ديربورن – «صدى الوطن»
في احتفال تقليدي دأبت الجالية على إحيائه منذ أكثر من عقدين، أقامت لجنة «قانا الجليل» بالتعاون مع كونغرس المؤسسات العربية–الأميركية، الذكرى السنوية لمجزرتي قانا الأولى والثانية اللتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدواني «عناقيد الغضب» (١٩٩٦) و«حرب تموز» (٢٠٠٦).
وأقيمت المناسبة في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن، يوم الأحد ٢٢ نيسان (أبريل) الجاري، تحت عنوان: «كي لا ننسى».
وكانت إسرائيل قد قصفت في 18 نيسان (أبريل) 1996 مركزاً تابعاً لقوات الأمم المتحدة (يونيفل) بعد لجوء المدنيين إليه مما أدى إلى استشهاد 106 أشخاص معظمهم من النساء والأطفال الذين من بينهم عبد المحسن وهادي بيطار، وهما طفلان لأسرة عربية أميركية تعيش في مدينة ديربورن، كانا في زيارة لبيت جدهما في صيف ذلك العام.
وارتكبت إسرائيل مجزرة ثانية في قانا يوم ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٦، أسفرت عن استشهاد ٥٥ شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.
قدم للحفل الزميل علي منصور، مستذكراً بعبارات وجدانية الشهيدين، هادي وعبد المحسن بيطار (٨ ،٩ سنوات)، وقال «لا نريد للزمن أن يعود ولا نريد للغياب أن يطول. هناك في عيون المساء سماء لا تنام منذ سنين، تغزل الدمع قميصاً لهادي ورداء لعبد المحسن. لا تخافوا يا أحبتي من برد نيسان. نسيم الربيع حل ضيفاً خفيفاً ذات عام.. لن يطالكم مكروه».
من جهته، أكد ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني على ضرورة الاستمرار والالتزام بإحياء الذكرى السنوية للمجزرتين للتذكير بعدوانية إسرائيل وغطرستها، وقال «إذا نسينا ما حدث، فسوف تتكرر المأساة مرة أخرى».
وذكر السبلاني كيف استغلت إسرائيل المحرقة اليهودية وجعلت منها حجة للاعتداء على العرب والاستيلاء على أرض فلسطين بينما كان الغرب هو المسؤول عن المحرقة وليس العرب، داعياً أبناء الجالية الى التوحد والعمل سوياً من أجل مستقبل أفضل لأولادنا ولجاليتنا.
وأشاد السبلاني بالعائلات العربية الأميركية التي واظبت على اصطحاب أبنائها إلى الجنوب اللبناني «كي ترشدهم وتذكرهم بالعدو الحقيقي للإنسانية في العالم»، موجهاً في السياق ذاته «تحية من قلب مدينة ديربورن إلى قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصرالله قائد المقاومة»، والذي وصفه بأنه «صانع عزتنا وكرامتنا».
بدوره، ألقى رئيس محكمة ديربورن القاضي سالم سلامة كلمة أكد فيها على حق المقاومة وأهمية الاستمرار في إحياء ذكرى قانا التي شرعت باب الانتصارات منذ 1996 مروراً بتحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وصولاً إلى انتصار تموز في 2006.
كما ألقى الحاج أمين يحيى –من «حركة أمل»– كلمة عبر فيها عن تعاطفه مع عائلات شهداء قانا، مثنياً على «قيادة الرئيس نبيه بري الواعية والحكيمة».
وكانت بين المتحدثين كاتيا بيطار، شقيقة الشهيدين هادي وعبد المحسن، حيث ألقت في كلمة مؤثرة عن مشاعر عائلتها جراء فقدان أخويها.
وفي الختام ألقى الشيخ ابراهيم ياسين كلمة أدان فيها جرائم العدو الإسرائيلي بحق الإنسانية جمعاء وشدد خلالها على أهمية المشاركة في العملية السياسية في لبنان من خلال الانتخابات النيابية التي سمحت باقتراع المغتربين.
Leave a Reply