حسن عباس – «صدى الوطن»
كرّمت الجالية اللبنانية في منطقة ديترويت، الجرّاحيَن الشقيقين محمد وعلي بيضون لإنجازاتهما الطبية التي نالت إشادات عالمية واسعة، في حفل حاشد حضره مسؤولون حكوميون ورسميون منتخبون، في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» بمدينة ديربورن، يوم السبت 15 شباط (فبراير) الماضي.
وكان جراح الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى «مايو كلينك» بمدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا، محمد بيضون (40 عاماً)، قد تمكن، العام الماضي، من تحقيق معجزة طبية فاقت التوقعات في حياة المريض كريس بار، الذي أصيب بشلل شبه كامل إثر تعرضه لحادثة سقوط أثناء ممارسته رياضة ركوب الأمواج. ونجح الطبيب اللبناني الأصل في تمكين بار من المشي على قدميه بعد عامين من المعاناة، في وقت أفادت فيه التشخيصات بأن احتمال تماثله للشفاء لا يزيد عن 3 بالمئة.
أما شقيقه الأكبر، عليّ، فهو بروفسور بجراحة الأعصاب في جامعة «جونز هوبكنز» بولاية ماريلاند، وعلى مدار العقد الماضي، كانت عيادته الأكثر ازدحاماً، بسبب براعته وثقة المرضى بخبرته الطبية العميقة.
وخلال الحفل، قدّمت غيدا داغر، مديرة التعيينات بمكتب حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر، شهادتين تكريميتين للأخوين بيضون، نيابة عن حكومة الولاية، كما قدمت النائب الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل شهادتي تقدير للجراحين المحتفى بهما، إعراباً عن تقديرها لمسيرتهما الطبية الحافلة بالنجاحات الباهرة.
عريف الحفل، رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» (أي سي آر أل)، ناصر بيضون، أشار إلى العلاقات الحميمة التي تربط المهاجرين اللبنانيين بوطنهم الأم، والنجاحات التي يحققونها في جميع المغتربات. وقال: «اليوم، نكرم شخصين رائعين، كلاهما يعتبر رائداً في مجال تخصصه»، مضيفاً: «بتكريمهما، فإننا نكرم أنفسنا ومجتمعنا ومدينتنا وبلدنا، كما نكرم جذورنا وتراثنا ومدينتنا، بنت جبيل».
وفي كلمته، أعرب الجراح علي بيضون عن فخره بتراثه اللبناني، وبالنجاحات التي يحققها المهاجرون اللبنانيون في جميع المجالات. وتساءل عن السر الذي يمكّن اللبنانيين من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بطريقة تثير التعجب والدهشة في جميع أنحاء العالم.
وعزا الدكتور علي بيضون نجاحات اللبنانيين إلى قدرة الكثيرين منهم على التحدث بلغات مختلفة، مما يساعدهم على تحفيز قدراتهم الإبداعية ويزرع فيهم شعوراً فريداً من التصميم والتبصر لإدراك طبيعة الأمور على نحو أفضل. وقال: «إن المهاجرين اللبنانيين نادراً ما يكتفون بالإنجازات التي يحققونها، إن لديهم تصميماً فريداً على الاستمرار في النجاح، متجازوين الظروف العصيبة التي تعترضهم».
ولفت إلى أن «الجالية اللبنانية، الأكثر نجاحاً في أميركا، موجودة هنا، في هذه القاعة»، مضيفاً: «هذا النجاح، هو قصتنا نحن الديربورنيين».
من جانبه، عرض الجراح محمد بيضون مقطعاً مصوراً أظهر بهجة مريضه كريس بار بعدما تمكن من الوقوف على قدميه للمرة الأولى، بعد عامين من الشلل شبه الكلي. وقال: «الأشياء الصغيرة أصبحت ذات مغزى بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذه الحالات»، في إشارة إلى بحوث الخلايا الجذعية التي أجازت «إدارة الأغذية والأدوية» (أف دي أي) إجراءها على البشر، في الآونة الأخيرة.
وقبل أيام قليلة من حفل التكريم، كان الجراح محمد بيضون، قد أنجز العملية الجراحية رقم 100 بواسطة الروبوت الآلي، وتندرج العمليات التي يجريها ضمن نطاق طبي تجريبي جديد، بالاعتماد على نتائج الأبحاث على الخلايا الجذعية.
وخاطب عضو مجلس مفوضي مقاطعة وين، حسان (سام) بيضون، الطبيبين المكرمين بالقول: «إن الاحتفال بإنجازاتكما في المجال الطبي، بحضور الكثير من الأطباء والمهنيين العرب الأميركيين، يدل بشكل واضح على أننا ننتمي إلى هذا المكان، وأننا جزء من هذا النسيج الأميركي العظيم».
Leave a Reply