مايزال الكفاح الفلسطيني من أجل الحرية مستمراً حتى هذه الأيام.. التي يتعرض فيها المسجد الأقصى للتهديد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تسعى جاهدة لسلب سكان البلاد الأصليين مقدساتهم وحقهم في ممارسة عباداتهم وشعائرهم الدينية التي تعتبر من بديهيات حقوق الإنسان، إلا في بلاد داعش وفلسطين المحتلة نفسها، التي يريدونها دولة يهودية.
قبل أيام، دعا المطران المقدسي عطا الله حنا القيادات الدينية المسيحية من الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية وغيرها من المؤسسات الحقوقية إلى إظهار دعمها للفلسطينيين خلال «الأوضاع الخطيرة وغير المسبوقة التي تمر بها مدينة القدس».
وحث المطران حنا يوم كنائس المدينة المقدسة على إغلاق أبوابها داعياً المؤمنين المسيحيين إلى الانضمام لأشقائهم المسلمين في الحراك الاحتجاجي ضد إجراءات دولة الكيان الإسرائيلي التي تستغل الأوضاع العربية المضطربة وحالة الانقسام الفلسطيني لتمرير مشاريعها في المدينة المقدسة وتحديداً في المسجد الأقصى ومحيطه.
محنة الفلسطينيين المستمرة والمتجددة مع أعتى احتلال شهدت تضامناً في مختلف أنحاء العالم بسبب عدالة القضية الفلسطينية من جهة ووحشية الدولة العبرية وبربريتها من جهة ثانية، ولكنها كادت أن تمر مرور الكرام على مجتمع الجالية العربية في منطقة مترو ديترويت التي تضم مئات الآلاف من العرب والمسلمين الذين كانوا خلال السنين الفائتة سباقين إلى إظهار تضامنهم ودعمهم لأشقائهم الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية والسياسية المشروعة، قبل أن تتسلل الانقسامات العربية–العربية إليها، في مشهد أقل ما يقال عنه إنه مخجل.
كم هو أمر يدعو للأسف حقاً، إحجام العرب والمسلمين الأميركيين وإعراضهم عن التضامن مع الفلسطينيين خلال السنوات القليلة الماضية التي أعقبت «الربيع العربي» المزعوم، إذ لم يشارك في الوقفة التضامنية أمام «مكتبة مئوية هنري فورد» –الأحد قبل الماضي– إلا عشرات الأشخاص (ما بين 50–60 شخصاً)، كما أن التظاهرة التي نظمت لدعم «إضراب الكرامة» مع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في أيار (مايو) الماضي، لم تستقطب إلا ثلة قليلة من الشباب العربي في المدينة التي تعتبر عاصمة العرب الأميركيين.
وإننا –بادئ ذي بدء– إذ نثني على جهود الناشطين الملتزمين والمؤمنين بأهمية التظاهر الميداني والتعبير عن الرأي للدفاع عن المظلومين، بدل التسمر خلف شاشات الهواتف وإطلاق الكلام على عواهنه.
في آذار (مارس) 2002، وخلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، تقاطر ما يزيد عن 5 آلاف عربي أميركي وتظاهروا في شوارع ديربورن تأييداً للشعب الفلسطيني واحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2008 تظاهر آلاف العرب الأميركيين في عدد من المدن المجاورة لمدينتي ديربورن وديترويت ضد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
ونتساءل، في هذا السياق: أين هم هؤلاء الذين كانوا يسارعون إلى إظهار تضامنهم مع حقوق الشعب الفلسطيني؟ وما الذي استجد حتى تبخرت الإرادات في إبداء التضامن مع شعب يعاني منذ عقود طويلة من عقابيل احتلال متوحش؟
أليس من واجب عرب ديربورن، نصرة شعبنا الفلسطيني بوجه الاحتلال والعنصرية والظلم الإسرائيلي، أليست هذه مسؤولية الأحرار؟ أم أن الأحرار قد نسوا فلسطين؟
Leave a Reply