ديربورن – علي حرب
نظم «كونغرس المؤسسات العربية الأميركية» و«لجنة قانا الجليل» يوم الأحد الماضي الذكرى السنوية الـ١٨ لمجزرة قانا الأولى (١٩٩٦) والذكرى الثامنة لمجزرة قانا الثانية (٢٠٠٦)، في قاعة «المركز الإسلامي» في ديربورن بحضور أكثر من مئة شخص من أبناء الجالية العربية والإسلامية.
صور للطفلين هادي وعبد المحسن بيطار. |
وكذلك أحيى الحضور ذكرى الطفلين هادي وعبد المحسن بيطار (٨ و٩ سنوات) اللذين إستشهدا بالمجزرة الأولى التي ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي في ١٨ نيسان (أبريل) عام ١٩٩٦، وأدت الى استشهاد ١٠٦ مدنيين تم استهدافهم بواسطة الطيران الإسرائيلي رغم احتمائهم بمجمع تابع للأمم المتحدة يحمل علم وشعار المنظمة الأممية.
والطفلان هادي وعبد المحسن هما من سكان ديربورن، شاء القدر أن يذهبا في زيارة إلى جديهما في بلدة قانا الجنوبية حين أطلقت إسرائيل عدوانا «عناقيد الغضب» على لبنان قبل ١٨ سنة.
أما المجزرة الإسرائيلية الثانية فوقعت بتاريخ ٣٠ تموز (يوليو) عام ٢٠٠٦ حيث تعرض مبنى سكني في بلدة قانا لغارة إسرائيلية ما أدى إلى إستشهاد ٢٧ مدنياً من بينهم ١٦ طفلاً.
حيدر بيطار والد الطفلين الشهيدين قال في كلمة بالمناسبة إن ولديه كانا إبنَين نموذجيين و«كان عندهما أحلام وكانا يحبان الجري واللعب وفي ثوان قليلة من عام ١٩٩٦ حولت إسرائيل أحلامهما إلى دم ودمار».
ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني ألقى كلمة بالمناسبة حث فيها الجالية العربية على «إبقاء ذكرى قانا والأخوين بيطار حية»، وقال «إذا حصل ونسينا أن عبد المحسن بيطار وهادي بيطار قد قتلا على يد هؤلاء المجرمين فإننا سنكون كمن يعطيهم عذراً لقتل المزيد من أطفالنا».
وأضاف السبلاني «قانا هي رمز للجرائم المرتكبة ضد شعوب فلسطين وسوريا والعراق ولبنان، وعندما نتذكر قانا لا نتذكر الناس الذين قتلوا هناك فحسب، وإنما نتذكر أيضاً صور المسعفين وهم يسحبون جثث الأطفال من تحت الركام والأنقاض»، وأضاف السبلاني «نشاهد اليوم المجرمين وهم يقتلون إخواننا وأخواتنا في سوريا ونرى مجرمين يفتكون بأهلنا في فلسطين، لقد إرتكبت مئات المجازر ضد شعوبنا، ألا يكفي؟»، وتابع «لا يمكن أن نظل صامتين. لا يمكن أن نظل خامدين».
وخلص السبلاني إلى القول «إن أفضل طريقة للعدل ولرفع الظلم في العالم العربي هو أن نكون ناشطين محلياً، لا بخرق القانون أو تقديم مساعدات للمنظمات التي تعتبرها الحكومة الأميركية إرهابية».
وتحدث في الحفل أيضاً السيد مهدي الأمين الذي شدد على أهمية قانا الدينية حيث شهدت أول معجزة للسيد المسيح بتحويل الماء إلى خمر، وقال الأمين «قانا نهضت وقامت اليوم كالمسيح وهي لن تخضع ولن تصلب ثانية»، وأكد الشيخ على أن المسلمين -والشيعة خصوصاً- يجسدون الحلم الأميركي بسبب حبهم للحياة، وأردف «نحن نرفض ثقافة الموت ونسعى الى هزيمتها عن طريق إحياء ذكرى قانا، فمناسبة كهذه تذكرنا بالإنسانية وكرامة الإنسان التي «لا مقايضة عليها».
مرشد «المركز الإسلامي في أميركا» السيد حسن القزويني، دعا إلى وحدة الجالية لكي «نرفع الصوت عالياً ونمنع تكرار المآسي في المستقبل».
وبدورها حثت الناشطة سهيلة أمين التي كانت عريف الحفل، الشباب العربي الأميركي على نشر الوعي عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول المجازر الإسرائيلية.
Leave a Reply