ليفونيا – علي حرب
أحيت الجالية الفلسطينية في منطقة ديترويت مناسبة «يوم الأرض» من خلال مهرجان إحتفالي أقيم يوم الأحد الماضي في قاعة كنيسة «سانت ماري» بمدينة ليفونيا، في حين سيقام احتفال آخر بالمناسبة يوم الأحد ٦ نيسان (أبريل) في قاعة «سيفيك سنتر» بمدينة ديربورن.
و«يوم الأرض» هو احتفال سنوي يحييه الفلسطينيون في 30 آذار (مارس) من كلّ سنة، وتعود أحداثه لعام 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عمّ اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة شهداء وإصابة واعتقال المئات.
الناشط الفلسطيني محمد عبدالسلام |
البروفسور رون ستوكتون |
المحافظ بوب فيكانو (عدسة نافع أبوناب) |
وعلى هامش الإحتفال في ليفونيا، قال بروفسور العلوم السياسية في «جامعة ميشيغن-ديربورن» د. رون ستوكتون، لـ« صدى الوطن» إن «يوم الأرض» يشبه «مجزرة بوسطن» التي ارتكبها الجنود البريطانيون بحق خمسة مدنيين عزل عام ١٧٩٠، ما مهّد الطريق نحو الثورة الأميركية ضد التاج البريطاني، وقال «إنها ذكرى تحمل نفس المعاني الرمزية».
وعن مفاوضات السلام المتعثرة، قال ستوكتون خلال إحتفال «سانت ماري»، «إن الطريق الأوحد نحو السلام هو بإنسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية (١٩٦٧)، وعودة اللاجئين الفلسطينيين أو التعويض عليهم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».
وشارك في الحفل الذي نظمته «النجدة» كل من النائب في كونغرس ميشيغن رشيدة طليب (ديمقراطية عن ديترويت)، ومحافظ مقاطعة وين الديمقراطي روبرت فيكانو، بحضور ٤٠٠ شخص حسب المنظمين. وفي كلمته، شدد فيكانو الذي لم يحسم بعد ترشحه للاحتفاظ بمنصبه، على أهمية دور المهاجرين في أميركا، أما طليب، التي تسعى للفوز بمقعد في مجلس شيوخ الولاية، فقد أعربت عن فخرها بجذورها الفلسطينية وسردت قصص كفاح أهلها تحت الإحتلال، معتبرة أن طاقتها السياسية وعزمها على النضال ضد اللامساواة الإقتصادية في أميركا، يعودان الى ملامستها عن كثب لمعاناة وطنها الأم فلسطين الذي يعيش «مأساة حقيقية».
منظم الحفل وأحد مؤسسي جمعية «النجدة»، محمد عبد السلام، قال إن إقامة المهرجانات والإحتفالات الفلسطينية في المجتمع المحلي، تساعد في عرض القضية الفلسطينية على الأميركيين ليعرفوا حقيقة ما يجري.
وقد تأسست جمعية «النجدة» كمنظمة وطنية غير ربحية في أميركا عام ١٩٧٨، ولكن بعد عقدين من جمع التبرعات وتمويل المشاريع الخيرية للشعب الفلسطيني بدأت نشاطاتها تذبل في عام ١٩٩٨ حسب عبد السلام، الذي قال أيضاً «إن النشاط الفلسطيني عموماً في الولايات المتحدة أصيب بنكسة بعد «إتفاقية أوسلو» عام ١٩٩٣ بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، وهي الإتفاقية التي وعدت بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والتي أدت الى انقسام الفلسطينيين وإصابة الكثيرين منهم بالإحباط».
وأضاف عبد السلام إن إتفاقية أوسلو كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للنشاط الفلسطيني في الولايات المتحدة، لأنها أدت عملياً الى تقسيم الجالية الفسطينية بين مؤيد للاتفاق ورافض له، وأردف أن معظم الذين خاضوا في مجال النضال الوطني الفلسطيني كانوا يركزون جهودهم واهتماماتهم نحو فلسطين، وتابع «ظنّ معظم الناس أن وجودهم مؤقت لأن الدولة الفلسطينية ستقوم وسوف يرجعون الى وطنهم.
واستعرض عبد السلام الغضب الفلسطيني وعدم وجود قيادة حقيقية في أميركا إلى درجة أن الإعتداء الإسرائيلي على غزة عام ٢٠٠٨ تزعمت التظاهرات ضده مؤسسات لبنانية، وأضاف «لقد أصبحت النشاطات الفلسطينية في الخارج خاضعة لمبادرات شخصية لا مؤسساتية».
وقال الناشط الفلسطيني لـ«صدى الوطن» إنه يسعى الى إعادة تفعيل دور جمعية «النجدة» انطلاقاً من الحفل الذي أقيم في ليفونيا والذي ساعد المنظمة على إعادة التواصل مع أبناء الجالية، «كما ساعد الفلسطينيين الأميركيين على التواصل مع ممثليهم المنتخبين كرشيدة طليب وروبرت فيكانو». واعتبر عبد السلام أنه من «المؤسف» إقامة إحتفالين بـ«يوم الأرض» بدلاً من إحتفال واحد مركزي موحد للجالية الفلسطينية، خاصة وأن الجالية لم تحيي ذكرى النكبة في العام الماضي.
يذكر أن الإحتفال الثاني سيقام عند الساعة الخامسة من مساء الأحد المقبل في قاعة «سيفيك سنتر» بمدينة ديربورن، وذلك بتنظيم من نشطاء فلسطينيين من بينهم حسن نعواش، وسيكون المتحدث الرئيسي، الدكتور سلمان أبو ستة، وهو مؤرخ مختص بقضايا اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، كما سيتخلل الحفل شهادات لفلسطينيين قادمين من تحت وطأة الإحتلال في الضفة الغربية.
الناشطة الفلسطينية دعد قطاطو، إحدى منظمي مهرجان ديربورن أكدت لـ«صدى الوطن» أن الإحتفال بـ«يوم الأرض» هو تذكير بأن «الشعب الفلسطيني لن ينسى أرضه أبداً». وأضافت قطاطو أن القضية الفلسطينية جامعة لكل العرب من مختلف توجهاتهم السياسية، غير أنها أبدت عتبها من إحجام الجالية العربية في منطقة ديترويت عن المشاركة في الفعاليات الفلسطينية، وأضافت «حتى بعض الناس لا يريدون دفع ثمن التذكرة مع أنها بالكاد تغطي نفقات الإحتفال.. لكني آمل أن أرى الجميع يوم الأحد يشاركوننا القضية بقلب واحد».
Leave a Reply