غراند رابيدز – خاص “صدى الوطن”
بعد أكثر من ستة أعوام من العمل الدؤوب وكلفة فاقت ١,٨ مليون دولار تم مؤخراً الانتهاء من بناء “المسجد الاسلامي والمعهد الديني” في مدينة غراند رابيدز في غرب ولاية ميشيغن.
بدأت فكرة اقامة “المسجد الإسلامي والمعهد ديني” في هذه المنطقة منذ ست سنوات، وتم بفضل تبرعات ابناء الجالية المسلمة في منطقة غراند رابيدز تحويل هذا الحلم الى حقيقة، بعد أن كان مسلمو هذه المدينة، وهي ثاني أكبر مدن الولاية، ومحيطها، يؤدون الصلاة في مساجد لم تبن لتكون دور عبادة. فمثلا كان سكان كنتوود يصلون في ناد رياضي يتم استئجاره لتأدية الصلاة.
معظم مسلمو هذه المنطقة بوسنيون وإيرانيون وباكستانيون وأميركيون سود وهناك قلة من العرب أصبح بإمكانهم التوجه الى هذا المسجد الجديد المميز بواجهته المبنية من الحجر الرملي، وأقواس على طراز العمارة الاسلامية، ومصلى تعلوه قبة كبيرة.
ويعرب د. علي متولي، وهو من أصول مصرية، عن سعادته لاقامة هذا المسجد في منطقة عدد المسلمين فيها قليل اذا ما قورنت بجنوب شرق ميشيغن، ويقول “عندما اشترينا الأرض التي أردنا ان نقيم عليها المسجد لم يصدق أحد أن ذلك ممكناً” وأضاف “اليوم كلما دخلت الى باحة المسجد أقول في قرارة نفسي: الفكرة أصبحت واقعا”.
ويقول متولي وهو يشغل منصبي أمين صندوق وأمين سر المسجد الجديد أن “الإسلام يضع قوانين صارمة حول الربا واستدانة الأموال، لذلك قمنا بدفع كل تكاليف هذا المسجد نقدا بعد جمع الأموال من قبل المتبرعين الذين قدموا تضحيات كبيرة لتحقيق هذا الحلم”.
ويعطي متولي مثالا على ذلك ويقول “أحد المتبرعين آثر أن يؤجل تجهيز البايسمنت في منزله لمدة سنتين ليقدم المال لبناء هذا المسجد”.
ولا يخفي متولي حقيقة أنه كان من الصعوبة في مكان جمع التبرعات خاصة مع قلة عدد المسلمين في المنطقة مقارنة بمسلمي منطقة ديترويت مثلا.
ويشرف على “المسجد الإسلامي والمعهد الديني” مجلس إدارة يرأسه الدكتور محمد صالح ولجنة تنفيذية برئاسة محمد سناح. أما إمام المسجد فهو الشيخ مرسي سالم وهو مصري الجنسية وخريج جامع الأزهر.
ويعتبر هذا المسجد ملتقى للثقافات، اذ يتواجد في المنطقة مسلمون من اكثر من 25 دولة، تراهم يشكلون طيفا اثنيا منوعا أيام الجمعة والأعياد، هذا ما أثار اعجاب ألين غانيك الذي قدم الى الولايات المتحدة من البوسنة عام 1997، قال “هذا ما أحبه في اميركا التنوع الثقافي، فنحن البوسنيون نلتقي هنا لننقل ثقافة الآباء الى الابناء”.
أما كمال نور الدين فهو أميركي أسود اعتنق الاسلام في سبعينات القرن الماضي برغم انه تربى لدى عائلة كاثوليكية في فيلادلفيا انضم لاحقا الى جماعة “أمة الإسلام”، وهو أحد المشرفين على بناء المسجد، قال “نحن المسلمون نشكل جزءا من صورة اكبر هي الانسانية”، وأضاف “لو ان المسلمين والمسيحيين وعموم معتنقي الاديان الأخرى يرون بعضهم بعضا اخوة متحابين في الانسانية، لما شهدنا كل هذه المشاكل والازمات في العالم”.
“المسجد الإسلامي والمعهد الديني”
يقع المركز الإسلامي الجديد على أرض تبلغ مساحتها ٣,٢ آيكر على ٣٥٥٧ شارع “إيست باريس” في مدينة غراند رابيدز. وقد تم شراء الأرض عام ٢٠٠٤ لتبدأ رحلة تنفيذ المشروع على أرض الواقع.
ويتألف المركز الجديد من مسجد على مساحة ١٠ آلاف قدم مربع، وصالة كبيرة على نفس المساحة محاطة بمطبخ وغرف لصفوف التعليم الديني.
كما يضم المركز حضانة أطفال وملعب صغير. وبالإضافة الى ذلك يضم مدرسة مخصصة للدروس المسائية وعطلة نهاية الأسبوع، وفيها مكتبة.
ويشمل المركز الجديدة باحة مساحتها ٥٤٠٠ قدم مربع، ومكان إقامة إمام المسجد وجناح للضيوف.
لمزيد من المعلومات حول المركز “المسجد الإسلامي والمعهد الديني” يرجى زيارة الموقع الالكتروني التالي: www.grmasjid.com
التصريحات منقولة عن “راديو ميشيغن”
Leave a Reply