ديربورن – «صدى الوطن»
أحيت «جمعية رسالة الأمل» في أميركا الشمالية، الذكرى الـ38 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في حفل حاشد أقيم في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن، يوم الجمعة الماضي، بحضور قنصل لبنان العام في ديترويت بلال قبلان وممثلين عن الأحزاب اللبنانية، كالحزب السوري الاجتماعي القومي والكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحركة أمل، إضافة إلى فعاليات مجتمعية ودينية.
حسين اللحاف خلال إلقائه كلمته (إسماعيل جمعة) |
الشيخ محمد مارديني، وخلال الحفل الخطابي الذي حضره نجل الإمام المغيب، السيد حميد الصدر، حثّ اللبنانيين على الوحدة في وجه التحديات التي يواجهها لبنان داعيا الجميع إلى استلهام مسيرة الصدر من أجل توحيد الصفوف والعمل من أجل المحرومين والمظلومين في كل مكان.
جانب من الحضور |
وقال: «لقد سنّ الإمام الصدر، نسأل الله أن يفرج أسره، سنّة حسنة إلى يومنا هذا، وأثرها أننا هنا مجتمعون كأسرة لبنانية واحدة. لقد كان سيد المقاومة في وقته وحتى الآن، فقد حارب الظلم وأعان المظلومين والمحرومين وأنشأ مؤسسات ما تزال تعمل وتضيء المحيط الإنساني بكامله».
وشدد مارديني على ضرورة تمثل القيم التي كرسها الصدر وقال: «نحن تلاميذ هذا المعلم الذي جاهد من أجل نشر الرحمة والمحبة وتوطيد السلام، وعلينا أن نعمل وأن نبذل أقصى جهودنا كي نوقف الفتن المشتعلة التي تهدد بلدنا».
من ناحيته، جدد المشرف العام لحركة «أمل» في أميركا وكندا، حسين اللحاف، على تمسك أبناء الحركة بالقيم والمثل الجهادية التي أرساها الإمام المؤسس رغم تغييبه المتعمد الذي يستهدف خط «أمل» المقاوم، وقال: «لقد نجح معمر القذافي في تغييب الإمام عن ساحة الجهاد في ذلك اليوم المشؤوم ظنا منه ومن أسياده أن ذلك سينهي نهجه ومبادئه، ولكنه خسىء فلا أحد قادر على إلغاء خط ينيره المجاهدون ويروونه بدمائهم».
وأشار إلى أن التغييب الجسدي للإمام لم يؤد إلى وأد أفكاره ونهجه ورؤاه التي استمرت في صيغة المقاومة، مشدداً بالقول: «باق أنت فينا على مدى السنين، ومازال حضورك يتجدد فينا رغم 38 سنة من الغياب».
ووصف مفتي ميشيغن الجعفري، السيد ابراهيم صالح، الذي ألقى كلمة «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الإمام الصدر بأنه «الأمثولة الربانية التي خلقها الله وجعلها خليفة للعالمين». وقال: «لم يعد الإمام الصدر مجرد شخص غائب ومسجون، وإنما هو شخص عادت روحه لتستقر في جميع الأشياء».
ودعا صالح اللبنانيين إلى التمسك بصيغة التعايش التي كان ينادي بها الصدر، والتي تمثل رسالة للانفتاح ومجابهة التعصب والحض على الشراكة في الوطن، وحث جميع الفرقاء على نبذ الخطابات الطائفية التي تزيد من عمق الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، وقال: «لسنا بحاجة للروايات المتوترة، فنحن بأمسّ الحاجة إلى الروايات المتواترة»، مؤكداً على أن الروايات الدينية الصحيحة تنطوي على رسائل المودة والإخاء، على عكس الروايات الضعيفة التي تزيد من تعميق الخلافات وتسعير المشاعر الفئوية، عند هذا الطرف أو ذاك.
وشدد المفتي على عمق الحضور الحقيقي للإمام الصدر بين اللبنانيين، وقال: «بكلمات السيد موسى الصدر انتصر الشعب اللبناني، بجيشه وشعبه ومقاومته».
تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر حضور النائب أيوب حميّد ممثلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولكن ظروفاً قاهرة حالت دون ذلك.
Leave a Reply