ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت المؤسسات والفعاليات العربية والإسلامية مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى العاشرة لتحرير الجنوب اللبناني التي صادفت يوم الثلاثاء الماضي 25 أيار (مايو)، في صالة نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي، في مدينة ديربورن.
وكان الملصق الإعلاني الخاص بالمناسبة قد حمل شعار “العيد العاشر للمقاومة والتحرير” مضافاً إليه عبارة “10/10” في إشارة واضحة إلى النصر الكامل الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية، مضافاً إليه حسن أدائها السياسي في استثمار ذلك النصر على المستوى الداخلي.
وهنأ قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق اللبنانيين بهذه المناسبة “التي تعتبر عيدا وطنيا لجميع اللبنانيين، والاحتفال بها دليل على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية ضد جميع التهديدات”.
ونوه طوق بالتزام الدولة اللبنانية وبموقفها الذي يتكرر على لسان الرؤساء الثلاثة بالقرارات الدولية ومنها القراران 1701، و1425 رغم الانتهاكات الإسرائيلية اليومية.
وقال طوق: “أؤكد أننا كدولة لبنانية وكقنصل بأننا رغم التهاويل والسيناريوهات المتوقعة، فإن اللبنانيين سيذهبون إلى لبنان هذا الصيف، وهذا دليل على أن لبنان هو بلد الحياة، وأن لا شيء يثني اللبناني عن زيارة بلده”.
ووجه طوق “تحية لشهداء المقاومة والمدنيين الذين سقطوا إثر الاعتداءات الإسرائيلية والذين لولا تضحياتهم ما كنا موجودين هنا ونحتفل بعيد التحرير بعد 10 سنوات من ذلك اليوم المشهود.. رغم أن بعض أجزاء الوطن ماتزال تحت الاحتلال ومنها مزارع شبعا”.
ورحب عريف الحفل طارق سعد من “نادي الجيل الجديد” بالحضور منوهاً بمكانة “يوم المقارمة التحرير” في وجدان اللبنانيين وضمائر الوطنيين والمقاومين الذي استطاعوا دحر الجيش الإسرائيلي بدون قيد أو شرط.
واعتبر الشيخ باقر بري، الذي ألقى كلمة الشيخ عبداللطيف بري إمام المجمع الاسلامي الثقافي، يوم التحرير عيدا وطنيا ويوما تاريخيا في حياة العرب والمسلمين، وأنه “ذكرى مضيئة تذكر بسواعد أبطالنا الذين هم فئة قليلة آمنت بربها وآمنت بوعده.. فاستطاعت تحطيم مقولة الجيش الذي لا يقهر، ودحرته، فانسحب تلاحقه الهزيمة”. وأضاف بري: “لقد انتصرنا، ولكن النصر العظيم يكون بنصر الفلسطينيين وبعودتهم إلى ديارهم، وما هذا الاحتفال إلا تذكير للعرب والمسلمين بأنه يمكن قراءة هذه التجربة الفريدة والاستفادة منها”.
ورأى الأب راني عبدالمسيح أن “الحرية هي حق لكل الناس ولكل الشعوب، وهي من حق الإنسان والإنسانية، وهذه الذكرى التي نحتفل بها باعتبارها يوما للحرية التي تحققت لشعبنا في لبنان”. وأشار عبدالمسيح إلى أن جميع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية “تدين إسرائيل وعدوانها الدائم على الفلسطينيين، لكن من يسمع في هذا العالم” ووصف عبدالمسيح الصهيونية “بأنها هرطقة دينية لتحقيق غايات سياسية”.
وأشاد عزيز أبو شعيا الذي ألقى كلمة “التيار الوطني الحر” بيوم التحرير معتبراً أنه “يوم فخر واعتزاز كوننا نتذكر اليوم الذي هزمت فيه المقاومة الوجود الإسرائيلي ودحرته”. ونوه أبو شعيا “بأن المقاومة لا تنتهي في الخنادق والمتاريس، بل يجب أن تستمر من خلال محاربة الفساد والاقطاع السياسي والفكر المتحجر والطائفية السياسية”. ولفت أبو شعيا إلى أن “ما هو أهم من النصر والتحرير.. هو حماية النصر والمقاومة، وذلك يكون من خلال الوحدة الوطنية” وختم كلمته بالقول “عقبال تحرير سماء ومياه لبنان وأراضيه المتبقية”.
وتمحورت كلمة المؤسسات الإسلامية التي ألقاها الحاج سهيل البيطار، عن الحق الشرعي والأخلاقي في مقاومة المعتدين والمحتلين، وتناولت معنى الفرق بين المقاومة والإرهاب.. هذا الوصف الذي تحاول الدوائر الإسرائيلية والصهيونية في العالم إلصاقه بحركة المقاومة اللبنانية الذين “بدأوا يروجون بأن المقاومين هم إرهابيون وقتلة ومخربون” بينما الحقيقة هي عكس ذلك، “فاسرائيل هي دولة الإرهاب، والإسرائيليون لا يعرفون السلام والسلم لإن دولتهم هي دولة إرهاب”.
