في ديربورن هايتس فيتجاوزون الستة آلاف. وفي حال سجلت نسبة إقبال جيدة فإن ذلك سيكون كافياً لوضع الثقل العربي على الخارطة السياسية بقوة قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستكون ولاية ميشيغن حاسمة فيها، حسب بعض المراقبين.
Leave a Reply