كلمة “تيار المستقبل في ميشيغن” التي ألقاها مروان وهبة اعتبرت “عيد التحرير عيدا وطنيا بامتياز، ويوما لاستذكار روح الشهيد رفيق الحريري المقاوم السياسي الذي توصل الى “تفاهم نيسان” في العام 1996 الذي شرعن المقاومة على المستوى الدولي”.
وأضاف وهبة بأن لبنان، البلد الصغير بمساحته، الكبير ببطولات شعبه، “سجل انتصارا لا يضاهى عبر انسحاب الاسرائيليين دون قيد أو شرط”.
وأشار وهبة إلى أهمية الوحدة الوطنية والتلاحم السياسي ورص الصفوف التي تجسدت خلال حرب تموز في العام 2006.
وأثنى نائب مسؤول حركة “أمل” في أميركا الشمالية علي غصين على تواجد جميع الأطياف وممثلي الأحزاب والتيارات اللبنانية للمشاركة في يوم التحرير، وقال “إن الاتجاهات المختلفة والمتعددة لجاليتنا هي محط تقدير واهتمام، لأن هدفنا العام واحد على جميع الصعد”.
ووعد غصين بالوفاء “بعهدنا ووعدنا، وهو عهد الإمام المغيب موسى الصدر، أن نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب” انطلاقاً من قناعتنا وسيرنا على خطى ونهج الإمام والقيادة السياسية لحركة أمل “بأن وطننا بأرضه ومائه وسمائه أغلى من الذهب.. وأن نتابع المهمة في مواجهة ما يتربص بلبنان”.
وابتدأ ناشر “صدى الوطن” الزميل اسامة السبلاني كلمته بشكر هؤلاء “الذين ضحوا وقدموا كل ما يملكون ومكنونا اليوم من الاحتفال بهذه المناسبة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية”. واعتبر السبلاني يوم 25 أيار يوماً حاسماً في تاريخ لبنان، وبداية تقويم جديد، ونقطة فاصلة تقسم التاريخ إلى ما قبل العام 2000، وما بعد العام 2000.
وقال السبلاني “قبل العام 2000 كان الإسرائيليون يستبيحون الأراضي العربية، وينفذون عمليات احتلال واغتيال في مختلف الدول العربية، ولم يكن ثمة ما يردعهم أن يخفيهم، أما بعد العام فإن الإسرائيليين عجزوا عن التقدم لبضعة أمتار قليلة في منطقة العباسية في الجنوب اللبناني وكان ذلك بفضل مقاومة الأهالي، وبفضل ثقافة المقاومة التي ترسخت وتجذرت في المجتمع اللبناني بعد انتصارات المقاومة اللبنانية الوطنية”.
وأضاف “قبل العام 2000 كانت اسرائيل تضرب وكان العرب يتوعدون بالرد، وبعد العام 2000 وبعد انتصار المقاومة صارت اسرائيل هي التي تتوعد، وها نحن نسمع يوميا عن مناورات اسرائيلية عسكرية، ومناورات اعلامية مثل ادعاء الأحقية بملكية الحمص والفلافل، ولكننا نقول لهم: الحمص والفلافل لنا، وكذلك يافا وحيفا والقدس.. وكامل فلسطين”.
وطالب السبلاني أبناء الجالية بألا يخافوا وألا يخجلوا من دعمهم للمقاومة “فلدينا أعظم مقاومة في التاريخ، وأنا فخور بالمقاومة اللبنانية وبحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله”. وتابع “نحن أميركيون، والأميركيون يحاربون من أجل الحرية والعدالة والحق، وليس من أجل الظلم وحماية الاحتلال، ومن هذه المنطلق فإن مقاومتنا محقة وعادلة”.
وضرب السبلاني مثالاً عن تجربة المناضل الجنوب افريقي نيلسون مانديلا الذي قضى في سجون نظام الفصل العنصري (الأبارتيد) لمدة تزيد عن الربع قرن، فضلاً عن اتهام حزبه “الكونغرس الوطني الإفريقي” بالإرهاب. وأشار السبلاني إلى محاولات الأنظمة الغربية والنظام الحاكم في جنوب افريقيا إبرام صفقة بينهم وبين مانديلا لنزع صفة الإرهاب عن حزبه، وأعطائه بعض المكتسبات، ولكنه رفض التنازل عن الحقوق المشروعة للإفريقيين السود، سكان البلاد الأصليين، فنال بذلك وعلى الرغم من كل شيء احترام الكثيرين حول العالم.. حتى أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون قال في أحد اللقاءات: إن من بين أمنياتي هي أن التقي نيلسون مانديلا وأن أصافحه”.
وختم السبلاني “إن التزام المقاومة اللبنانية بحقها المشروع في مقاومة الاحتلال، وعدم التفريط بذلك الحق، على الرغم من محاولات الغرب والأميركيين إلصاق صفة الإرهاب بها، وبمن يدعمها لن يغير شيئاً في طبيعة الأمور، وسيأتي ذلك اليوم الذي سيقف فيه رؤساء وزعماء الغرب بمن فيهم الأميركيون في الطابور ليصافحوا السيد حسن نصر الله”.
Leave a Reply